كشفت حملة الحصاد التي انطلقت متأخرة عن العادة ببسكرة، عن انخفاض كميات الإنتاج من مليون قنطار إلى ما يفوق 820 ألف قنطار من الحبوب، على مساحة تقارب 25 ألف هكتار، وذلك مقارنة بالموسم الماضي حيث سجل إنتاج أزيد من مليون قنطار، ويعود سبب هذا الانخفاض إلى فك الارتباط مع ولاية أولاد جلال المستحدثة ببلدياتها الست.
حملة الحصاد انطلقت من مزرعة احد الخواص المتخصصة في تكثيف البذور على مساحات واسعة ببلدية عين ناقة، وحسب مصالح مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، فإن المساحة الموجهة لزراعة الحبوب بالولاية تقلصت بفعل فك الارتباط مع الولاية المستحدثة، وتقدر المساحة حاليا نحو 24707 هكتار، منها 10565 هكتار موجهة لزراعة القمح الصلب و5600 للقمح اللين، إضافة إلى 8502 هكتار شعير، زيادة على مساحات أخرى مخصصة لتكثيف بذور لصنفي القمح الصلب والشعير.
ويشرف على العملية مختصون من معاهد تقنية، وقد خصصت مساحة 622 هكتار لبرنامج التكثيف، الذي يهدف إلى تحسين نوعية البذور المحلية، منها 502 هكتار لبذور القمح الصلب و120 هكتار للشعير، وينتظر أن تعطي هذه البذور نتائج جيدة من حيث النوعية والكمية، حيث سجل معدل 50 قنطارا في الهكتار بمزرعة هراكي التي أعطى منها والي بسكرة إشارة انطلاق حملة الحصاد، وحسب مدير تعاونية الحبوب، فإن الولاية أصبحت مكتفية وتصدر فائض البذور نحو ولايات أخرى.
المصالح الفلاحية تتوقع تحقيق إنتاج يقدر بحوالي 820 ألف قنطار، منها 424 ألف قنطار قمح صلب و180 ألف قنطار قمح لين و200 ألف قنطار من الشعير. ويصل معدل الإنتاج إلى 35 قنطار في الهكتار، مع ملاحظة أن لجنة مختصة رافقت المنتجين منذ انطلاق حملة الحرث والبذر وتأمين عمليات الإرشاد الفلاحي، وتتكون اللجنة الولائية من عدة هياكل، في مقدمتها الغرفة الفلاحية، المحطة الجهوية لوقاية النباتات، تعاونية الحبوب والبقول الجافة والمعهد الوطني لتنمية الزراعة الصحراوية.
من جهتها، قامت تعاونية الحبوب والبقول الجافة ببلدية اوماش بتحضيرات مبكرة لحملة الحصاد والدرس، وذلك بتهيئة نقاط التجميع في سيدي عقبة وزريبة الوادي واوماش والدوسن التابعة لولاية أولاد جلال المستحدثة، وذلك بطاقة تصل إلى حدود 600 ألف قنطار، مع توقع تجميع 225 ألف قنطار، منها 20 ألف قنطار بذور مكثفة هذه الأخيرة يتم تجميعها على مستوى مخازن التعاونية الكائنة بالمنطقة الصناعية ببسكرة، إضافة إلى تسخير 150 حاصدة تابعة للخواص موزعة على مناطق الإنتاج بالولاية، وست حاصدات تابعة لتعاونية الحبوب.
في سياق متصل، يطرح منتجو الحبوب جملة صعوبات وانشغالات تحول دون تطوير هذه الشعبة الإستراتجية، منها نوعية البذور التي تنحصر في نوعين فقط، ويتم إلزام الفلاح باقتنائها دون التأكد من قيمتها المردودية، يضاف إلى ذلك الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة، والتي تضاعفت خلال موسمي، الأمر الذي يشكل كابوسا للفلاحين ويحول دون تطوير هذه المزروعات الإستراتيجية.
ويقول رئيس جمعية الفلاحين الأحرار لوصيف عبد الحفيظ، إن عدد آلات الحصاد قليل خاصة التابعة لتعاونية الحبوب، حيث يلجأ الفلاحون إلى تأجيرها من الخواص بأسعار مرتفعة، ويضيف رئيس الجمعية أن ملف رخص التنقيب ما زال يؤرق بال الفلاحين، خاصة وان الوضع الحالي يشهد انحسار منسوب المياه الجوفية بفعل الجفاف، وأن الأمر يتطلب رخص لآبار يزيد عمقها عن 300 متر.
كما يؤكد أيضا رئيس الجمعية، بأن معالجة ملف تسوية الأراضي الفلاحية أصبح يطرح بشدة نظرا للسلبيات التي تنجر عن عدم إيجاد حلول لهذه الإشكالية التي تؤثر على مستقبل الفلاحة بالولاية. مع ملاحظة أن دعم الدولة متواصل، حيث بلغ عدد المناقب الممنوحة في إطار الدعم الفلاحي للموسم الحالي وعلى مستوى بلديات بسكرة 253 منقب، منها 117 منقب مستلمة، أي ما يعادل 23450 متر طولي، إضافة إلى منح ما يعادل 160 هكتر رش محوري، و06 هكتارات سقي بالتقطير ومحطة تصفية واحدة.