تضامن الأمريكية روث ماكدونو فكّ عنّي الحصار المفروض منذ 2020
ما زالت المناضلة ورئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثّروات الطبيعية، سلطانة سيد إبراهيم خيا الموجودة تحت الإقامة الجبرية بمنزلها بمدينة بوجدور المحتلة، منذ تاريخ 19 نوفمبر 2020، تدفع ثمن نضالها من أجل وطنها والشعب الصحراوي، حيث باتت تتعرض لأساليب شتى من القمع بلغت حد التهديد بالتصفية الجسدية في عديد المرات. خيا التي تعرّضت لكل أصناف التعذيب النفسي والجسدي، بسبب دفاعها المستميت عن القضية الصحراوية، ورفض سياسة الأمر الواقع في المناطق المحتلة، تكشف في حوار لـ “الشعب ويكاند” جزءا من معاناتها مع الاحتلال المغربي، الذي لا يختلف في ممارساته القمعية عن الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني لاسيما في هدم البيوت. واغتنمت خيا الفرصة لتناشد أحرار العالم بضرورة التدخل العاجل لإنقاذها، وحماية الشعب الصحراوي من بطش الاحتلال المغربي، الذي يواصل سياسة القمع والاضطهاد، وفق أسلوب وحشي يضرب فيه عرض الحائط كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
«الشعب ويكاند»: ما هو الوضع الصحي للمتضامنة الأمريكية روث ماكدونو التي قرّرت خوض إضراب عن الطعام دعما لخيا، وما الذي دفعها إلى هذه الحركة التضامنية التي تعرّض حياتها للخطر؟
سلطانة خيا: أعتقد أن هناك عدة أسباب دفعت بالمواطنة والناشطة الحقوقية الأمريكيّة روث ماكدونو الدخول في إضراب عن الطعام لمدة عشرة أيام، تضامنا مع خيا والقضية الصحراوية على غرار الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الاحتلال المغربي داخل بيتي لأكثر من 544 يوم مقترفا العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ودون انقطاع ، من بينها سوء معاملة و حصار بوليسي، يمنعنا من لقاء المواطنين الذين يتعرضون للاعتداء و الضرب، كلما حاولوا زيارتنا أو الاتصال بنا، كل هذه العوامل دفعت بالمواطنة الأمريكيّة روث للتضامن من خلال الدخول في إضراب عن الطعام، لوقف هذه الانتهاكات والاغتصاب المتكرر ضد خيا وافراد عائلتها خاصة والمرأة الصحراوية بصفة عامة في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية، لذا تضامن روث عموما، يؤكد أن النساء الصحراويات لسن وحيدات بل هناك تجاوب وتعاطف كبير من قبل نساء العالم، حيث يدافعن عن كرامة المرأة الصحراوية.
- ماذا عن وضع المناضلة خيا وعائلتها التي تتعرض لانتهاكات مغربية جسيمة، وكيف تستطيعين الصمود في وجه هذا العدوان، ومن اين تستمدّين قوّتك؟
صمودي أمام الانتهاكات الجسيمة للاحتلال المغربي، هو صمود ليس لخيا فقط بل هو يعكس كذلك صمود الرجل الصحراوي على حد سواء، من أجل الدفاع عن الوطن والى غاية تحرير آخر شبر من الأراضي الصحراوية المحتلة، فقد تمكنا من إثبات صمودنا على مر السنين من خلال التضحيات الجسام التي قدمناها ولا يزال يقدمها أبناء الشعب الصحراوي في سبيل الاستقلال و الحرية ، وأقول من هذا المنبر، مهما مارس الاحتلال المغربي لكل أشكال الانتهاكات، فإن عائلة خيا والشعب الصحراوي لن يتراجع عن الدفاع عن قضيته العادلة إلى غاية تحقيق مطالبه المشروعة، وهي استكمال السيادة الوطنية لكامل التراب الصحراوي.
- لا شكّ أن ما تعانيه سلطانة خيا والمتضامنة روث، يعكس حجم القمع الذي يتعرّض له الشعب الصحراوي من طرف الاحتلال، لكن بالمقابل لا نرى تحرّكا دوليا لوقف هذه الممارسات العدوانية، خاصة من الهيئات الأممية ما تعليقكم؟
بالفعل على الرغم من الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الاحتلال المغربي في حق النساء الصحراويات عامة وعائلة خيا بمدينة بوجدور المحتلة خاصة ، فلا نجد أي ردود فعل دولية باستثناء بعض المنظمات التي تكتفي ببيانات التنديد والاستنكار، وهو ما يؤكد سياسة التعتيم الإعلامي التي ينتهجها الاحتلال المغربي إلى جانب شركائه، وكل هذا يدعم بطريقة أو بأخرى الاحتلال في المضي قدما نحو المزيد من الانتهاكات وفي المقابل يزيد من معاناة الشعب الصحراوي الذي يتعرض أبناءه يوميا إلى الاعتقالات والاغتصاب ولكن هذا لن ينقص من عزيمته في إيصال صوته إلى العالم.
- لماذا تستهدف قوات القمع المخزنية خيا منذ نوفمبر 2020، و لماذا يخاف الاحتلال منها تحديدا، علما أنها ترأس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة نهب الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية؟
استهدافي من قبل الاحتلال المغربي ليس وليد اليوم، أول مرة تعرضت لاعتداء مباشر كان بسبب تصريحاتي كناشطة ومدافعة حقوقية خلال وقفة طلابية سلمية طالبنا فيها باستقلال الوطن، حيث تعرضت لاعتداء مباشر، فقدت من خلاله العين اليسرى، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل فرض علي الاحتلال الإقامة الجبرية وهو ما يؤكد أن الاحتلال المغربي يخاف من المرأة الصحراوية التي يواجهها بالقتل والاعتقال، بدليل ما تعرضت له مؤخرا من اعتداء مباشر، أين استعمل الاحتلال شاحنة كبيرة من أجل تدمير بيتي، بهدف التخلص مني ومن المتضامنين و المراقبين الموجودين معي في المنزل، وهو نفس الأسلوب الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في هدم البيوت، وبالمناسبة أود أن أناشد أحرار العالم لأقول لهم أن خيا والشعب الصحراوي في خطر ونحتاج لمن ينقذه من بطش الاحتلال المغربي الغاصب.
- وما هي الحلول المتاحة للتخفيف من هذه المعاناة، ثم ألا تعتقدون بأن الكفاح المسلّح يعد وسيلة الدّفاع الأنجع لإنهاء الاحتلال ووقف انتهاكاته؟
لم يتوقف الشعب الصحراوي يوما عن الدفاع عن حقوقه المشروعة طيلة 16 سنة من الحرب بين جبهة البوليساريو والمغرب، كما أن القضية الصحراوية تتواجد على مستوى الأمم المتحدة منذ 29 عام. الشعب الصحراوي سوف يواصل الكفاح إلى غاية تحرير كامل التراب الوطني ونيل الاستقلال والعيش بسلام، فلا خيار ولا بديل عن تقرير الشعب الصحراوي لمصيره المكفول بموجب الشرعية الدولية.
- كيف هي ظروف حياة الصحراويين في الأراضي المحتلّة، وما هي أشكال الانتهاكات التي تطالهم، أو بالأحرى كيف يواجهون بطش الاحتلال المغربي؟
الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي ليست وليدة اليوم فحسب، فالشعب الصحراوي يعاني منذ عام 1975 من سياسات التهجير والشتات. الشعب الصحراوي دفن حيا فمنهم من تعرض لتعذيب ومنهم للتنكيل المننهج بدليل استعمال الاحتلال لقنابل «النابالم» وكذا للفوسفور المحرمة دوليا ضد الشعب الصحراوي وهو نوع من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غياب تدخل دولي، يكشف الواقع المر الذي يعيشه الصحراويون، فهم يمنعون كل من يقترب من الأراضي الصحراوية المحتلة، وهذا من أجل إخفاء الحقيقة والعمل في نفس الوقت على تغليط الرأي العام.
- ما هي الخطوة المقبلة في المعركة السلمية التي تخوضينها ؟
كناشطة حقوقية ومدافعة عن القضية الصحراوية، سأواصل كفاحي إلى أخر رمق، من أجل أن تعيش الأجيال المقبلة في كنف الحرية والأمن، بالرغم من كل الانتهاكات الجسيمة التي نتعرض لها من طرف الاحتلال المغربي، فالشعب الصحراوي لن يتراجع عن حقه المشروع في بناء الجمهورية العربية الصحراوية على كامل أرضه حتى لو كلفه الثمن حياته، فالشعب الصحراوي ماض بكل عزم وإصرار في كفاحه العادل من أجل استكمال سيادة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
- أمام استمرار انتهاكات المخزن، ما السبيل لمواجهتها والتخفيف من وطأتها ؟
منذ تاريخ 13 نوفمبر الماضي الذي شكل منعطفًا خطيرًا في مسار القضية الصحراوية، ، يتّم استهداف المدنيين العزل، وعسكرة المدن المحتلة، بشكل لافت ورهيب، وتمّت العودة إلى أساليب الاختطاف والاعتقال التي طالت كل شرائح المجتمع، ومنهم النشطاء الحقوقيون وعائلاتهم وتقييد حرية حركتهم، فضلاً عن استفحال وتدهور أوضاع الأسرى المدنيين الصحراويين بالسجون المغربية، كل هذه المعطيات، ومع التعتيم الإعلامي وغياب أو ضعف التجاوب الدولي مع القضية، يواصل الاحتلال ارتكاب جرائمه بدون هوادة في حق الشعب الصحراوي الذي لن يرضى سوى بالاستقلال.