طباعة هذه الصفحة

إستشراف

البدائل الإسرائيلية لمواجهة غزة

وليد عبد الحي

لعل القاعدة الاستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة المقاومة الفلسطينية هي البحث عن بديل ينطوي على الجمع بين بعدين هما: الأول، أن يكون البديل «الأقل» تكلفة بشرية للقوات الإسرائيلية وأن يكون هو أيضا «الأعلى» مكسبا استراتيجيا بإيقاع أكبر أذى بقدرات المقاومة. والبعد الثاني، هو العمل على تعزيز سلطة التنسيق الأمني الفلسطينية على حساب التيارات الفلسطينية الأخرى وبخاصة المسلحة.
ولكن ما هي البدائل الإسرائيلية وما هو الأنسب لإسرائيل في ضوء البعدين السابقين:
1- صناعة حرب أهلية في غزة بالتعاون مع جهات مختلفة عربية وغير عربية ومنها سلطة التنسيق الأمني.
2- تشديد الحصار الاقتصادي وتوظيف السلطة الفلسطينية في تعزيز هذا الحصار.
3- خلق مشاكل تعزز الشكوك المصرية في توجهات المقاومة بخاصة تياراتها الدينية والعمل على تحريك نشاطات معادية لمصر (في سيناء أو غيرها) ونسج هذه الأحداث بطريقة تبدو معها أن الشكوك المصرية مبنية على شواهد تبدو مقنعة لتوجيه الاتهام المصري للمقاومة.
4- إعادة احتلال غزة كما كان الحال قبل عام 2005.
5- استنزاف عسكري عبر هجمات مباغتة أو اغتيال قيادات او تفجيرات يديرها عملاء، مع حرب شائعات وإعلام تضليلي، بالتعاون مع قيادة التنسيق الأمني وبخاصة التركيز على تكريس الانطباع بأن الضائقة التي تعيشها غزة هي نتيجة لسياسات المقاومة.
6- العمل على تطبيق صفقة القرن من خلال خلق جبهة دولية تضغط على المقاومة في غزة لقبول مد سلطة التنسيق الأمني الى غزة ونزع سلاح غزة مقابل إغراءات مالية ومشاريع اقتصادية.
7- ضمان وقف إطلاق نار لفترة طويلة جدا مقابل التخفيف التدريجي للحصار بشرط:
أ- أن يتضمن وقف إطلاق النار ضمان توقف المقاومة عن تعزيز قدراتها العسكرية.
ب- توريط مصر في أن تكون ضامنا لهذا البديل وملحقاته.
ت- أن يتم طرح فكرة وقف إطلاق النار بعد ضربة قوية ضد المقاومة تضعفها وتكون شروط وقف إطلاق حائلا دون القدرة على العودة لمستوى القوة السابق على المعركة.
8- العمل على تحقيق مصالحة فلسطينية تكون سلطة التنسيق هي صاحبة اليد العليا فيها لامتصاص المقاومة.
9- إغلاق الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة والانفصال تماما عن غزة وتركها تعاني دون أي تدخل إسرائيلي.
10- اعتبار غزة إقليما متمردا على سلطة التنسيق الأمني والعمل على تشكيل قوة دولية تضع غزة تحت الوصاية الدولية الى حين إيجاد حل للموضوع الفلسطيني.

تقييم البدائل في المنظور الؤسرائيلي:
لعل السؤال المركزي لإسرائيل هو: ما هو البديل الذي يحقق:
أ- أكبر قدر من المكاسب وأقل قدر من الخسائر بخاصة البشرية لإسرائيل؟
ب- أن يكون البديل قابلا للتطبيق بقدر كبير.
ويبدو أن الاستراتيجية الؤسرائيلية المحتملة هي البديل الذي يحقق:
أ- ؤضعاف القدرة العسكرية للمقاومة الى أكبر قدر ممكن ومنعها من العودة الى تعويض خسائرها العسكرية.
ب- تعزيز قدرة سلطة التنسيق الأمني من خلال تعميق فكرة العمل الدولي على مد سلطة التنسيق الأمني إلى غزة وضمان غطاء شرعيتها.
ت- وقف إطلاق نار يدوم لفترة طويلة على غرار وقف إطلاق النار الذي امتد بين إسرائيل والعرب من 1949 الى 1967.
استنادا لذلك، فإن الاحتمال الأقوى الذي نعتقده هو أن اسرائيل ستعمل على:
1- توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية خاطفة ومكثفة جدا خلال الفترة القصيرة القادمة، تستخدم فيها إسرائيل كل إمكاناتها المتاحة لإيقاع أكبر قدر متاح من الخسائر بخاصة في القدرة العسكرية للمقاومة.
2- العمل، بعد انتهاء الضربة العسكرية «الخاطفة»، على توظيف مساع عربية عاجلة، بخاصة مصرية، لترتيب وقف إطلاق نار طويل الأجل ويشمل ضمان لمراقبة تأمين منع دخول أي مواد لها صلة بإعادة بناء القدرة العسكرية للمقاومة.
3- التعجيل بضمان مساعدات مالية للقطاع، شريطة ان يتم ذلك عبر دور رئيسي لسلطة التنسيق الأمني والعمل على ضمان تواجد سلطة التنسيق الأمني في إدارة الجوانب الأساسية في غزة.
4- العمل على تعزيز تحويل الموضوع الفلسطيني من موضوع سياسي الى موضوع «إدارة محلية»، على غرار إقليم كردستان العراق.
5- ...ربما.