تمّ تكريم الملاكمة إيمان خليف، المتوّجة مؤخرا بلقب نائبة بطلة العالم، يوم الأحد، من قبل السلطات المحلية لولاية تيارت، مسقط رأسها، في حفل رسمي نظم على شرفها، اعترافا لها بكل المجهودات التي بذلتها، وتفانيها في العمل الذي مكّنها من رفع الراية الوطنية في هذا المحفل الرياضي العالمي الذي جرت وقائعه بتركيا.
وتحت أنغام الموسيقى التي رافقت سير الموكب، اصطف العشرات من المشجّعين على أرصفة مدخل المدينة إلى مقر الولاية، لتحية إيمان خليف، رافعين صور البطلة، إضافة إلى التواجد المميز للشباب.
وخلال كلمتها أمام الحضور من ممثلي عن السلطات العسكرية والمدنية ونادي الحماية المدنية للملاكمة والمنتخب الوطني وعائلتها، استعرضت نائبة بطلة
العالم الظروف التي عاشتها على امتداد شهور وبالخصوص بعد حصولها في اولمبياد طوكيو الأخيرة، على المرتبة الخامسة التي اعتبرتها إخفاقا يعود إلى أسباب نفسية بحتة بسبب غياب المدرب. غير أن ذلك كان لها من بعد «دافعا إضافيا للعمل على رفع الراية الوطنية في المنافسات المستقبلية، وهو ما كان فعلا في أول امتحان في اسطنبول بفضل توفر العوامل الأساسية للتفوق»، كما قالت.
واعتبرت إيمان خليف التي تنتمي إلى فريق الحماية المدنية، أنّ الرعاية الخاصة التي لقيتها من رئيس الجمهورية، الذي طلب مني السعي في رفع الراية الوطنية في باريس بمناسبة اولمبياد-2024، إضافة إلى تشجيع السلطات المحلية وعموم الشعب الجزائري وخصوصا بولاية تيارت، سيقوي الحوافز لتحقيق إنجازات أخرى، بدأ من التتويج بالذهب في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران واولمبياد باريس بعد ذلك بهدف رفع الراية الوطنية».
من جهته، ثمّن مدرب نائبة بطلة العالم للملاكمة، محمد شعوى مبادرة تكريم الرياضية محليا والذي تعود عليه رفقتها، إلى التواجد الكبير للمواطنين له طعم خاص، وهو يؤكد التفاف المشجعين حول بطلتهم بدليل أن المنازلة الأخيرة استقطبت ما يفوق مليون مشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يجب الاستثمار في هذا المجال للبحث عن الطاقات الرياضية المتوفرة بكثرة في المناطق الداخلية»، كما صرح.
وشكر والي ولاية تيارت، محمد أمين درامشي صاحب المبادرة، إيمان خليف على «إدخالها الفرحة إلى قلوب الجزائريين»، معتبرا إياها «مثالا في المثابرة والتحدي، ونجاحها يؤكد وجود طاقات سيتم العمل على اكتشافها ورعايتها».
وبذات المناسبة استذكر ممثلو وسائل الإعلام المحلية والوطنية ذكريات الملاكمة خليف عن البدايات الأولى لمسيرتها وتحديها، وإصرارها لبلوغ النتائج التي حققتها، منها ميدالية فضية عالمية وأول مرتبة خامسة أولمبية في تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية.
وعقب الاحتفال الرسمي، قام موكب البطلة بجولة عبر الشوارع الرئيسية للمدينة، وسط تصفيقات وتشجيعات الجمهور تتقدمهم فرق من الخيالة والفرق الفلكلورية.