طباعة هذه الصفحة

بعد تألّقه في المهرجان الدولي لمسرح الشّارع بتونس

قادة بن شميسة يحجز تأشيرة المشاركة في أمريكا

سيدي بلعباس: نسرين - ب

قادة بن شمسية فنّان تعدّدت مواهبه بين التمثيل، الاخراج المسرحي، مسرح الدمى والرقص، حيث تألق محليا، وطنيا ودوليا، صنع لنفسه فضاءً للفن وخلق مدرسة تخرّج منها العديد من الشباب والأطفال.

 يحضّر الفنان قادة بن شميسة للمشاركة في الأيام المقبلة في مهرجان دولي يقام بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث برمج عرضا لمسرح العرائس «جولة» الذي يبرز من خلاله الطبوع الجزائرية، والذي قدّم في عدد من البلدان الأجنبية وحظي بالإعجاب، كما سينشط ورشة للعرائس ويقدّم عرضه الحكواتي «الوشام».
وقد عاد الفنان المخضرم منذ أسبوع من دولة تونس، بعد أن شارك في المهرجان الدولي الخاص بمسرح الشارع أو ما يسمى بـ «المداح»، الذي نظم بحمام سوسة، وشارك فيه مسرحيون من بلجيكا، ايطاليا وبلدان أخرى، أين قدّم عرضا للحكواتي بعنوان «أغاني الرمال» جمعت بين حكايات الجزائر وافريقيا بمدن تونس، ونال الاعجاب وأبهر به الحضور، كما نشط محاضرة حول المسرح الجزائري بالخصوص «الحركة المسرحية» بولاية سيدي بلعباس، وكذلك قدم فيلما وثائقيا حول متحفه للعرائس، ونشط ورشة لمسرح العرائس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بمدينة سوسة.     
الفنان قادة بن شميسة رئيس تعاونية الديك لمسرح العرائس، تعددت مواهبه ووصل إلى العالمية، وأصبح مدرسة للشباب المحب للمسرح وعالم العرائس، تولع بالمسرح منذ الصغر وفي سنوات الدراسة حتى أصبحت الخشبة شغله الشاغل وعالمه المفضل.
بدأ مشواره المسرحي سنوات الثمانينيات بتقديم عروض بمراكز الشباب والمدارس، وفي الشارع، وبوسائل بسيطة تمكن من الترويج لفنه الراقي..أحب الرقص وتعلم فنونه من خلال متابعة دروس في الرقص الإيمائي بفرنسا والفلامنكو في إسبانيا، وأصبح مدرسا له، كما صقل موهبته في مسرح الأطفال مع كاتب ياسين بمسرح سيدي بلعباس حتى  تألق فيه.
خلال مسيرته المهنية الطويلة، زار الكثير من دول العالم العربية والافريقية والاوروبية، عرض بها أعماله وتمكن من نيل جوائز على غرار جائزة غراسيا لوركا (Garcia Lorca)، وحظي أيضا بالعديد من التكريمات من خلال مشاركته في مسرح العرائس الذي أقيم بعدد من ولايات الوطن.
ولقادة بن شميسة متحفا فريدا من نوعه يوجد بقبو العمارة التي يسكن بها بحي سيدي الجيلالي وبموافقة سكانها، حيث حوله إلى متحف حقيقي سنة 2000 اسماه متحف «غنجة»، وهو اسم لشخصية شعبية يعود وجودها إلى قرون مضت في عدة مناطق بالجزائر، كان يحملها الأطفال خلال فترة الجفاف، ويناشدون السماء لكي تدر بالمطر وإنقاذ المحاصيل الزراعية. 
المتحف الذي زاره مؤخرا رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني والسلطات الولائية، يحتوي عن ما لا يقل عن 400 دمية جاء بها من مختلف دول العالم على غرار اندونيسيا، الهند، اليابان، روسيا، المكسيك، فنزويلا، ايطاليا، اسبانيا، ومصر تمثل العديد من الجنسيات، إلى جانب مكتبة بها المئات من الكتب في مختلف العناوين.
أصبح المتحف فضاءه الفني لتعليم الفن المسرحي والعرائس، يتردّد عليه جامعيون من طلبة وأساتذة وتلاميذ محبين لعالم العرائس والمسرح، يحتفظ الفنان بعرائسه للحفاظ على الموروث الثقافي القديم وحتى تكون مرجعا للأجيال، وقد استلهم من عالم العرائس والفن المسرحي ابنه الفنان حسين، الذي أصبح هو الآخر يمارس نفس الهواية ويتقنها.