أجمع المتدخلون في اليوم التضامني الدولي مع القضية الصحراوية بجامعة بومرداس المتزامنة مع الذكرى 66 لعيد الطالب، «أن مبادئ ثورة التحرير وكفاح الطلبة الجزائريين تمثلان رمزا للنضال ومشعلا لكل الشعوب المستضعفة التي تكافح من اجل قضيتها العادلة، منها القضيتان الصحراوية والفلسطينية. وقال السفير الصحراوي، «إن الثورة الجزائرية تمثل منبع الروح التحررية للشعوب التي استلهمت منها الدروس والعبر»، مع الإشادة الواسعة بمواقف الجزائر الثابتة
تحولت قاعة المحاضرات لجامعة بومرداس، التي احتضنت تظاهرة يوم الطالب، إلى منبر لأحرار العالم الذين تفنّنوا خلال مداخلاتهم في التعبير «عن محورية قضية الشعب الصحراوي الذي يكافح من اجل استقلاله المشروع كآخر مستعمرة في إفريقيا، والتعبير عن حجم التضامن الكبير من قبل الشعوب الحرة مع نضال الصحراويين وتمسكهم بقضيتهم رغم كل الممارسات القمعية من قبل الجيش المغربي واستمرار سياسة التضليل الإعلامي لتحويل أنظار الرأي العام الدولي».
وعاد سفير الجمهورية العربية الصحراوية في الجزائر عبد القادر طالب عمر، ليذكر بتضحيات وكفاح الطلبة الجزائريين الذين قدموا أروع الأمثلة في النضال والتضحية، حيث أشار في كلمته «أن انتفاضة يوم الطالب الجزائري تزامنت مع الذكرى 45 لاندلاع ثورة جبهة البوليساريو أو الجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب سنة 1973، وهي ثورة استلهمت ولا تزال من مبادئ الثورة الجزائرية ونضال الطلبة الجزائريين».
ولدى تقييمه لمسيرة النضال الصحراوي وتداعيات القضية، بناء على المعطيات الدولية الراهنة، ندد السفير الصحراوي باستمرار ممارسة القمع الوحشي من قبل المحتل المغربي ضد المناضلين الصحراويين، مع تأكيده «أن نظام المخزن بدأ يستنجد بالقوى الاستعمارية والارتماء في أحضان الكيان الصهيوني من اجل التغطية على جرائمه، وممارسة كل أشكال التضليل الإعلامي لتغليط الرأي العام الدولي والتنصل من التزاماته، مع ممارسة الضغط على إسبانيا حتى تتبنى موقفها وهذا عن طريق تشجيع الهجرة السرية وتجارة المخدرات».
كما جدد السفير الصحراوي في الجزائر مطالب الشعب الصحراوي المشروعة، منها حق تقرير المصير عن طريق الاستفتاء حسب لوائح هيئة الأمم المتحدة»، والتعبير أيضا «عن إصرار الشعب الصحراوي لمواصلة الكفاح والنضال بكل الطرق المشروعة حتى الاستقلال والبقاء شوكة في حلق النظام المغربي ومواجهة كل أشكال التآمر، وهذا بفضل التجربة التي اكتسبها في النضال طيلة نصف قرن من الصمود، مكنت، حسب تعبيره، من «تحقيق عدة مكاسب، منها أراضي محررة، بعثات دبلوماسية وشعب موحد، ولوائح أممية لتقرير المصير عن طريق الاستفتاء».
حركة طلابية إفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي
تميزت فعاليات اليوم التضامني الدولي مع الشعب الصحراوي بعدة مداخلات من قبل المشاركين من ممثلي الطلبة الجزائريين والأجانب، وأعضاء هيئات مساندة ومدعمة للقضية الصحراوية. وهي المناسبة التي عرفت ميلاد الحركة الطلابية الإفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي أعلن عنها ممثل الحركة الطلابية الأوغندية في تدخله من اجل المساهمة في التعريف بالقضية والدفاع عنها في مختلف المحافل الدولية.
كما ندد ممثل الحركة الطلابية الإسبانية ومسؤول العلاقات الخارجية في المنظمة في كلمته، بموقف الحكومة الإسبانية الأخير تجاه القضية الصحراوية الذي وصفه «بالمخزي والمدعم للأطروحة المغربية»، داعيا إلى «ضرورة مواصلة دعم ومساندة الشعب الصحراوي في كفاحه ونضاله المشروع حتى تحقيق استقلاله».
بدوره ممثل طلبة جنوب إفريقيا في كلمته الحماسية، جدد موقف بلاده الداعم للقضية الصحراوية وكل القضايا التحررية في افريقيا والعالم، مع تقديم شكر خاص للجزائر وموقفها الثابت تجاه القضية، معتبرا إياها موطنا للأحرار، ومنهم زعيم المؤتمر الوطني الإفريقي نيلسون مانديلا، مع دعوة الطلبة وكل الشعوب الحرة للوقوف الى جانب الشعب الصحراوي ومناهضة الاستعمار المغربي.
كما عرفت الندوة أيضا تدخلات لممثلي هيئات تضامنية وطنية دولية، منها كلمة رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي، الذي ربط نضال الطلبة الجزائريين بالأمس بكفاح الطلبة الصحراويين، مشيدا بمواقف الجزائر الثابتة الداعمة لسياسة تقرير المصير وفق اللوائح الدولية».
كما كان لنائب رئيس المجلس الشعبي الوطني منذر بودن، كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن أهمية الذكرى ودور الطالب في دعم صفوف الثورة التحريرية، وضرورة مواصلة النضال للدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، وأيضا أهمية الدعم الذي تقدمه المنظمات الطلابية لقضية الشعب الصحراوي والفلسطيني، مشيرا في الأخير «أن الجزائر وفية لمبادئها ومواقفها الثابتة تجاه القضية الصحراوية».