طباعة هذه الصفحة

المطرب العراقي مجدي حسين

غناء المقامات يسـري في دمي والبغــدادي يحمـل معنى الأصالــة

فنديس بن بلة

تحدث بتلهف عن مختلف طبوع الغناء العراقي الذي فرض نفسه في المشهد الثقافي الفني العربي . وظلّ يحمل التمايز والخصوصية عبر الأزمنة والعصور.تحدث عن المقامات وأعطى أدق التفاصيل عنها ضاربا أمثلة عن هذا الغناء الأصيل الذي يمثل هوية العراقيين وعنوان مطربيهم على الإطلاق. وتوقف عند الأغنية البغدادية التي قال عنها أنها تحمل معنى ودلالة ورمزية لا تحول ولا تزول رغم اقتحام الأغنية الشبابية وضربها بلا تردد القاعدة التي اعتمدها هذا النوع من الطبوع وخوض المطربين والملحنين وعشاقه على حد السواء معركة يومية دفاعا عنها ..دفاعا عن الكلمات المعبرة والنبرات الأصلية والموسيقى الصافية.

إنه المطرب العراقي مجدي حسين المختص في النغم البغدادي والمقام الذي أطلق العنان من منبر “ضيف الشعب” لنفسه للحديث عن كل شيء يخص الفن العراقي والعربي وعلاقته مع الجزائر التي قال أنه يحملها في القلب وتربى على نشيدها الوطني “قسما” . وحفظ عن ظهر قلب قصائد تمجد الثورة الجزائرية التي تعد المرجع الأبدي لثورات العالم وحركات التحرر من أجل الحرية والانعتاق.
قال المطرب مجدي حسين وهو يردد في كل مرة على المسامع أغاني الرواد العراقيين أمثال ناظم الغزالي، يحيى حمدي ، محمد عبد المحسن ، محمد كريم ،قاسم عبيد وآخرين أبدعوا في الغناء البغدادي وأوصلوه إلى أبعد نقطة في المعمورة.
في رده عن سبب الاهتمام بالمقام العراقي ولماذا التمسك به إلى حد الإفراط دون القبول بادخال عليه تعديلات وتحويرات تزيده خفة وتمنحه عصرنة يطالب به شباب صاعد يستهوى الكلمات المرفقة بالموسيقى الصاخبة قال مجدي حسين أن هذا النمط العراقي يمثل أصالة الغناء في بلاد دجلة والفرات. والتخلي عنه تخلي عن الهوية والشخصية والإرث الحضاري الضارب في الأعماق.
“ المقام هو ليس فقط النغم المفضل لدي لكنه حياتي الفنية كلها وحبي الدائم” أكد المطرب بتحد ونرجسية منتقدا الأنغام الشبابية الكثيرة التي تؤدى من أناس دخلاء على الفن لا يعرفون معنى المقام ، أصوله وجذوره، وما يمثله للبلد موطن زرياب.كثيرون يؤدون أغاني حبلى بالكلمات الهابطة المفتقدة إلى المعاني والدلالات. أغاني تؤدى بلا روح وموسيقى مستقيمة موزونة ، تستند إلى قاعدة فنية تطرب المستمع وتشوقه وتبعث في نفسه حرارة المتابعة والتلذذ والاهتمام.
عكس هؤلاء شقّ مجدي حسين طريقة في التألق بالغناء الأصيل واتبع المقامات التي وجد فيها متعة وانتماء مفضلا السير على نهج الرواد الذين حفظ ألبوماتهم عن ظهر قلب وهو في سن مبكر. حفظ أكثر من ألف أغنية من طبوع المقام والبغدادية التي يقول أن لها معنى ولا يغني من أجل الغناء.حفظ أنغاما من اللون الريفي والبدوي. حفظ ليوسف عمر، ناظم الغزالي سفير الأغنية العراقية. حفظ هذه الطبوع إلى درجة سمي “بالمطرب الشامل”.
من البرامج التلفزيونية والإذاعية ذاع صيته بتأدية أغاني آية في الجمال والطرب منها بالخصوص  في برنامج “الأغاني التراثية” الذي أنتجه الدكتور حكمت من الفضائية”الحرة”
وأظهر لدى المستمع أنه من كبار المطربين وأغانيهم محل الاهتمام الدائم من قبل عشاق الغناء الأصيل الذي تحاول اختراقه أنغام شبابية تضرب خصوصيته في العمق باسم الحداثة والمعاصرة.
لم يبق مجدي حسين أسير الجغرافيا .كسر الحواجز قرب المسافات متفتحا على النغم العربي في أبعد مداه وتوسعه.أدى أغاني جزائرية وجد فيها دلالة ومعنى. أدى أغاني للفنانين دحمان الحراشي، قروابي ، سامي الجزائري ،رابح درياسة وآخرين ضمها في ألبوم من 8 أغاني نصفها عراقية وما تبقى جزائرية.
سجل “ بتسجيلات حكمت” أغنية تتحدث عن الجزائر من كلمات الشاعر منجد الكناني، وألحان المقتدر إبراهيم السيد.تتحدث الأغنية عن نضال الجزائر، يرافقها موال بعنوان”جزائر العطاء”
بالخير والوفاء
تمسين تصبحين ما طالت السنين
يا قلعة معطاءة
في عالية السماء محروسة بالله.
وذكر المطرب  الذي يزور الجزائر في هذه الآونة أنه شغوف بالاطلاع على مختلف الطبوع الجزائرية من الحوزي ،المالوف ، الشعبي، الأندلسي، الصحراوي، وغيره وتأدية هذه الأنغام.كما يأمل المطرب العراقي أن يشارك في السهرات الفنية التي تحتضنها الجزائر مثل مهرجانات “تيمقاد”،”جميلة”و”الكازيف” وغيرها من التظاهرات الجزائرية التي تنعش ليالي المدن وسهراتها وتحتل مكانة مستحقة في عالم الأغنية العربية والدولية الفسيح الساحر.