كل شيء جاهز لإقلاع التعاون الإفريقي، والجزائر بوابة استراتجية لدخول هذه السوق، ليس للتجارة فقط وإنما للتعاون والاستثمار والتصدير، هذا ما تم التأكيد عليه في المؤتمر الثامن للمركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، الذي رفع هذه السنة شعار «إفريقيا المستقبل».
يراهن المؤتمر على ضرورة أن يقوم التعاون المشترك على الشراكة المتكافئة والرابحة للطرفين، ومن ثم التعجيل باستثمار الفرص في مجال الأمن الغذائي والتكنولوجيا الحديثة. ويشارك وزراء ومتعاملون اقتصاديون وخبراء ومسؤولو هيئات إفريقية وعربية ومخابر من 35 دولة عربية وإفريقية وجزائرية بهذا الملتقى الاقتصادي بامتياز.
قال أمين بوطالبي، رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير ومدير المؤتمر، إن هذا الملتقى يتضمن أبعادا مهمة في جزائر جديدة، في وقت تبحث إفريقيا عن متنفس لمستقبل زاهر، خاصة أن الجزائر تمكنت خلال السنة الماضية في قطع خطوة محسوسة في الرفع من الصادرات خارج قطاع المحروقات، حيث بلغت صادراتها خارج النفط 5 ملايير دولار وينتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 7 ملايير دولار خلال السنة الجارية، التي ستكون عام إقلاع إقتصادي ونمو وتطور، وتحدث عن التطلع لتأسيس بوابة إفريقيا لأن دول القارة تبحث عن موطن آمن لاقتصادياتها.
وكشف بوطالبي أن الملتقى، الذي يستمر يومين، سيتوج باتفاقيات شراكة تسمح للجزائر بدخول العمق الإفريقي، كونها شريكا موثوقا به، وبالتالي الوصول إلى مناطق التبادل الحر والأسواق. وأضاف يقول، ملتقى هذه السنة يركز على دولتي ليبيا والكونغو، حيث تحتاج ليبيا لإعادة إعمارها بما لا يقل عن 175 مليار دولار، بينما الكونغو لديها نحو 89 مليون نسمة.
أما المزروعي، رئيس الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي، تحدث عن اهتمام كبير، بهدف إقامة مشاريع ضخمة بالجزائر، كاشفا عن تقديره وانجذابه لكل ما تتمتع به الجزائر من موارد زراعية ومقومات طبيعية وبشرية، أي توفر جميع ظروف نجاح المشاريع. ولم يخف أنهم يبحثون عن شركاء جزائريين جادين، وقال إنه سيعاين منطقة بولاية تيارت لإقامة مشاريع منتجة. في حين رئيس غرفة التجارة الأردنية، اعتبر أن الجزائر بوابة إفريقيا والأردن بوابة العراق وسوريا والخليج العربي وكل الإمكانات متوفرة لبناء المشاريع.
وتم الاتفاق على أن الجزائر تنام على أكبر مخزون للمياه بالعالم، هذا ما يرشح على أن تمول إفريقيا بالمواد الغذائية، ويؤمل أن ترفع على مستواها من وتيرة الاستثمار بالمجال الفلاحي واستغلال الكفاءات العلمية وبالتالي تقليص استيراد المواد الغذائية من أوروبا وقارات أخرى. وجاءت الدعوة واضحة للمستثمرين للتباحث في فرص جادة للاستثمار المنتج وبالتالي تعزيز التبادل التجاري بين الدول العربية والافريقية.
وعقدت محادثات بينية خلال الملتقى بين مختلف الهيئات والمتعاملين الاقتصاديين والأجانب، لأن الحل يكمن في انصهار إفريقيا في بوتقة تعاون واحد وبناء مستقبلها بمواردها وأيدي أبنائها، لأن نسبة الشباب في إفريقيا تعد الأعلى مقارنة مع القارات الأخرى.