طباعة هذه الصفحة

في الذّكرى 47 لميلاد “البوليساريو”

الصّحراويّـون يفتخـرون بالإنجازات ويتطلّعـون للنّصـر

 احتفل الشّعب الصّحراوي، أمس، بحلول عيد ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو” التي صنعت للصحراويين 1973، تاريخا دوّنوا فيه مشهد وجودهم وخطوات حيّة تحكي اليوم مسيرة وملاحم وبطولات شعب رفض الذل والمهانة والركوع والخنوع.
من عظمة الحدث ودلالاته ومعانيه، يستعيد الصّحراويون ذلك التاريخ المرصع بروعة المجد والبطولات في طبعته السابعة والأربعين؛ وفي عيد تأسيس الجبهة، ليس الزمن مقياسا أبدا، بل الإنجاز الذي تحقق. وفي تفاصيل الحكاية، يسترجع الصّحراويّون قيم العطاء ومعانيه، لأنه اليوم الذي شكّل انعطافة تاريخية في مسيرة شعب الصحراء الغربية، الذي لبى نداء الوطن والواجب، فاشتعلت النار من تحت الرماد وكانت بذور الثورة الصحراوية متفجّرة في كل مكان، متأجّجة في كل صدر، فغدا الشعب بركاناً ينتفض ويثور، وتنادى الوطنيون واجتمع الرأي على موقف واحد ووحيد، يقول بمحاربة المحتل بلغة النار والحديد.

مقاومة بالسّلاح والدّبلوماسية

أبدع الصّحراويّون في كفاحهم المسلح ضد الاستعمار الإسباني والغزو المغربي لاحقا، وقدّموا للعالم تجربة قتالية فريدة، مرفوقة بعمل سياسي، دبلوماسي، إعلامي، اجتماعي واقتصادي للجبهة، نهضت اليوم بفضله، بالصّحراويين من حالة التخلف والخنوع إلى حالة من الوحدة والفكر الحر السيّد في إطار بناء الدولة الصحراوية.
اليوم يعيد الشّعب الصحراوي الأبي إرثه الكفاحي التليد بنفس العزيمة التي لا تلين، وتعود الدروب الأولى للكفاح المُخضّب بالدماء والدموع.

تضحيات وإنجازات
العاشر ماي، هو وعد وعهد وعيد يكتسي الاحتفال به أبعاداً إضافية في هذه المرحلة الحساسة و المصيرية التي لا يغيب فيها عن ذهن أي صحراوي المخاطر المحدقة، ولا يجهل أحد حجم الاستهداف الذي تتعرض له القضية الصحراوية، بأشكال ووسائل متعددة بتعدد المحاولات وبتغير الظروف والمستجدات، وتزداد بتزايد الصمود الذي يبديه الصحراويون والمكاسب والانجازات التي يحققها.
ويستقبل الشعب الصحراوي هذا العيد بالسلف والخلف، بروح التجدد والتجديد، وهو ماضٍ في معركة الإرادة واليقين، ممتطيا صهوة المجد والعطاء في إطار جبهة البوليساريو.
مطالبة متجدّدة بإنهاء الاحتلال
 جدّد المكتب الدائم لجبهة البوليساريو مطالبة الشعب الصحراوي كل من الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي ليفرض على المملكة المغربية احترام الحدود الدولية المعترف بها وإنهاء احتلالها اللاّشرعي، واحترام حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال لكون ذلك يعتبر ممرا إجباريا لإحلال السلام العادل والنهائي في شمال غرب إفريقيا.
وذكّر المكتب الدائم في بيان توج اجتماعه الذي عقد أمس الأول برئاسة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي، الدولة الإسبانية بمسؤولياتها القانونية و السياسية و الأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي و الأمم المتحدة لاستحالة تملصها بصفة أحادية من مسؤولياتها باعتبارها قانونيا القوة المديرة للصحراء الغربية.