دعت جميلة فلاح، كاتبة وباحثة في مجال التراث اللامادي، لها عدة إصدارات في هذا المجال ورئيسة جمعية جواهر الثقافية لولاية خنشلة، الأسر الأوراسية إلى المحافظة على عادات وتقاليد الآباء والأجداد والأمهات والجدات الخاصة باستقبال عيد الفطر المبارك وإعادة بعث المندثرة منها لما لها من أواصر الأخوة والتلاحم والتسامح الأسري والاجتماعي.
تذكر الباحثة، أن دور الرجل الذهاب للبلدة لشراء كسوة العيد والتي يقوم بخياطتها خياط المدينة سواء كانت عبارة عن لباس اللحاف أو الملحفة للمرأة والڨندورة للرجل والطفل، كما يقوم بشراء بعض المواد الغذائية خاصة التمر والقهوة والسكر وقارورات العطر كهدية للزوجة والبنات، وهي عادة لازالت تمارس في بعض أرياف منطقة الاوراس، إلا أن الجديد فيها مرافقة الزوجة للزوج لاختيار كسوة العيد واقتناء بعض المشتريات كلوازم الحلوى وأواني صينية القهوة تحضيرا للعيد. وتقوم النسوة ليلة العيد بتحضير صحن الحناء وتنظيف البيت خاصة قاعة الجلوس والتي تكتسي حلة الزرابي المزركشة والمنسوجة بأنامل المرأة الأوراسية تتوسطها صينية القهوة والشاي وقطع أكلة الرفيس، وهذه القاعة تكون مخصصة للضيوف والرجال الوافدين، بعد صلاة العيد للمعايدة. وأضافت فلاح في هذا الصدد، انه من بين عاداتنا المتميزة وتقاليدنا الراسخة في الذاكرة، استعدادا لاستقبال مناسبة عيد الفطر المبارك في يومه الأول، تقوم المرأة بتحضير مأكولات شهية أساسها القمح والشعير كطبق الكسكس، كون المرأة الأوراسية لا تحضره طيلة شهر رمضان، لأن وجبة السحور تتطلب طبق المسفوف والذي أساسه الكسكس النحيف.
كما أن المرأة تقوم بتحضير طبق الشخشوخة سيد الأطباق التقليدية بأوراق الشخشوخة ومرق لحم الضأن، علما وان عادة الذواقة التي مازالت تمارسها العديد من العائلات، وهي عادة تتمثل في تبادل أطباق العيد من حلويات ووجبة الغداء بين الأحباب والجيران يحملها الأطفال وتقدم لهم نقود وحبات التمر.