دعت جمعيات وطنية إلى إنشاء مصلحة لطب المسنين بغية ضمان تكفل صحي متخصص بهذه الفئة من المجتمع وتوفير فضاء يسمح لهم بممارسة بعض النشاطات التي تساهم في تحسين إدماجهم الاجتماعي.
أوضح رئيس جمعية مساعدة الأشخاص المسنين «وفاء»، سعيد حواس، أن الجمعية تحضر لتدشين نادي المسنين ببوسعادة، يكون بمثابة فضاء للتلاقي ويضم ورشات تسمح لهذه الفئة القيام بنشاطات يدوية، مضيفا أنه سيتم تخصيص مساحة من هذا الفضاء لتحقيق مشروع إنجاز مركز في مجال طب المسنين.
وأضاف حواس، أن جمعية «وفاء» ستطلق، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للأشخاص المسنين (27 أفريل)، مسابقة لفائدة الأشخاص المسنين حول أحسن حكاية لذكريات الطفولة، مبرزا أنه سيتم تكريم المشاركين في هذه المنافسة.
من جهتها، دعت رئيسة جمعية مشعل الشباب سماح شنوف، السلطات العمومية إلى أهمية إطلاق مهن في مجال الرعاية المنزلية لفئة المسنين لتقديم خدمات لهذه الفئة التي يتعذر عليها القيام ببعض النشاطات التي تتعلق بالحياة اليومية، مضيفة أن هذه المهن من شأنها أن تساهم في استحداث مناصب شغل.
بدورها، أشادت رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة «إحسان»، سعاد شيخي، بالعناية التي توليها السلطات العمومية لهذه الشريحة من المجتمع، لاسيما فيما يتعلق بالتدابير والإجراءات المتخذة في مجالات التكفل والمرافقة والادماج الاجتماعي والعائلي، داعية الى إنشاء مصالح لطب المسنين ببعض المؤسسات الصحية بغية ضمان تكفل طبي وشبه طبي متخصص بهذه الشريحة، لاسيما ما يتعلق بالعلاج والوقاية من بعض الأمراض التي تصيب خصيصا هذه الفئة.
كما دعت الى وضع آلية استشارية تساهم في إعداد سياسات التكفل بفئة المسنين، على أن تكون لها فروع محلية وتضم مختلف الفاعلين من القطاعات المعنية والحركة الجمعوية.
في ذات السياق، طالبت هذه الجمعيات بإنجاز دراسات سوسيولوجية وأبحاث ميدانية خاصة بكبار السن، لتأسيس قاعدة بيانات تتضمن مؤشرات حول الوضعية الاجتماعية والصحية لهذه الفئة بغية تعزيز التكفل بها، مع الدعوة الى مزيد من التنسيق بين مختلف القطاعات والجمعيات في مجال العناية بالفئات الهشة على غرار فئة المسنين.
تدابير حثيثة
بالمقابل، تولي السلطات العمومية عناية خاصة للأشخاص المسنين عن طريق اتخاذ تدابير للتكفل بهم وتوفير وسائل الرعاية بغية تعزيز مكانتهم الاجتماعية ودعم حضورهم في الوسط العائلي وضمان إدماجهم الاجتماعي، حيث وضعت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة عدة إجراءات تهدف الى ادماج الأشخاص المسنين في محيطهم الأسري مع السهر على ترقية المساعدات الاجتماعية والمرافقة النفسية لهذه الشريحة، خاصة الذين يعانون الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية.
ومن هذا المنظور، تعمل الوزارة على تعزيز الوساطة الاجتماعية والأسرية كأداة فعالة في دعم اللحمة الاجتماعية والنسيج الأسري، لاسيما في إطار الجهود الرامية إلى تثبيت المسن في وسطه العائلي.
في ذات السياق، تقوم مصالح النشاط الاجتماعي على المستوى المحلي، بإحصاء ومتابعة الحالات الاجتماعية التي تستدعي التدخل والإعانة والمرافقة، حيث تم خلال سنة 2021 التكفل بـ1.255 مسن في الوسط العائلي، مع تقديم مساعدات تتمثل في تجهيزات ومعدات ترتبط بحاجيات المسنين في وضع صحي واجتماعي صعب.
وبخصوص التكفل المؤسساتي الذي يتم على مستوى ما يزيد عن 30 دارا للمسنين على المستوى الوطني، تم مؤخرا إطلاق مشروع الحدائق والمزارع البيداغوجية كوسيلة علاجية لما لها من أثر إيجابي في تحسين الحالة النفسية لهذه الفئة، إلى جانب فتح 154 ورشة بيداغوجية في مجال الأنشطة المكيفة.
كما تواصل وزارة التضامن العمل من أجل تحسين وتطوير آلية التبليغ الرقمية عن الشخص المسن في وضع صعب بهدف رصد كل الحالات والتدخل الفوري للتكفل بها، علاوة على الإدماج الاقتصادي ضمن مقاربة جديدة يعتمدها القطاع في التكفل بالفئات الهشة ومرافقتها بغية تمكينها من المساهمة في مسار التنمية الوطنية.
كريكو تشارك في «إفطار» جماعي بدار للعجزة
شاركت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، مساء الثلاثاء، في «إفطار» جماعي صحبة المسنين المقيمين في دار العجزة بحمام ريغة (55 كلم شمال شرق عين الدفلى)، بمناسبة اليوم الوطني المخصص لهذه الفئة من المجتمع المصادف لـ27 أفريل من كل عام.
وفي مداخلة لها بهذه المناسبة، أبرزت الوزيرة الجهود التي تبذلها الجزائر لحماية كبار السن، مؤكدة أن هذا المسعى يهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والنسيج الأسري.
من جهة أخرى، أشارت كريكو إلى حرص وزارتها على حماية هذه الشريحة الهشة من المجتمع من أجل تعزيز مكانتها الاجتماعية من خلال عدد من القوانين.
كما شارك في هذا الإفطار والي عين الدفلى السيد مبارك البار والمنتخبون المحليون والجمعيات الناشطة في مجال التضامن وحماية المسنين.
وتضمن برنامج السهرة المنظمة بهذه المناسبة، أغاني الشعبي والمديح، لتختتم بتقديم الهدايا لهؤلاء المسنين.
ولدى وصولها الى دار المسنين لحمام ريغة، زارت الوزيرة هياكل هذه المؤسسة، كما استمعت إلى انشغالات المقيمين بها.
في هذا الشأن، أكدت الوزيرة أن مصالحها «تعمل من أجل التكفل الجيد بهذه الفئة من المجتمع»، مشجعة المقيمين بها على الانضمام إلى الورشات البيداغوجية التي وضعها المركز بهدف تمكينهم من تعلم حرفة وبالتالي تحقيق استقلالية مالية.
من جانب آخر، يستطيع المقيمون الاستفادة من التكوين المهني من خلال الاتفاقيات الموقعة مع هذا القطاع، بحسب قولها.
ويضم هذا المركز حاليا، الذي تقدر سعته بـ60 سريرا والتابع لمديرية النشاط الاجتماعي، 41 مقيما تتراوح أعمارهم بين 40 و80 (24 امرأة و17 رجلا)، بحسب البطاقية الفنية.
وفي بداية زيارتها للولاية، أطلقت كريكو إشارة انطلاق قافلة محملة بالمواد الغذائية لفائدة عدد من العائلات المعوزة المقيمة بمختلف بلديات الولاية.
وأشادت كريكو بالمناسبة، بخلايا التضامن الجوارية نظير العمل الذي تقوم به، مشيرة إلى أهمية التحقيقات الميدانية لتحديد العائلات المعوزة.