طباعة هذه الصفحة

كلام آخر

صمّام أمان

سعيد بن عياد

تواجه الجزائر تحديات في شتى المجالات وتعمل على تجاوزها، اعتمادا على قدراتها الوطنية تحملها إرادة الشعب الجزائري في الدفاع عن البلاد بكل ما أوتي به من قوة، يتصدرها الجيش الوطني الشعبي، الذي يقف بالمرصاد لكل تهديد محتمل، مثلما أكده رئيس الأركان الفريق شنقريحة بأن «الجزائر ستعرف كيف ترد وبقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية».
هي رسالة تحمل دلالات قوية وصريحة، يدركها القاصي والداني، نابعة من مرجعية أول نوفمبر، التي سطرت معالم جزائر عابرة للأجيال، لا تقبل مساومة أو ابتزازا، مهما كانت التغيرات في العالم؛ ذلك أن السيادة الوطنية بكل معانيها من وحدة ترابية وشعبية كنز للجزائريين يتوارثونه جيلا بعد جيل، ومن ثمة يكون الدفاع عنه أمرا مقدسا تهون من أجله كل الاعتبارات، وهي قناعة راسخة لا تهتز أطلاقا.
إن ما يحاك في دوائر معادية للجزائر من مخططات ومشاريع وهمية يحلم بها دعاة الاستعمار الجديد، لن يشغل بلادنا عن مواصلة مسارها التنموي اعتمادا على طاقات شبابها وإمكاناتها الوطنية، «ضمن مشروعها الأصيل لتكون كما تريد لنفسها»، على حد تعبير رئيس الأركان، منطلقة من صميم إرادة شعبها الذي يدرك مدى الأخطار المحدقة والتهديدات المبطنة التي تسقط، لا محالة، كما سقطت مشاريعها في الماضي.
وانطلاقا من كل الرصيد الهائل، الذي أنجزه الأسلاف، مؤسسو الدولة الجزائرية السيّدة، التي وُلدت من رحم الثورة التحريرية المجيدة، تواصل الجزائر مسيرتها في عالم تتدافع فيه المصالح، واضعة نصب أعينها مصلحة الشعب الجزائري والوفاء لمبادئها التقليدية الراسخة في مناصرة الشرعية الدولية ومساندة الشعوب المضطهدة عبر العالم وأساسا في إفريقيا والعالم العربي، فضاؤها الطبيعي، فلا تخشى في الدفاع عن حقوق الشعوب لومة لائم، فما بالك إن كان هناك تهديد بأي شكل من الأشكال.
لذلك، فإن الجبهة الوطنية الجامعة لكل القوى الوطنية، على اختلاف توجهاتها الفكرية والإيديولوجية، تعد بمثابة الصخرة المتينة التي تنهار أمامها كل المشاريع الخبيثة وهي صمام أمان ومنبع التزود بالإرادة المتجددة لإحباط مخططات الاستنزاف المفضوحة، ومواصلة بناء قدراتها في كل الميادين وبالذات الاقتصادية منها.