تسبّبت الأمطار المعتبرة التي تساقطت في الأيام الأخيرة بولاية بومرداس في حدوث انهيار جزئي للطريق الولائي رقم1 الرابط بين تيجلابين وبني عمران، وبالضبط بقرية ايغيل عيسى ويحيى جراء انجراف التربة، ما تسبّب في انقطاع وتوقف تام لحركة المرور وعزل سكان المنطقة، الذين بدأوا يبحثون عن طرق أخرى للوصول إلى منازلهم.
زادت الأمطار الكبيرة التي تهاطلت طيلة أيام بولاية بومرداس من عيوب شبكة الطرقات وتعرية المستور، خاصة على مستوى محاور الطرقات البلدية والمسالك الجبلية المؤدية الى القرى والمناطق النائية نتيجة غياب الصيانة، انسداد قنوات تصريف المياه والأشغال العشوائية التي زادت الوضعية سوء، في وقت يعاني ففيه المواطن وأصحاب المركبات من تبعات هذه الأزمة.
وشكّلت عملية الانهيار الجزئي للطريق الولائي رقم1 ببلدية تيجلابين عينة لعدد كبير من النقاط السوداء المهددة بانجرافات التربة في بعض البلديات الجبلية، التي لم تعالج لحد اليوم رغم شكاوى المواطنين، والأدهى من كل هذا أن هذا المحور استفاد من أشغال تهيئة وإعادة فتحه أمام حركة السير منذ شهرين فقط، مثلما صرح به رئيس بلدية تيجلابين بلال خداجي، الذي تنقل إلى المكان رفقة المصالح التقنية وممثلي مديرية الأشغال العمومية لاتخاذ التدابير اللازمة، وإجراء تحقيق تقني لمعرفة أسباب الانجراف.
كما أعاد الحادث إلى الواجهة طبيعة ونوعية مشاريع الانجاز والتهيئة المغشوشة التي شهدتها شبكة الطرقات بولاية بومرداس، والاضطرار في كل مرة إلى إعادة الأشغال لأكثر من مرة لبعض العمليات الهامة التي لا تتطلب التهاون أو التلاعب بالنظر إلى أهميتها في حياة المواطن وسيولة حركة المرور، من أهمها مقطع الطريق الولائي رقم 2، الذي يربط البلديات الشرقية بالطريق الوطني رقم 12، حيث استفاد من مشروع آخر لتهيئة النقطة السوداء بمنطقة وادي «كوانيين» بعد أقل من سنتين من انتهاء أشغال التهيئة بها.
إضافة إلى أشغال التهيئة وتجديد طبقة الزفت المتكررة التي استفاد منها الطريق الوطني رقم 12، انطلاقا من مخرج إقليم بلدية الثنية شرقا إلى غاية حدود ولاية تيزي وزو كان آخرها مقطع الطريق الاجتناب سي مصطفى يسر على مسافة 6 كلم، مقطع برج منايل الناصرية، مع انطلاق أشغال تهيئة في الطريق الوطني رقم 5 انطلاقا من قورصو إلى تيجلابيين.
والأمثلة كثيرة من أحدثها الطريق الوطني رقم 24، الذي بدأ يتآكل بعد 6 أشهر من تجديده بمادة الزفت على مستوى بلدية رأس جنات بسبب مشكل القنوات وتجمع مياه الامطار، التي تعتبر العامل الرئيسي في اهتراء شبكة الطرقات بالولاية، في حين تبقى ظاهرة تعطل مشاريع التهيئة أو توقفها أزمة أخرى يعاني منها المواطن بولاية بومرداس، وتسببت في عزل مناطق وتجمعات سكنية بأكملها مثلما هو عليه الحال بالنسبة لطريق الولائي رقم 154 باتجاه بلدية تاورقة، الذي لم يعد صالحا تماما لحركة السير بعد مغادرة مقاولة الانجاز لمشاكل تقنية مرتبطة بأزمة التنسيق بين المصالح القطاعية.