نشطت جمعية «النبراس» ندوة ثقافية بدار الثقافة هواري بومدين، بسطيف، قدمها الباحث الدكتور عبد الله بسو، المهتم بالأنساب والتاريخ المحلي لمنطقة سطيف وحملت عنوان: «عروش سطيف بين الماضي والحاضر».
تمحورت مداخلة الدكتور عبد الله بسّو حول عروش وعائلات ولاية سطيف والتدرج التاريخي لتوزيع الألقاب الذي فرضته السلطات الاستعمارية على الجزائريين، بدءا من سنة 1886م ووصولا إلى سنة 1992 التي صار فيها فرض الألقاب إجباريا، وقدم الباحث شروحات لبعض الألقاب المنتشرة في منطقة سطيف والكيفية التي تم بها اختيارها، معرجا على محطات مهمة من التاريخ المحلي وقدم لمحات حول تاريخ عروش المنطقة، ليتم في الختام عرض صور حصرية لمدينة سطيف وبعض المناطق التابعة تعود لبداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية، بداية من تاريخ سقوط مدينة سطيف، سنة 1837م، جمعها الباحث المحاضر في إطار بحوثه التي استمرت لسنوات، وبعدها فتح باب النقاش للأساتذة والطلبة الحاضرين.
وعلى هامش الندوة، صرح رئيس «جمعية النبراس الثقافي» الشاعر الأستاذ «نبيل غندوسي» لـ»الشعب» قائلا إن «الندوة تندرج ضمن برنامج فكري ثري ومتنوع سطرته الجمعية بالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون لولاية سطيف ودار الثقافة هواري بومدين والمجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف، يضم سلسلة من المحاضرات والندوات الفلسفية والدينية والتاريخية التي يبلغ عددها أكثر من 13 ندوة مقسمة على أسابيع الشهر الفضيل، يقدمها أساتذة محاضرون من جامعات سطيف وتتوزع على مختلف البلديات والدوائر»، مشيرا إلى أنه بخصوص محاضرة الدكتور عبد الله بسو فهي «من صميم اهتمام جمعية النبراس الثقافي بتوثيق التاريخ المحلي للمنطقة وإحياء التراث المحلي وتسليط الضوء عليه، وهو مشروع بدأته الجمعية قبل سنوات عديدة من خلال تنظيم سلسلة من الندوات والملتقيات وطبع كتبٍ في الموضوع، وأضاف الأستاذ «نبيل غندوسي» أن باب الجمعية مفتوح لكل الباحثين والمهتمين من أجل عرض مشاريعهم وبحوثهم على المُتلقين. وعلى هامش الندوة كان لـ»الشعب» حوار مقتضب مع الدكتور المحاضر عبد الله بسو حول تجربته مع البحث في الأنساب.
- الشعب: متى كانت بداية مشروع جمع الوثائق والمعلومات التاريخية حول فرق وعروش ولاية سطيف؟
عبد الله بسو: بدأ المشروع، منذ سنة 2005م، حين بحثتُ عن بعض الحقائق والمعلومات حول تاريخ سطيف ولم أجد ما يشفي الغليل.
- ما هي العوائق التي اعترضتك كباحث في مجال الأنساب؟
أصعب التحدّيات التي واجهتها كباحث في مجال الأنساب هي قلة المصادر وندرتها، مما اضطرني للبحث في المخطوطات والأرشيف الخاص للعائلات، كما وجدت صعوبات في تتبع المعلومات لإيجاد أجوبة كاملة، فغالبا ما تكونُ الوثائق التي تحتفظ بها العائلات شذرات ومقتطفات تحوي معلومات غير مكتملة.
- كيف كان تجاوب العائلات السطايفية مع المشروع، لا سيما التي بحوزتها مخطوطات ووثائق؟
كان التجاوب من طرف العائلات كبيرا في مختلف مناطق ولاية سطيف، وكان الاستقبال في المستوى خلال رحلاتي وتنقلاتي الكثيرة في سبيل إتمام بحثي، حظيت باحترام وتقدير العائلات التي استقبلتني وزودتني بمخطوطات نادرة لم يسبق لها النشر، ولم تنل حظها من الدراسة، وسنعمل على أن نكون في مستوى المسؤولية الملقاة على كاهلنا في إبراز التاريخ المحلي للمنطقة.
- هل هناك إقبال على المنشورات التي تنشرها من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وصفحة أنساب سطيف التي تشرف عليها وماذا عن شريحة الشباب؟
التجاوب كبير ومعتبر، وقد فاق عدد المتابعين لصفحة أنساب سطيف على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عتبة 150 ألف متابعٍ، والجميل في الأمر أن المتابعين يتشكلون من مختلف الفئات العمرية، ولا سيما شريحة الشباب التي وجدت أنها تتابع بشغف كل ما يتعلق بتاريخ العائلات وأصول الألقاب وغيرها.
وأشير الى أن لدي مشروع هو إصدار كتاب جمعت فيه مجمل بحوثي عن عروش وأنساب ولاية سطيف، والذي سيصدر، بعد شهر رمضان إن شاء الله.