طباعة هذه الصفحة

المغرب يفشل في تحريف تصريحات دي ميستورا

إجماع بمجلس الأمن على دفع عملية السّلام بالصّحراء الغربية

 كعادته في التشويش على الجهود الأممية الرامية لإعادة  إطلاق عملية السلام في الصحراء الغربية، ومثلما دأب عليه من ممارسات لإجهاض مهام المبعوثين الأممين والضغط عليهم للاستقالة والمغادرة، سارع المغرب من خلال وسائل إعلام مأجورة، إلى تحريف وتشويه  تصريحات المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا  بخصوص الموقف الإسباني الجديد من القضية الصحراوية، حيث تواترت تقارير عربية منسوبة لمصادر حكومية في مدريد، تفيد بإشادة دي مستورا، بموقف مدريد الذي يشكل انحرافا خطيرا عن التزاماتها بالحل العادل والنزيه للنزاع الصحراوي.
وصفت الأمم المتحدة، الخميس، تقارير عربية بشأن ترحيب مبعوثها الخاص إلى الصحراء الغربية بموقف إسبانيا من القضية الصحراوية بـ «تشويه الحقائق». وأوردت أن دي ميستورا أعلن فقط أنه «أخذ علما» بموقف إسبانيا المستجد بدعم المشروع المغربي بما يتعلق بالصحراء الغربية، من دون تعليق إضافي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوجاريك: «غالبا ما تكون التصريحات حول مواقف وأنشطة المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية دي ميستورا التي لم يتم الإفصاح عنها من جانبه أو عن طريق مكتبي تشويهًا للحقائق».
وأضاف: «المبعوث الأممي أحيط علما بدعم إسبانيا لعملية تسيرها الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، للتوصل إلى حل مقبول للطرفين، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن».
إجماع على استئناف المفاوضات
  في السياق، جدّد أعضاء مجلس الأمن الدولي, دعمهم لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة  إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، قصد إعادة إطلاق عملية المفاوضات المتوقفة منذ 2012 بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.
وخلال الجلسة، التي عقدت الأربعاء الماضي والتي خصصت لبحث آخر التطورات في الصحراء الغربية، رحب المبعوث الأممي بـ «الدعم الواسع الذي حصل عليه، لإعادة إطلاق العملية السياسية»، وقال «الجميع دعم جهودي لإعادة إطلاق المفاوضات الرامية للتوصل إلى حل لهذا الصراع».
ومن أجل الدفع بعملية السلا، أعلن دي ميستورا، عقب جلسة مجلس الامن، أنه سيبدأ قريبا جولة جديدة الى المنطقة في محاولة للدفع قدما بالعملية السلمية الرامية لحل هذا النزاع.
وحسب مصادر دبلوماسية، فإن المبعوث الاممي لم يحدد خلال هذا الاجتماع متى سيقوم بجولته، ولا الأماكن التي ينوي الذهاب إليها.
 جولة ثانية مرتقبة
 تعد الزيارة المرتقبة، ثاني جولة يقوم بها دي ميستورا منذ تعيينه في منصبه في أكتوبر الماضي خلفا لسلفه هورست كوهلر، حيث زار شهر جانفي الماضي المنطقة والتقى بطرفي النزاع، وبعدها زار كلا من موريتانيا والجزائر باعتبارهما بلدين مجاورين، كما يؤكد عليه مخطط التسوية الاممية.
للإشارة، جاء انعقاد جلسة المشاورات هذه تطبيقا للفقرة 10 من منطوق القرار 2602 (2021) الذي تبناه مجلس الأمن في 29 أكتوبر الماضي، والذي طلب فيه من الأمين العام للامم المتحدة، أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة بما في ذلك في غضون ستة أشهر من تاريخ تجديد ولاية البعثة الاممية لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو)، حول تنفيذ هذا القرار وعن التحديات التي تواجهها عمليات البعثة والخطوات المتخذة للتصدي لها.
المسار الأممي الأنسب
 عشية انعقاد الاجتماع، التقى ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، محمد سيدي عمار، بالمبعوث الشخصي للأمين العام الاممي ستافان دي ميستورا، بنيويورك، حيث أطلعه على موقف جبهة البوليساريو بشأن عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية وقضايا أخرى ذات الصلة.
وكان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والامين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، قد دعا في رسالة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبيل اجتماع المجلس وبشكل عاجل إلى «تفعيل المسؤولية القانونية والأخلاقية للأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي، وخاصة المدنيين ونشطاء حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، والتي تستلزم استعمال آليات الحماية الدولية، واتخاذ تدابير عملية لضمان سلامتهم وأمنهم بما في ذلك إنشاء آلية مستقلة ودائمة للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة».
كما أكّدت جبهة البوليساريو ايضا على لسان ممثلها في الامم المتحدة، محمد سيدي عمار، على أنّه «لا يمكن أبدا قيام أي عملية سلام ما دامت دولة الاحتلال مستمرة في أعمالها الترهيبية والقمعية ضد المدنيين الصحراويين».
«المينورسو» مستعدّة للتحقيق
   بخصوص عمليات القصف الغادر الذي تنفده مسيّرات مغربية ضدّ مدنيين، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أمس الأول، إن بعثة المينورسو بالصحراء لا تملك معلومات حول مقتل مدنيين في المنطقة العازلة بالصحراء الغربية، مضيفا «يمكنني محاولة التحقق من ذلك».
كوبا..دعم ثابت للصّحراويّين
 على صعيد آخر، بعث رئس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي رسالة تهنئة الى نظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل، عبر له فيها عن تقديره وإمتنانه للدعم الذي قدمته كوبا للشعب الصحراوي للتصدي لجائحة كورنا.
وكانت كوبا قد قدّمت للشعب 458000 الف جرعة من لقاح سوفيرانا 2 للشعب الصحراوي من أجل التصدي لجائحة كورونا التي أجتاحت العالم.