طباعة هذه الصفحة

مصدره بعض البلدان

خطر انتشار متحوّر جديد للفيروس قائم

وفاء سلهاب

 يؤكّد الدكتور رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الياس مرابط ، أنّ حملات التلقيح ضد فيروس كورونا لابد أن تُجرى مع استقرار الوضع الوبائي، وليس في ذروة الجائحة.
يقول الياس مرابط، ضيف موقع “الشعب أونلاين”، إن تسيير الجائحة مرتبط بالأوضاع السائدة في باقي البلدان، خاصة بدول الجوار ودول أوروبا أين يقيم عدد كبير من أفراد الجالية الجزائرية، ويكثر حجم التنقلات بين الضفتين (أوروبا وشمال افريقيا)، والبلدان التي تعرف توترا وتأزما في الوضع الوبائي، مشيرا إلى أن الحلول تكمن في التنسيق الجيد بين الدول.
وفي سؤال عن كيفية حماية الجزائر من المتحور الجديد (متحور مركب بين دالتا واوميكرون)، الذي أعلنت عنه الصين مؤخرا، (أعلنت شنغاي، الاثنين عن تسببه في ثلاث وفيات)، يذكّر مرابط أن عددا كبيرا من الطلبة والعمال ورجال الأعمال يتنقلون بين البلدين.
ويكشف أن المصالح الاستشفائية في الجزائر تستقبل دوريا عمال صينيين يأتون لإجراء التلقيح والحصول على شهادة التطعيم من أجل السفر.
وتخوّف ضيف “الشعب اونلاين” من أن هذه التنقلات تعتبر منفذا لتسلل المتحور الجديد من الصين أو لمتحورات أخرى.
وكدليل عن استمرار جائحة كورونا، تحدث رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة، عن متحورات جديدة ظهرت مؤخرا، إذ أعلنت أوروبا في 48 ساعة الأخيرة عن إمكانية ظهور متحور جديد، إضافة إلى متحور في جنوب افريقيا ووضع وبائي مقلق في كل من البرازيل، وأمريكا الجنوبية.

«لم نتخلّص بعد من الجائحة”

 أشار مرابط إلى أن الوضع الوبائي مقلق في 4 بلدان أوروبية على الأقل، ألمانيا، اسبانيا وفرنسا، وبريطانيا، وقال إن الوضع يتغير حقيقة بصفة متباطئة، لكن “نحن مجبرون على الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في هذه الدول، لأنّه في كل مرة تنطلق الموجات عن طريق إصابة واحدة”.
وفي السياق، ذكّر المتحدث أن بداية الوباء في الجزائر كانت بدخول رعايا جزائريين حضروا حفل زفاف عائلي في البليدة، وانتشرت العدوى بعدها بصفة رهيبة، حيث يؤكد “دائما ما تكون البدابة بإصابة شخص واحد لتتنقل العدوى بسرعة”.
وأوصى الدكتور مرايط المواطنون بالحذر وعدم التراخي قائلا “نتمنى أن يبقى الوضع مستقرا، لكننا لم نتخلص بعد من الجائحة”.

«مؤسّسات لا تحترم البروتوكولات الصحية”

 تأسّف الضيف لتخلي معظم المؤسسات عن احترام هذه البروتوكولات وخص بالذكر المدارس، والجامعات، ووسائل النقل، والمراكز التجارية الكبرى، والمساجد، والإدارات العمومية، ومكاتب البريد والأسواق..وغيرها من المرافق والأماكن العمومية التي تعرف حركية كبيرة.
ومن أجل استدراك الأمر، أوصى مرابط بمواصلة حملات التحسيس، والتوعية بضرورة احترام البروتوكولات الصحية، ويقول في السياق “لابد أن نعطي انطباع للمواطن أن الجائحة مازالت مستمرة رغم استقرار الوضع”.
وأضاف: لا نستطيع تحسيس المواطن في ظل عدم احترام المؤسسات للبروتوكولات الصحية. توحي الأرقام بالراحة والاستقرار، لكن الجائحة لم تنتهي بعد.
ويشير الضيف إلى أن الملاحظ هو أن المواطن والمؤسسات تلتزم بالإجراءات الوقائية في ذروة الموجة، وتتلاشى هذه الإجراءات الاحترازية ضد انتشار وباء كورونا مع استقرار الوضع الصحي.

«توقّف التّحسيس مؤسف”

 من الأخطاء التي وقعت في تسيير الوضع الوبائي، يقول رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة أن التعاطي مع التحسيس والتوعية يكون في أوجّ الموجة، وعند استقرار الوضع “نختفي ونتوقف عن التحسيس”، وهذا أمر خاطئ في نظر مرابط.
الأمر نفسه بالنسبة لحملات التلقيح، حيث يؤكد المتحدث أن التلقيح لابد أن يكون بشكل موسع في فترات الاستقرار لأن التلقيح والتطعيم بصفة عامة “لا جدوى له والوضع الوبائي ملتهب”.
ويؤكد الدكتور مرابط أن نسبة التلقيح المحققة “على ضعفها” حدثت في أوج الوضع الوبائي، وهذا الأمر لم يكن مستحب، “لكن لم يكن لدينا خيارات أخرى”.