يتعزّز دور الدبلوماسية البرلمانية في الجزائر يوما بعد يوم، في وقت يعيش العالم أجمع تغيّرات كبيرة، تستوجب من الهيئة التشريعية أن تكون يدا بيد مع الدبلوماسية الجزائرية لتفعيل دورها أكثر، وتعزيز موقفها والدفاع عن مصالح الجزائر من خلال تبني مواقف ثابتة، من أبرزها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومساندة القضايا العادلة للشعوب في تقرير مصيرها، والتضامن الدولي في مواجهة أزمات كبرى مثل جائحة كورونا.
بالعودة إلى دور الدبلوماسية الجزائرية، منذ عهد التعددية والانفتاح، يتجلى دور البرلمان في مواكبة التطورات الدولية، والقيام بدور الحارس والمدافع الشرس عن أمهات القضايا، أمام محاولات ضرب استقرار البلاد من الخارج.
واستمرّ عمل البرلمان الجزائري الى اليوم من خلال إنتاج الدفاع عن مواقف الدولة الجزائرية، كما حدث في عدة مرات ومحطات مرت بها الجزائر، خاصة وأنّ رئيسي المجلسين “الشعبي والأمة” يستقبلان دوريا رؤساء برلمانات عربية ودولية، وحتى سفراء دول معتمدة، للتعبير عن دعم مواقف وخيارات الجزائر، كما تنزع المعارضة داخل قبة البرلمان عباءتها في حضرة المواقف الرسمية، لتتبنى خطاب الدولة، وبكل فخر تدافع عن الخط الرسمي للجزائر، بعيدا عن الخلافات الداخلية التي تتراجع في سلم الاولويات.
موقف كان لابد من تعزيزه بتنصيب المجموعات البرلمانية على مستوى المجلس الشعبي الوطني، لما لها من دور في التأثير على التوجهات الداخلية والخارجية، فضلا عن مشاركة نوابه في مختلف المحافل الدولية ونقل موقف الجزائر الرسمي، حول شتى القضايا والملفات الإقليمية والدولية مساهمة من البرلمان في تعزيز الخيار السياسي والاقتصادي للبلاد، كما يقوم البرلمان من هذه القناعة بدور عمل استباقي في وجه كل المناورات التي تحيط بالبلاد.
جبالي: تعزيز للدّبلوماسية الرّسمية
أكّدت نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني فريدة جبالي، في تصريح لـ “الشعب”، في ردّها على سؤال يتعلق بدور الدبلوماسية البرلمانية اليوم، في وقت تعيش الجزائر وسط محيط دولي وإقليمي غير مسبوق، أن “الدبلوماسية البرلمانية هي مجموع النشاطات الخارجية لممثل الشعب، وهي أساسا عمل “مواز” للدبلوماسية الرسمية، ولكنه لصيق بها ولا يحيد عن الأسس والمبادئ التي تتبناها الدولة الجزائرية”.
واعتبرت أن “الدبلوماسية البرلمانية تسعى نحو السير بطريق “مواز” مع الدبلوماسية الجزائرية من أجل تعزيز دورها المحوري على المستويات الإقليمية والدولية، وتتضافر الجهود كلها لتكون مكملة للإستراتيجية المنتهجة في كل المجالات السياسة والاقتصادية حتى تتكامل فيما بينها”.
وبالعودة إلى هذه العهدة التشريعية التاسعة للمجلس الشعبي الوطني 2021-2026، فقد أشارت عضو لجنة الخارجية بالمجلس، على أنّها تعرف “ديناميكية جد نشيطة في المحافل والهيئات المنظمات الإقليمية والدولية.
كما أدّت دورا هاما في توطيد العلاقات سواء كانت ثنائية أو متعددة الأطراف، و«قد رسم المجلس خارطة لتفعيل حضوره ومشاركته تمثيلا مشرفا، واستقبال دوري لوفود من برلمانيي دول صديقة وشقيقة، وقبول دعوات مماثلة لتعزيز العلاقات، وتثمين الأواصر من أجل التعاون البرلماني وفي كل المجالات”.
وأوضحت النائب، عن حزب جبهة التحرير الوطني أن أهمية هذا العمل، تكمن في “التأكيد على مواقف الجزائر ومؤازرتها، لاسيما فيما يتعلق بالمبادئ الأساسية، والقيم التي تقوم على نصرة الشعوب في تقرير مصيرها، وهو ما دأبت الجزائر عليه في كل أنحاء العالم وبدون تمييز”.
وأبرزت، في السياق أن “الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية تضع القضية الفلسطينية من أولوياتها، ومن جهة أخرى تلتزم بإيصال معاناة الشعب الصحراوي المنتهكة حريته وحقوقه في آخر مستعمرة إفريقية حتى يقرر مصيره عبر استفتاء شعبي بوصاية أممية”.
وعن سؤال بشأن تصنيف الدبلوماسية البرلمانية في خانة النشيطة، أوضحت أن “المجلس دأب مؤخرا على تنصيب لجان الصداقة باعتبارها من آليات عمل الدبلوماسية البرلمانية، والتي تتمناها على مستوى ثنائي، حيث أن تنصيب هذه اللجان يهدف إلى تقوية العلاقات بين برلماننا وبرلمانات دول أخرى، وتوطيد روابط التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وتبادل وجهات النظر بشأن العلاقات السياسية بين البلدين وتبادل الخبرات والمعلومات والزيارات، بالإضافة إلى تناول أهم القضايا الإقليمية والدولية التي تهم كلا الطرفين”.
في حين قالت النائب بالمجلس، إنّ الدبلوماسية البرلمانية، تبقى مكملة للدبلوماسية السياسية، بحيث أصبحت البرلمانات تحظى بموقع مميز في الساحة الدولية، بفعل دبلوماسيتها التي أصبحت مكملة لتلك التي تعتمدها الدول والحكومات.
وأبرز أنّه “ومن هذا المنطلق يعمل برلماننا على توطيد علاقته مع البرلمانات الأخرى، من خلال المجالس والمجموعات البرلمانية كما يسعى لتمثيل مصالح الدولة الجزائرية في الخارج، وفي إطار الفضاءات البرلمانية الجهوية والدولية”.
وبعد أن أكّدت أنّه منذ تنصيبه يعمل المجلس على دعم الدبلوماسية البرلمانية، إيمانا بأنها تكتسب أهميتها باعتبارها ممثلة للإرادة الشعبية والرسمية معا، أبرزت المتحدثة وهي ترد على استفسارنا المتعلق بالتعاون البرلماني مع مختلف الهيئات التشريعية العربية والدولية، أن “مبنى زيغود يوسف” سجل نشاطا مكثفا على غرار استقبال السفراء والوفود من دول شقيقة،
وتمثيل الجزائر في مجالس ومؤتمرات الاتحادات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية، بالرغم من السياق الصحي الذي عرف انتشار وباء كورونا ومتحوّراته”.