طباعة هذه الصفحة

علــى موائــد الإفطـار والسحــور في المسيلـة

«المهراس» و»الشخشوخـة» تصنعــان الخصوصيــة

المسيلة: عامر ناجح

تتربع العديد من الأطباق التقليدية على موائد الإفطار والسحور بالمسيلة، باعتبارها موروث تقليدي تحافظ عليه العائلات المسيلية أب عن جد، في ظل الزخم الحضاري الذي تشهده مختلف أنواع الأطباق والأكلات الجديدة في شهر رمضان الكريم.

تشتهر مختلف بلديات المسيلة وبالخصوص مدينة بوسعادة بتنوع الأكلات الشعبية التي يكثر الإقبال عليها، خلال شهر رمضان الكريم، بالعديد من الأطباق التقليدية التي ذاع صيتها حتى خارج الوطن وأضحت مقصد الكثير من السياح، على غرار المهراس والشخشوخة اللذان يتربعان على موائد الإفطار والسحور، منذ حلول الشهر الكريم ويقبل عليها باقي سكان المسيلة بشكل كبير لاستقبال الضيوف أو خلال منتصف الشهر الكريم أو السابع والعشرون منه أو خلال أيام عيد الإفطار.
وتقدم أطباق الشخشوخة والمهراس أو ما يعرف باسم الزفيطي رفقة لحم الدجاج أو لحم الديك الرومي أو لحم الجدي، لتضفي عليهما نكهة لا مثيلة لها رفقة الفلفل الحار ومختلف البهارات التي تفرض على متذوق الطبق استكمال الأكل مهما كان حارا ويستوجب عليه اللجوء إلى تناول اللبن البارد لتخفيف حرارة الأكلة، وبحسب العديد ممن تحدثت الشعب إليهم بخصوص إفطارهم على طبق الشخشوخة أو المهراس، فإن الكثير منهم أكد أن من تناولهما في السحور  لا يحس بالعطش أو الجوع طيلة يوم كامل وحتى وإن كان من بين الأشخاص الذين يقومون بالأعمال الشاقة في فصل الصيف أو الشتاء.
ومن ذات الجانب، يفضل العديد سكان الجهة الشرقية لولاية المسيلة تناول الكسكسي باللبن الرائب خلال السحور رفقة بعض الإضافات من الفواكه، بينما لا تخلو موائد إفطارهم من النقانق أو ما يعرف بالمرقاز الذي أخذ شهرة واسعة بمحلات وبأسواق بلدية برهوم وبالأخص سوق العصر الذي عاد إليه نشاط التجار بعد غلقه السنة الماضية جراء انتشار فيروس كورونا، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المرقاز الذي وصل سعره هذه السنة حدود 1000 دج وكان في سنوات سابقة لا يتجاوز حدود 800 دج، أرجع التجار سبب ارتفاع أسعاره إلى ارتفاع سعر أحشاء وأمعاء الخراف.
يقول أحد الزبائن المنحدر من ولاية برج بوعريريج أنه يواظب على شراء المرقاز من سوق العصر كل شهر رمضان الكريم لأن ذوقه لا يقاوم خاصة بعد طهيه مع البيض أو طهيه على الجمر، على الرغم من انه يتم صنعه من أحشاء الخراف، إلا أن طعمه ألذ من المرقاز الذي يتم صناعته من اللحم، في ظل احتوائه مرقاز أحشاء الخراف على الفلفل الأحمر والثوم ومختلف البهارات التي تجعل رائحته وطعمه مشهي بشكل كبير.
في ذات السياق، يشهد سوق العصر الذي يجتمع فيه الباعة والمشترين خلال كل شهر رمضان الكريم بعد صلاة العصر، إقبالا كبيرا ويعتبر مقصد للكثير من سكان البلديات المجاورة لشراء مختلف أنواع المرقاز ومختلف السلعة المعروضة فيه على غرار التمر ومختلف أنواع الزلابية ذات الصنع التقليدي المنزلي، وكذا الحلويات على مختلف أنواعها وأشكالها وخاصة الحلوى التركية والشامية، ومختلف أنواع الخضر والفواكه كالموز والبرتقال والدلاع والفقوس، ومختلف أنواع الخبز وحتى الكسرة التي قامت النساء بإنجازها بالمنازل وإرسال أبنائهم لبيعها بسعر 60 دج للكسرى الواحدة، بالإضافة للألبان.