أكّد، أمس، زعيم الحزب القومي الباسكي السيد «أندوني أرثوتار»، أنّ الموقف الاخير لرئيس الحكومة الإسبانية من النزاع في الصحراء الغربية يشكّل انحرافا مبهما، كما يعكس مستوى الانحدار الذي وصلت إليه أساليب الممارسة السياسية، وانحسار دور المؤسسات، ناهيك عن غياب الحد الأدنى من مستوى الشفافية التي يتطلبها العمل الديمقراطي.
دافع أرثوتار عن عدالة ونزاهة القضية الصحراوية، مؤكدا أن لسكان الباسك كما لكل من الشعب الأوكراني والشعب الصحراوي كلمة الفصل في مستقبل أوطانهم دون اعتداء أو تدخل خارجي.وأعرب عن تضامنه مع الشعب الصحراوي بعد التغيير المبهم والضبابي لموقف الحكومة الإسبانية مؤخرا من مسار إنهاء الاستعمار بالصحراء الغربية بالقول: «بعد تغيير موقف الحكومة الإسبانية، نؤكّد على تضامننا مع الشعب الصحراوي لتصل صرخات تضامننا من هذه الساحة إلى المدن الصحراوية المحاصرة والى مخيمات اللاجئين الصحراويين…عاشت الصحراء حرة..الحرية للصحراء الغربية».للتذكير، منذ أن أقدم رئيس الحكومة الإسبانية على تغيير موقف بلاده من النزاع في الصحراء الغربية بتعبيره عن دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية، معارضا بذلك الإجماع الحاصل منذ 46 عاما بهذا الخصوص، شهدت المدن والمقاطعات الباسكية تنظيم العديد من الوقفات، وإصدار توصيات وبيانات عن جل الأحزاب السياسية، حركات المجتمع المدني وأعضاء البرلمان الإقليمي للتنديد بالموقف المخزي لرئيس الحكومة الاسبانية، وللتضامن مع الشعب الصحراوي في نضاله المشروع لنيل حقوقه السياسية وأسماها الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. كما طالبت الأحزاب السياسية الممثلة للأغلبية البرلمانية ببلاد الباسك حكومة بلادها بضرورة إعلان اعترافها الفوري رسمياً بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وندّدت بالإنحراف الخاطئ والخطير لموقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بخصوص الصحراء الغربية، و حثته على مراجعة الخطوة عشية تقديمها لمقترح تشريعي أمام نواب البرلمان الباسكي يؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من قبل الطرفين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ويضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، أواخر شهر مارس الفارط.