سيصبح استقبال البواخر العملاقة التي تزيد حمولتها عن 100 ألف طن، نشاطا عاديا لميناء جن جن بولاية جيجل، خاصة عند استلام الرصيف الجديد، نهاية السنة الجارية، ليوفر ملايين الدولارات من تكاليف النقل البحري.
صنع ميناء جن جن، الأسبوع الماضي، الحدث، باستقبالها لأضخم باخرة في تاريخه، بحمولة تزيد عن 100 ألف طن، تمثل المواد الأولية لمصنع الحديد والصلب ببلارة (الميلية).
السفينة «سوبر باناماكس» يبلغ طولها 292 متر وعرضها 45 مترا، التي لفتت انتباه كل عابري الطريق الوطني رقم 43، لن تكون حالة استثنائية، لأنها فتحت الباب لهذا النوع من الأنشطة الاستراتيجية للميناء، وتصبح من مهامه العادية، بحسب ما أكده الرئيس المدير العام للمؤسسة عبد السلام بواب لـ «الشعب».
وأفاد المتحدث، بأن الميناء يتهيأ لاستقبال سفن بحمولة 150 ألف طن، في الأسابيع القليلة المقبلة، بعدما اقتصر نشاطه في السنوات الماضية على السفن التي لا تزيد حمولتها عن 60 ألف طن.
قفزة هائلة
استقبال السفن العملاقة، سيكون قفزة هائلة في تاريخ النقل البحري الجزائري، الذي يعد من بين الأغلى في العالم، بسبب نظام إعادة شحن البضائع من موانئ الضفة الجنوبية لأوروبا، وطول المدة الزمنية التي تستغرقها عملية تفريغ الحمولات نظرا لنوعية الرافعات.
وقال بواب، إن استقبال السفن الضخمة التي تحمل السلع الموجهة للجزائر دون عبورها على موانئ أخرى، سيوفر مبالغ معتبرة للبلاد، موضحا بالأرقام أنه سيتم «توفير من 10 إلى 15 دولارا عن كل طن، بالنسبة للحمولات ما بين 30 و60 ألف طن، ومن 15 إلى 25 دولارا في الحمولات ما بين 60 و100 ألف طن».
ولأن واردات الجزائر من الحبوب تناهز 10 ملايين طن في السنة، يمكن توفير أزيد من 100 مليون دولار. ويستورد عبر ميناء جن جن 1.5 مليون طن من الحبوب سنويا، يقابله ربح 15 مليون دولار.
وباستقباله لسفينة «سوبر باناماكس»، الأسبوع الماضي، المعبأة بالمواد الأولية لمركب الحديد والصلب، يكون ميناء جن جن، قد ربح 1.5 مليون دولار، في عملية واحدة.
ومع ارتفاع تكاليف الشحن البحري في العالم، منذ تفشي جائحة كورونا، ستتمكن الجزائر من ربح 80 دولارا عن الحاوية الواحدة، مع تنامي الطاقة الاستيعابية لميناء جن جن.
وفي السياق، أكد عبد السلام بواب الشروع، قريبا، في بناء رصيف خاص بهذا النوع من السفن، طوله 320 متر، يجهز برافعات عملاقة تشتغل بطاقة تفريغ 30 ألف طن في اليوم (100 ألف طن في 03 أيام) وذلك بالشراكة مع موانئ دبي العالمية.
وينتظر استلام الرصيف نهاية السنة الجارية، على أن يوسع ليصبح بطول حوالي 2 كلم، بحول عام 2024، ومع عمق 17 مترا، يستطيع استقبال كافة البواخر كبير الحجم دون أن تمر عبر مالطا أو مارسيليا (فرنسا) أو إسبانيا.
وكشف الرئيس المدير العام لجن جن، عن انطلاق دراسة توسعة ثانية للميناء، سيتم تمويل عملية إنجازها من الأنشطة الاقتصادية للمؤسسة المينائية، دون اللجوء إلى التمويل العمومي، ما يجعله «مربحا على كافة الأصعدة».
في المقابل، يصطدم البعد الدولي لميناء جن جن، ببطء إنجاز منفذ الطريق السيار جيجل - العلمة، هذا المشروع الذي انطلق سنة 2013، لازالت نسبة الأشغال به جد متواضعة ويعد بمثابة الحبل السري بالنسبة للمنشأة المينائية.
هذا الطريق الممتدة على مسافة 110 كلم، يخضع حاليا إلى إعادة تقييم دقيق، قبل إعادة بعث الأشغال مع متعامل اقتصادي جديد، ويرجح أن تكون الانطلاقة الجديدة سريعة للغاية، بالنظر للأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية للمشروع، وفق ما ورد في بيان لمجلس الوزراء في 16 جانفي 2022.