يعيش الدولي الجزائري يوسف بلايلي وضعية صعبة للغاية في نادي بريست الفرنسي، الذي لم يجد معالمه فيه بعد، حيث لم يقدم لحد الآن الإضافة المرجوة منه، وهو ما جعل إدارة النادي غير متحمّسة لتمديد عقده مع الفريق، الذي ينتهي في جوان المقبل بسبب المردود الهزيل الذي يقدمه مع الفريق.
يمر بلايلي بوضعية صعبة مع فريقه بريست، حيث لا تبدو إدارة الفريق متحمسة في تمديد عقده مع الفريق بعد نهاية الموسم، حيث وضعت شرطا حين تعاقدت معه على امكانية تمديد عقده لثلاث سنوات كاملة في حال أقنع خلال الفترة التي تواجد فيها مع الفريق، والأمور تسير في الطريق العكسي بالنسبة لمردود اللاعب مع الفريق.
كان حلم بلايلي في أكثر من مرة هو اللعب في أوروبا، لكن التواجد في هذا المستوى يتطلب الكثير من التضحيات داخل وخارج الملعب، وهو الامر الذي لم يقم به بلايلي لحد الآن بدليل مستواه الفني الهزيل، والذي لا يعكس قيمة التضحيات التي يقدمها، حيث يتطلب منه الأمر الكثير من العمل والجهد.
كانت إدارة بريست وجهازه الفني يراهنون كثيرا على بلايلي وقدراته الفنية، حيث تابعوا مستواه في كأس العرب بقطر، والتي كان فيها واحدا من افضل اللاعبين، وهو الأمر الذي جعلهم يقررون التعاقد معه لفترة وجيزة ومنحه الفرصة الكاملة قبل الحكم على إمكانية استمراره مع الفريق من عدمه بعد نهاية الموسم.
العامل الذي وضعته إدارة بريست في الحسبان خلال تقييم مستوى اللاعب هو مدى تأثيره في نتائج الفريق، حيث لم يكن اللاعب مؤثرا بالطريقة المثلى، خاصة انه نال الفرصة الكاملة من خلال لعب عدد كبير من المباريات كأساسيا، وهو الأمر الذي لم ينله العديد من اللاعبين الذين انتقلوا الى فرق في فترة الانتقالات الشتوية التي تعد من اصعب الفترات بالنسبة للاعبين في حال تغيير الفريق.
من الناحية الحسابية لعب بلايلي ثماني مباريات أساسيا واثنتين احتياطيا، وساهم في تسجيل هدف واحد من خلال تقديم تمريرة حاسمة واحدة فقط، ولم يسجل اي هدف وهي حصيلة ضئيلة للغاية، ولن تشجع ادارة بريست على تمديد عقد اللاعب لانه غير مؤثر على الفريق، ومن الواضح أنه لم يتأقلم مع أجواء «الليغ 1».
بقي لبلايلي ست مباريات فقط عليه أن يظهر فيها الكثير من الأشياء، وبالنظر إلى مستوى اللاعب في الفترة الحالية لا توحي المؤشرات على أن اللاعب قادر على الانتفاضة في ظل «انكساره» من الناحية النفسية بعد خيبة الإقصاء من التأهل إلى المونديال بسبب الخسارة أمام الكاميرون.
لا يمتلك بلايلي لحد الآن القدرة على مجاراة نسق المباريات، وهو الامر الذي يدفع مدرب الفريق ديرزاكاريان على تغييره في كل مباراة بعد مرور ساعة، حيث يدرك من خلال مراقبته لتحركات اللاعب على أرضية الميدان أن رصيده البدني انتهى، وهو ما يجعله يقوم بتغييره.
التألق في المستوى العالي يتطلب الكثير من الامور التي لم يقم بها بلايلي لحد الان، والاعتماد على الموهبة فقط يبقى أمرا غير كاف للاعب بلغ سن الثلاثين، حيث سيكون عليه القيام بالكثير من الامور من أجل إقناع الطرف الاخر بالصبر عليه أو منحه فرصة اخرى، وهو الامر الذي يبدو صعبا للغاية.
القطرة التي أفاضت الكأس في علاقة بلايلي مع فريقه هو تأخره غير المبرر في العودة الى الفريق بعد نهاية التزاماته مع المنتخب الوطني، حيث لم يتحلّ بالاحترافية اللازمة في تسيير مرحلة ما بعد الإقصاء بعدما دخل في حالة من الخيبة، ونسي التزاماته في فريقه كلاعب محترف.