يعاني عشرات سكان مشتة الحويمة التابعة لبلدية الحنانشة بولاية سوق أهراس، من غياب عدد من المشاريع التنموية الهامة التي نغّصت حياتهم اليومية، رغم العديد من الشكاوى والرسائل المكتوبة للمجالس الشعبية المنتخبة الحالية والسابقة، للتكفل بها وتجسيدها على أرض الواقع، بقيت حبيسة الأدراج.
أوضح عدد من السكان في حديثهم مع «الشعب»، أن قريتهم تشهد عدة نقائص وانشغالات تنموية اعتبروها ضرورة حتمية لهم، وبسببها ظلّت القرية متأخرة على كل المستويات.
جفاف الحنفيات وغياب الكهرباء..
وتأتي في مقدمة هذه الانشغالات نقص المياه الصالحة للشرب بمنازلهم، مما سبّب لهم متاعب يومية كبيرة، الأمر الذي تطلّب منهم التفكير في حلول أخرى لسد رمقهم بهذه المادة الحيوية، عن طريق البحث عن ينابيع المياه في الأماكن البعيدة، وجلب لترات المياه بالطرق البدائية، أو باستعمال سيارتهم وعرباتهم، حيث يقول السكان إنها لا تكفي تلك الكمية لتلبية كل الاحتياجات اليومية من شرب وغسيل، بينما يلجأ آخرون إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة تصل أحيانا 2000 دج للصهريج الواحد، وهذا الوضع كلّفهم مصاريف إضافية أنهكت جيوبهم الفارغة. ولم يتوقف السكان من طرح انشغالات أخرى، تعتبر ضرورية وهامة في حياتهم اليومية، وتتمثل في توسيع الربط بالكهرباء الريفية لسكان القرية.
وذكر سكان القرية مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي بمنازلهم، والتي خلّف. غيابها مشاهد مرعبة تشمئز منها الأنفس، ونتج عن ذلك عدة مشاكل صحية على أولادهم بسبب الروائح الكريهة التي تكاد لا تفارقهم طوال الوقت، وكذا الأمراض الخطيرة الناجمة عنها كأمراض الحساسية والجلدية وغيرها التي مسّت فئة الأطفال الصغار خصوصا، هذه الحالة التي كبّدتهم خسائر مادية ومعنوية كبيرة، جراء الفحوصات الطبية التي يجريها الأولياء لأبنائهم في العيادات الخاصة.
ولأن معظم سكان القرية يمتهن مهنة الفلاحة الجبلية، ألحّ هؤلاء على ضرورة فتح مسالك فلاحية تمكّنهم من الوصول إلى حقولهم بأريحية، حيثى تتسبّب مشكل غياب الطرقات والمسالك في مشقة كبيرة على هؤلاء الفلاحين الذين يقطعون مسافات طويلة على أرجلهم أو على الدواب ذهابا وإيابا، الوضعية المزرية هذه تمتد لعدة سنوات وعقود طويلة، مما دفع بالبعض منهم إلى التخلي عن أراضيهم وعدم خدمتها نهائيا.
للأطفال نصيب من المعاناة
ويعاني السكان من المسالك المليئة بالحفر والبرك المائية التي تغرقهم في الأوحال والمستنقعات المائية في غياب طرقات ومسالك معبّدة تقي العائلات من معاناة يتكبدونها شتاء لتوصيل أبنائهم للمدارس، مشيرين إلى أنهم ينقلون أبناءهم عبر الجرارت الفلاحية لتفادي الغرق في الأوحال والبرك التي يصعب على الأطفال تجاوزها، فضلا عن بعد المسافة بين القرية ومقرّ تمدرس الأطفال الذين لا يجدون له حلا في أوقات انخفاض درجات الحرارة، إلا مقاطعة مقاعد الدراسة، الأمر الذي أثر سلبا على نتائجهم الدراسية وفي كثير الأحيان تدفع بهم لترك صفوف الدراسة. وعلى ضوء جملة هذه المشاكل يطالب السكان بضرورة بعث مشاريع تنموية بالمنطقة لانتشالهم من حالة البؤس التي لازمتهم منذ سنوات عدة، على غرار توفير مؤسسات تربوية تحد من معاناتهم ومعاناة أبنائهم التي طال أمدها، والتي اعتبروها ضرورة ملحة.