نظّمت الجمعية الثقافية «صحاريان» وقفة عرفان وتقدير لأيقونة موسيقى الديوان حسناء البشارية، بقاعة متحف السينما ببشار حضرتها السلطات المحلية وزهاء مائة فنان إلى جانب جمهور غفير.
جرت الاحتفالية تقديرا لعطاء ومساهمة هذه الفنانة الكبيرة في إثراء واحد من أبرز الطبوع الموسيقية التي يزخر بها التراث الغنائي الجزائري خلال السهرة الفنية التي أحيتها الفنانة حسناء البشارية ضمن فعاليات الطبعة الخامسة من تظاهرة «نتفكروا لحباب».
وتفاعل الجمهور الحاضر بقاعة متحف السينما بقوة عند ظهور الفنانة على خشبة العرض، ترافقها أعضاء فرقتها الموسيقية النسوية اللائي ألهبن القاعة من خلال مقاطع من أغاني الديوان، والتي قامت بتأليف كلماتها حسناء نفسها.
وبالمناسبة أكد والي والولاية سعيد محمد بن قامو «أن هذه الوقفة تعكس مدى اهتمامنا بترقية ومرافقة فناني المنطقة في مسارهم الغنائي».
وكان الوالي قد أدى قبل بداية الحفل زيارة مجاملة لأيقونة موسيقى الديوان بمقر سكناها بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس المجلس الشعبي لبلدية بشار، ومسؤولين محليين آخرين، تعبيرا عن التضامن مع هذه الفنانة القديرة.
وأشاد عدة فنانين حضروا الحفل، بهذه الوقفة التي نظمت لعميدة موسيقى الديوان، مؤكدين أن المبادرة «تشكل عرفانا لهذه القامة الغنائية الكبيرة التي ساهمت على مدار 50 سنة في تثمين والمحافظة على هذا الرصيد الغنائي الهام من التراث الوطني».
وفي ذات السياق، اعتبر رئيس الجمعية الثقافية «صحاريان» الجهة المنظمة لتظاهرة «نتفكروا لحباب» نور الدين رحو، وهو موسيقى رافق عميدة موسيقى الديوان في عدة مواعيد فنية وطنية ودولية، أن حسناء البشارية ظاهرة فريدة من نوعها في موسيقى الديوان، لأنها المرأة الوحيدة التي تتقن العزف على القومبري، وهي آلة موسيقية وترية معتمدة في هذا الغناء التراثي».
وأضاف أن حسناء «فنانة تستحق أن نُكّن لها كل الاحترام والتقدير، بالنظر إلى تمسكها الشديد بترقية الثقافة الوطنية عبر الوطن والخارج».
وتشكل تظاهرة «نتفكروا لحباب» التي تتواصل إلى غاية 25 أفريل الجاري، وتشهد مشاركة نحو 100 فنان وفرق فولكلورية والغناء والموسيقى العريقة، موعدا في غاية الأهمية لترقية الطاقات الفنية الشابة المشاركة في هذه الفعاليات، كما أشير إليه.
مع العلم يشارك فيلم وثائقي حول أيقونة فن الديوان حسناء البشارية بعنوان «مغنية الروك الصحراوية» في عرض أولي بمونتريال (كندا) بمهرجان «رؤى إفريقيا» وبشير بروك بنفس البلاد ضمن المهرجان الدولي للسينما، حسبما أفادت به مخرجته الجزائرية - الكندية سارة ناصر.
ويعد الفيلم الوثائقي الذي يمتد ساعة و15 دقيقة، «صورة حميمية وعميقة لحسناء البشارية عميدة فناني الديوان»، كما جاء في تصريح المخرجة الشابة التي تعيش حاليا بكندا.
وأشارت سارة ناصر، أن من خلال فيلمها حول حسناء البشارية أبرزت «أول موسيقية اقتحمت الحواجز الاجتماعية لهذه الثقافة وأصبحت تمثل نموذجا للنساء، وهي تلهمهن وتشجعهن على اقتحام هذا النوع من الموسيقي التقليدية التي كانت مقتصرة كليا على الرجال».
وترى السينمائية، أن حسناء البشارية «فنانة فريدة من نوعها لكونها تدفع بالمرأة الى إعادة النظر في دورها الثقافي وتحدي الأعراف الثقافية، إلى جانب كونها فنانة موسيقية بارعة»، واعتبرت حسناء البشارية «أيقونة الديوان النسوي» و»الوريثة الحية لفن ينتمي إلى التراث الجزائري الأصيل والعريق الذي يتعين علينا أن نفتخر به جميعا».
وقالت «أشعر بسعادة غامرة لأنني سأكشف أخيرا النقاب عن هذا الفيلم الوثائقي الذي استغرق من وقتي زمنا طويلا امتد بين سنتي 2013 و2018»، مضيفة أن حسناء البشارية «أسطورة وطنية وامرأة غير عادية تستحق الاحتفاء بها وهي على قيد الحياة».