تستمّر المواجهات في الضفّة الغربيّة المُحتلّة بين الجيش الإسرائيليّ والمُواطنين، وارتفع، صباح أمس، عدد الشهداء إلى أربعةٍ خلال 24 ساعة، فيما يستمّر الاحتلال بدفع قوّاته إلى المناطق الفلسطينيّة المُحتلّة.
في السياق، أقدمت قوّات الاحتلال الإسرائيليّ على اعتقال الضابط بالأمن الوطنيّ الفلسطينيّ عزمي منصور، (أبو أحمد)، (59 عامًا)، من مدينة نابلس، ونشر قريبة، حسّان منصور مدونّةً على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) خبر الاعتقال، وأرفق صورًا لعمّه خلال الاعتقال ويظهر فيها وهو مُقيّد اليديْن والرجلين ومُعصّب الأعين، ويقِف إلى جانبه العديد من عساكر الاحتلال، كما أكّد نادي الأسير نبأ اعتقاله.
اقتحام و اعتقال 26 فلسطينيا
وأفاد نادي الأسير باقتحام الاحتلال مناطق متفرقة بالضفّة الغربيّة، مؤكّدًا اعتقال الضابط الفلسطينيّ، وذكر بيان صادر عن نادي الأسير أنّ الاحتلال اقتحم مناطق متفرقة بالضفة، تخللها اعتقال 26 فلسطينيًا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضدّ العساكر الصهاينة والمستوطنين. وتمركزت الاعتقالات في محافظة نابلس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطنًا خلال مداهمات واسعة بالمحافظة، تخللها مواجهات عنيفة مع الشبان.
فتى يستشهد متأثرا بإصابته
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في محافظة جنين، صباح أمس، عن استشهاد الشاب محمد حسين زكارنة البالغ من العمر 17 عاما، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال، بعد أنْ حاولت قوات الاحتلال اغتيال شقيق منفذ عملية تل أبيب.
وفتح عساكر الاحتلال النار على السيارة التي تواجد بها زكارنة على أعتاب مخيم جنين وأصابوه برصاصة بالحوض، نُقل على إثرها للمستشفى لإجراء عمليات جراحية، لكنها لم تسعفه وأُعلن عن استشهاده، صباح أمس.
العمليات الفدائية أخلطت حساب العدو
في الأثناء، رأى المُستشرِق الإسرائيليّ إيهود بن حيمو، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة في قناة إسرائيلية، أنّ امتناع إسرائيل عن القيام بعمليةٍ عسكريّةٍ واسعة النطاق في جنين ومخيمها، أيْ إعادة احتلالهما، مرّده خشية الكيان من تداعيات العملية على الوضع في القدس وفي قطاع غزّة، لافِتًا إلى أنّ عمليةً من هذا القبيل ستُشعِل الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة والقدس المُحتلّة.
ومن المُهّم الإشارة في هذا السياق إلى أنّه أصبح واضِحًا بعد العمليات الفدائيّة الأخيرة داخل الخّط الأخضر، وقبل ذلك، أنّ إسرائيل تخشى القيام بإعادة احتلال غزّة، رغم التهديدات المُتكررة بالقيام بذلك، لعلمها المُسبق أنّ العملية لن تنجح، وأنّ الخسائر البشريّة والماديّة ستكون كبيرةً، بحيث لا تقدِر دولة الاحتلال على تحملّها.
كما أنّ الجنرال يتسحاق بريك، الذي شغل منصب مدير وحدة مظالم الجنود في جيش الاحتلال، أكّد في أكثر من مناسبةٍ بأنّ الجيش الإسرائيليّ يُعاني من مشاكل عديدةٍ، لافِتًا إلى أنّه ليس قادرًا على القيام بعمليةٍ بريّةٍ لاحتلال قطاع غزّة. ونبَّه إلى أنَّ «إسرائيل تُواجِه على عكس الحروب السابقة تهديدًا وجوديًا لم تواجهه من قبل».