الهزة الأرضية تعيد إلى الأذهان سيناريو كارثة 2003
اهتزت الجزائرالعاصمة وضواحيها فجر أمس، على وقع زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريشتير كان مركزه بلدية بولوغين على الساعة 5 س و11 د حسب مركز البحث في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء، أسفر عن وفاة ستة أشخاص وإصابة 420 جريح حسب حصيلة خلية الأزمة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية وتضرر العديد السكنات التي يعود بنائها إلى العهد العثماني. فاجعة ألمت بالكثيرين وأدخلتهم في دوامة من المعاناة والتخوفات بعد أن أعادت للذاكرة مأساة زلزال ٢٠٠٣ وهو ما لمسته «الشعب» بعدد من بلديات العاصمة على غرار القصبة باب الوادي وبولوغين.
آثارت الهزة الأرضية التي استيقظ عليها سكان العديد من أحياء عاصمة الجزائر وضواحيها الرعب والهلع وسط السكان الذين فزعوا من أفرشتهم في حدود الـ 5 صباحا، خاصة على مستوى بلديتي القصبة وبولوغين اللتان تضررتا منازلهم بشكل كبير حيث فروا هاربين إلى الخارج بعد تصدع جدران منازلهم وسقوط أجزاء منها.
استكمل هؤلاء ليلتهم في العراء خوفا من هزات أخرى قد ينجم عنها ما لا يحمد عقباه لا سيما وان سيناريو زلزال بومرداس 2003 ما يزال عالقا في أذهانهم وما خلفه من قتلى تحت الأنقاض حيث اخذوا من الطرقات والمساحات الخضراء والحظائر ملاجئ لهم في انتظار حلول من السلطات المحلية خاصة فيما يخص العائلات التي صنفت منازلها في الخانة الحمراء.
ويتعلق الأمر حسب ما أفادت به خلية الأزمة بإمرأة تبلغ من العمر 33 سنة لقيت حتفها إثر سكتة قلبية ببلدية برج البحري وشاب يبلغ من العمر 30 سنة توفي بعد أن ألقى بنفسه من الطابق الثالث من البناية التي يقيم بها ببلدية الرويبة.
كما توفيت امرأة تبلغ من العمر 30 سنة بعد أن ألقت بنفسها من الطابق الأول من البناية التي تقيم بها ببلدية سيدي امحمد بالعاصمة، علاوة على امرأة أخرى تقيم ببلدية المرادية لقيت حتفها إثر تعرضها لسكتة قلبية. وفي ذات الإطار، تم على مستوى 33 مركزا استشفائيا تابعا لولاية الجزائر استقبال 654 مواطن تلقوا الفحوصات الضرورية، من بينهم 90 جريحا تم إسعافهم وغادروا جميعهم هذه المراكز باستثناء ثلاث حالات موجودة حاليا بمستشفى بن عكنون وحالتين بمستشفى باب الوادي لاستكمال العلاج.
وشهدت حسب ما افاد به شهود عيان لـ«الشعب» ازدحام حركة المرور على مستوى الطرقات الرئيسية للعاصمة خاصة محور الدار البيضاء - بن عكنون في حوالي الساعة الخامسة حيث فضل العديد التنقل إلى العائلات خوفا من دخول منازلهم.
من جهتهم شعر سكان المناطق المجاورة والولايات الداخلية والشمالية على غرار ولاية بومرداس، غير انه لم يسجل فيها أي خسائر مادية أو بشرية تذكر ماعدا بعض التخوفات من هزات ارتدادية أخرى غير أن مصالحها الاستشفائية استقبلت بسبب الهزة الأرضية 167 مواطن من بينهم 16 جريحا فيما سجلت على مستوى ولاية البليدة إصابة مواطنا نقل إلى المستشفى وغادره بعد تلقي الإسعافات اللازمة.
وقد قامت السلطات فور وقوع هذه الكارثة الطبيعية بتنصيب خلية أزمة تبعا لتعليمات وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد الطيب بلعيز الذي تنقل صباح أمس إلى البلديات المتضررة رفقة والي العاصمة عبد القادر زوخ حيث أمر بتقديم كل الامكانيات اللازمة للتكفل بالمتضررين وإحصاء الحالات الحرجة ومعاينة كل البنايات المهددة بالانهيار والتكفل بها.
«الشعب» تنقلت إلى موقع الهزة حيث كان لنا حديث مع عدد من السكان الذين قابلونا خارج منازلهم وعلامات الخوف والفزع بادية على وجوههم خاصة لدى السيدات اللواتي كن يحملن أطفالهن على ظهورهن وجدناهم في حالة من الهستيريا نظرا للحالة التي كانوا عليها والتي آلت إليها منازلهم.
بنايات مشققة ومتضررة وقفت عليها «الشعب» ببلدية بولوغين والقصبة عكست مدى تخوف المواطنين من هزات ارتدادية أخرى خاصة وأنها بنايات هشة مهددة بالانهيار في أي لحظة، وهو ما أصبح يشكل خطرا محدقا بالعائلات القاطنة بها، التي فضلت افتراش الشارع على العودة إليها، لا سيما منهم النساء خوفا على حياتهم وحياة أطفالهم.
وفي هذا المقام أكد رئيس خلية الأزمة مكلف بالدراسات والتلخيص إسماعيل محمد لـ»الشعب» أن الهزة الأرضية لم تخلف اية وفيات أو إصابات بشرية خطيرة غير أنها تسببت في بث الهلع في أوساط السكان وبإلحاق أضرار مادية ببعض السكنات حيث تم تسجيل تشققات ببعض المنازل سيتم معاينتها وكنا قد وقفنا معه على معاينة 12 عمارة ببلدية بلوغين سيتم تحديد مدى خطورتها على السكان.
بدوره أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بولوغين زعتر نور الدين بتكفل مصالحه بالعائلات المتضررة ومعاينة البنايات المتضررة وتقديم بشأنها تقريرا للولاية لاتخاذ الإجراءات الضرورية على وجه السرعة.
الحماية المدنية مجندة منذ الساعة الأولى من وقوع الكارثة
أعلنت مصالح الحماية المدنية فور وقوع الهزة الأرضية التي ضربت ساحل العاصمة حالة من الطوارئ لرصد أثر هذا الزلزال العنيف الذي تسبب في حالات الوفاة وإصابة العديد من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم من طرف مصالحه على وجه السرعة إلى المستشفيات الولاية.
وقد تم حسب المكلف بالإعلام والإحصاء بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد فاروق عاشور نقل كل الجرحى إلى المستشفيات كما لعبت رجال الحماية دورا كبيرا في التخفيف من الحالة الهستيرية التي كان عليها سكان المنطقة بعد الهلع الذي انتابهم خاصة السكان القاطنين بمحيط مركز الهزة واستنادا لمصادر مستقاة من عين المكان فقد تم تنصيب وحدة طبية لتقديم الإسعافات اللازمة عند الضرورة للسكان.
وأشار أن معظم الإصابات المسجلة كانت بسبب رمي أنفسهم من الشرفات أو سقوطهم بمداخل العمارات وأوضح ذات المصدر أن عناصر الحماية المدنية تبقى مجندة لهذا الظرف مضيفا أن أرقام هاتفية وضعت تحت تصرف المواطنين (021.71.14.14/ 021.75.22.27/ 021.75.22.28) لطلب أي استفسار أو مساعدة.
وأوضح الرائد أن فرق الحماية المدنية لولاية الجزائر جندت عقب وقوع الزلزال فرقا من أفرادها للقيام بعمليات استطلاعية عبر الولاية، وبولايات بومرداس وتيبازة والبليدة.
جدير بالذكر انه وعقب وقوع هذا الزلزال, قامت مصالح الحماية المدنية ومختلف المصالح الاستشفائية بتسخير كافة الوسائل الضرورية للتكفل بالمواطنين الذين تنقلوا بأعداد معتبرة لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة، لاسيما على مستوى ولايات الجزائر العاصمة وبومرداس والبليدة.
سكان بلديتي بولوغين والقصبة في احتجاج:
نطالب السلطات المحلية بترحيلنا
سجلت «الشعب» لدى تنقلها إلى مركز الهزة الأرضية حركة احتجاجية من طرف سكان كل من بلديتي بلوغين والقصبة، حيث أقدموا على قطع الطريق 28 أمير خالد بولوغين والطريق المحاذي لبلدية القصبة مطالبين السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات السريعة والكفيلة بانتشالهم من حالة الخطر التي يعيشونها تحت منازل هشة آيلة للسقوط في أي لحظة وهو ما استدعى تدخل مصالح الأمن لإعادة فتحها بطريقة جد سلمية تم من خلالها مراعاة الحالة النفسية للمواطنين.
أ.م