طباعة هذه الصفحة

البروفيسور شلغوم عبد الكريم رئيس نادي المخاطر الكبرى لـ«الشعب»:

ضرورة إحداث مراكز جهوية لليقظة الزلزالية والكوارث الكبرى

سعيد بن عياد

اعتبر البروفيسور شلغوم عبد الكريم رئيس نادي المخاطر الكبرى الهزة الزلزالية التي ضربت الجزائر العاصمة فجر أمس الجمعة نشاطا زلزاليا طبيعيا وعاديا يشمل كل مناطق شمال البلاد، وفي تصريح لـ ‘’الشعب’’ دعا الخبير في الكوارث الطبيعية إلى ضرورة إحداث قاعة عمليات جهوية تسير نظام اليقظة لمواجهة الكوارث الكبرى، تعمل فرقها فعليا على مدار الساعة بما يضمن إشاعة الاطمئنان في أوساط السكان، وتسهر على إطلاق مخططات النجدة، كما طالب بالإسراع في إدراج ثقافة التعامل مع الزلازل والوقاية منها في منظومة التعليم بكل أطوارها، حتى لا يبقى المواطن عرضة للتأويلات والحيرة، مسجلا غياب غرف العمليات على مستوى الجهات المختصة بمتابعة النشاط الزلزالي والتكفل بآثاره. وتأسف شلغوم لغياب المعلومة الزلزالية محليا مباشرة بعد تسجيل الهزة، بينما وصلته من خبراء يشتغلون في مراكز أجنبية مثل بريطانيا بعد 10 دقائق فقط من وقوع الهزة الزلزالية، متسائلا عن جدوى الإمكانيات التي تسخر للجهات والإدارات المكلّفة، مثل الحماية المدنية وغيرها، دون أن تبث المعلومة في حينها بما يسمح للسكان بادراك الحقيقة وعدم السقوط في الحيرة، وما يرافقها من تأويلات تنشر الفزع والخوف. وأشار إلى مثال اليابان وسان فرانسيسكو بأمريكا حيث التعامل مع النشاط الزلزالي يتم في ظل الهدوء والرصانة بفضل توفر الإمكانيات ذات الصلة من معلومات دقيقة ومبسطة، إلى جانب إجراءات الوقاية وأبرزها الالتزام الشديد باحترام قواعد البناء المضادة للزلازل. وأشار إلى غياب ثقافة التعامل مع هكذا حادث طبيعي، مما أدى إلى بقاء السكان خارج منازلهم بعد الهزة الأولى، التي تعتبر دوما قوية، تليها هزات ارتدادية اقل شدّة، ذلك أن الهزة الأولى هي المقياس الحقيقي لدرجة قوة الهزة الأرضية، وبعد أن طلب من السكان التزام الهدوء والعودة إلى منازلهم، أوضح أن المشكلة القائمة تتعلق بالوقاية من الزلزال نفسه الذي لا يقتل ، إنما البناء غير المطابق للمعايير هو المتسبب في القتل.
وبالمناسبة ذكّر شلغوم بطلبه في سنة 2004 أمام ندوة بمجلس الأمة بإجراء تنفيذ سيناريو تمرين للتعامل مع زلزال افتراضي بدرجة 7,5 على سلم ‘’ريختر’’ يفترض حدوثه على الساعة 11 صباحا، لاختبار مدى جاهزية الهياكل والمؤسسات والفرق المختلفة المكلفة بالتعامل مع مثل هذه الكارثة الطبيعية وتحديد مدى القدرة على استيعابها والتقليل من آثارها، منذ إطلاق صفارات الإنذار المبكّر، إلى تجهيز فرق النجدة ومعاينة أدائها بكل الوسائل اللازمة بما في ذلك الوسائل الجوية. وكأول إجراء يتطلبه الأمر، اقترح الإسراع بإجراء خبرة على المساكن القديمة من اجل ترميمها أو تقويتها بشكل يؤهلها لامتصاص أي هزة محتملة، موضحا وجود أنظمة بناء لامتصاص النشاط الزلزالي، لكنها لم تنجز منذ 2001/2002 ، علما كما أضاف يتم تكوين حوالي 400 مهندس دولة مختص في هذا المجال من جامعة باب الزوار وحدها، ويكفي أن يتم إدماج هذه الموارد البشرية المؤهلة، إلى جانب المهندسين المعماريين في منظومة متابعة وتسيير الكوارث. وتساءل لماذا لا يتم إنشاء مناصب مخصصة لمكلفين بالكوارث في كل ولاية يتابعون تسيير جانب المخاطر من زلزال وفيضان وانزلاق التربة في مشاريع البناء والسكن وتكون لديها سلطة اتخاذ القرار الفني بقوة تعادل قوة قرار الوالي نفسه.