استيقظ سكان ولاية بومرداس على وقع الهزة الأرضية التي ضربت العاصمة، صباح أمس، في حدود الساعة الخامسة وعشر دقائق، بقوة 5.6 درجات على سلم ريشتر، وسط فزع كبير وخوف من تكرر التجربة المريرة لزلزال 2003، ما أدى إلى خروج العائلات من مساكنها ونزولها إلى الساحات المجاورة. ولحسن الحظ لم تسجل خسائر في الأرواح، ما عدا 9 جرحى إصاباتهم متفاوتة، بحسب المكلف بالإعلام للحماية المدنية.
تسببت حالة الهلع والفزع الشديدين الناجمين عن الهزة الأرضية القوية التي امتد تأثيرها لأغلب مناطق ولاية بومرداس، في تسجيل عدة إصابات وسط المواطنين الذين تدافعوا للخروج بسرعة من منازلهم، فيما اختار بعضهم، دون وعي منهم، القفز من الطابق الأول والثاني وحتى الثالث ما أدى إلى حدوث إصابات متفاوتة الخطورة، قدرها المكلف بالإعلام للحماية المدنية، في اتصال مع «الشعب»، بتسع إصابات، منها 8 إصابات جروح أصحابها مختلفة.
وقد كانت أخطر إصابة، وفق ذات المصدر، ببلدية خميس الخشنة، حيث قام مواطن يبلغ من العمر 32 سنة، برمي نفسه من الطابق الثالث، ما أدى إلى إصابته بكسور على مستوى الحوض والأطراف. كما سجلت كل من بلدية الأربعطاش، بودواو والثنية إصابتين مماثلتين وإصابة واحدة في كل من بومرداس وتيجلابين، مع تسجيل إصابة امرأة بصدمة نفسية تم تحويلها إلى المستشفى، بناء على التدخلات التي قامت بها وحدات الحماية المدنية التي تجندت سريعا للتعامل مع أي طارئ.
أما الخسائر المادية فلم تسجل لحد الآن أية مؤشرات عنها، ما عدا تعرض مسكن إحدى العائلات ببلدية خميس الخشنة إلى أضرار وشقوق سيتم التكفل بها لاحقا، بحسب مصدر من السلطات المحلية للبلدية.
هذا وبعيدا عن أرقام التدخلات التي أحصتها وحدات الحماية المدنية لبومرداس، فقد تم تسجيل عدة إصابات وجروح متفاوتة بين المواطنين عبر مناطق الولاية، كان أخطرها تعرض أحد المواطنين إلى كسور على مستوى الرجل ببلدية دلس، يؤكد مصدر من المستشفى، وعدد آخر من حالات الهلع والصدمات النفسية التي كان وقعها أكبر لدى كبار السن والنساء، خاصة وأن بومرداس لاتزال لحد اليوم لم تضمد جراحها من نكبة زلزال 21 ماي 2003 الذي خلف أكثر من 1300 قتيل وآلاف الجرحى والمنكوبين.