كشفت مصادر مقربة أن لجنة وزارية تابعة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات قد حلت أمس للتحقيق مع الطاقم الطبي وإدارة مستشفى شعبان حمدون بمغنية الذي شهد في الأيام القليلة الماضية ثاني حالة وفاة لأم حامل في ظرف أقل من شهر في ظروف غامضة لم تكشف ملابساتها لحد الآن.
حيث أكدت ذات المصادر، أن نفس السيناريو ونفس المشهد الذي حدث مع الضحية المنحدرة من السواني توفيت أثناء المخاض الشهر الماضي تكررت الأيام القليلة الماضية مع الضحية م.س فاطمة الزهراء البالغة من العمر 27 سنة، الاختلاف بينهما ينحصر في أن الضحية الأولى أم لـ 3 أبناء توفيت في غرفة التوليد بعد ساعة من انجابها لجنين متوفي والضحية الثانية ولادتها هذه تعد الأولى من نوعها بعد 5 سنوات من الانتظار حيث كشفت مصادرنا أنها فارقت الحياة بعدما لم تستفق من التخدير. الفضائح المتكررة التي يشهدها مستشفى مغنية الذي أصبح مقبرة حقيقية للنساء الحوامل والدليل عدد الوفيات الذي اصبح بمعدل حالتين في الشهر عجلت بحلول لجنة وزارية تعد الثانية من نوعها في ظرف شهر، حيث كشفت المعلومات التي بحوزتنا أن اللجنة قدمت وقامت برفع تقرير تحفظي عن وضعية المستشفى، كما قامت بمساءلة الفريق الطبي العامل ليلتها والمخدر والطبيب المختص في حين لم تكشف ذات المصادر إن كان قد تم إيقافهم تحفظيا أم لا.
وكانت عائلة الضحية الأخيرة قد أحدثت فوضى عارمة بالمستشفى ليلة إعلامها بوفاة الضحية، قبل أن يقوم الزوج بإيداع شكوى لدى وكيل الجمهورية يتهم فيها الطاقم بالتقصير والإهمال، بالمقابل وصلتنا معلومات تشير إلى أن وزير الصحة أوفد هذه اللجنة للوقوف على جملة التقارير التي تصرح بوفاة الحوامل وحتى الشكاوي التي تتهم مستخدمي الصحة بالإهمال والتي قد تندرج في معظمها إما في اللامبالاة والأخطاء الطبية، مما قد يعرض ممرضين وحتى أطباء للعقوبة.
وقد أشارت المعطيات الاولية أن الضحية الأخيرة تكون قد تأثرت بمفعول المخدر بما أنها أخضعت لعملية قيصرية وتكون إما الجرعة المخصصة لها قد تسبب في وفاتها أو لأسباب أخرى لا تزال غير معروفة خصوصا وأن الضحية قدمت للمستشفى في ظروف صحية جيدة لم تكن تنبئ بتعرضها لمخاطر معينة والدليل أنها ربطت موعدا للولادة في المستشفى أواخر شهر جويلية.
يحدث هذا في الوقت الذي كانت مصلحة الأمومة والطفل بذات المستشفى شهدت شجارا عنيفا ما بين الممرضين وأحد الأطباء المختصين وصلت إلى أروقة المحاكم بعدما اتهم الطبيب قابلات بالتلاعب بأرواح ولفظ تصريحات خطيرة وصفهم فيها بـ«قتالات الأرواح”، وكشفت مصادرنا أن هذه الحادثة قادت إلى فتح تحقيق أمني.
وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى شعبان حمدون بالإضافة إلى مشكل الفوضى الذي تعرفها قاعات الانتظار يبقى واحد من المستشفيات التي تسجل عددا كبيرا في الوفيات وسط الحوامل ما جعل النساء يفررن منه خاصة وأنه يستقبل حوامل من دوائر باب العسة، مرسى بن مهيدي، مغنية، صبرة وبني بوسعيد.