طباعة هذه الصفحة

جلسات الحوار في عددها الأول

في الحاجة للتعايش من أجل مُجابهة الكراهية

أمينة جابالله

رافعت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، بأنه من أجل التأسيس لتظاهرة فكرية قارة، سنتطرق من خلالها إلى موضوعات وتيمات تستثمر في الفكر الثقافي الإسلامي بأبعاده الأخلاقية والتربوية والتوعوية، خلال إشرافها، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، على افتتاح فعاليات منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، وذلك ضمن جلسات رمضانية تحت شعار «الحوار والتعايش».

عرفت الجلسات في عددها الأول مداخلة للدكتور بومدين بوزيد الذي تناول محاضرة جاءت تحت عنوان: «التعايش في الفكر الديني والعلوم الاجتماعية والإنسانية».
وقالت الوزيرة «وإذا كنا قد اخترنا إشكالية «الحوار والتعايش» بوصفها أولى الإشكالات المطروحة للنقاش في هذا المنتدى، فلذلك لكون «التعايش» و»ابتسامتك» و»التجاور» من القيم الراسخة في ثقافتنا الجزائرية، وهي أيضا من القيم الملحة التي تتيح العيش المشترك بسلم وسلام سواء داخل المجتمع الواحد أو بين الأمم والشعوب كافة، اضافة إلى كونها من دعائم الأمن والسلم القومي».
أشار الاستاذ بومدين بوزيد، الى أن التعايش بدأ في الخمسينات، وتم اعتماده من طرف مجمع الفاتيكان سنة 1962، بمعنى أن المبادرة كانت عند الفاتيكان واستطاع الكاثوليكيون أن ينتقدوا المسيحية في مواقفها تجاه الأديان وبالخصوص الدين الاسلامي، وذكر جملة من الشخوص المعروفة بمواقفها العادلة تجاه الآخر، من بينهم اللاهوتي المعروف هانز كانك، الذي انتقد مفهوم العصمة البابوية وناقد العداء للإسلام وناصر الرسول صلى الله عليه وسلم في الرسومات المسيئة لشخصه الكريم في الدنمارك.
وفي ذات السياق، نوّه المتحدث إلى أن أوروبا الآن أصبحت في حاجة ماسة إلى التعايش لمجابهة الإرهاب والعنف، وتصاعد الاسلاموفوبيا، وذلك نظرا إلى أن مفهوم التعايش هو مسألة فكرية دينية بالأساس، لكنها توجد في المحافل السياسية، وربما ما يشار إليه في ما يسمى بالدين الإبراهيمي الذي طرحه الانجيليون الجدد في أمريكا والتي تعتمده وزارة الخارجية الأمريكية يعتبر أحد الأغراض السياسية الدينية لتمرير رسالة التطبيع بدوافع سياسية روحية بكل خبث ودهاء.
وعن المبادرات العربية التي تناضل من أجل إرساء قواعد التعايش الحقيقية والتي من شأنها أن تصحّح المفاهيم حول آيات الاختلاف بين الأمم وبين الشعوب في أديانها واعراقها وكيف أن القرآن اعتبرها فطرة ومسألة طبيعية أخلاقية وأنهم يختصمون الى الله يوم القيامة وسع مفهوم التعايش عند المسلمين، ذكر الأستاذ بومدين بوزيد، من بين المبادرات مثلا التي ظهرت من وثيقة مكة سنة 2019 التي تبنتها رابطة العالم الإسلامي تم التوقيع عليها من طرف أكثر من 1000عالم، اضافة إلى وثيقة خلف الفصول التي وضعها الشيخ بن لية، وهو حلف وقع قبل الإسلام. وعليه، أكد ذات المتحدث بأن مفهوم التعايش أصبح ضروري للمجتمعات الإسلامية في مجابهة الإرهاب والعنف والجهوية، والعرقية، والنزاعات اللغوية الموجودة الآن في المنطقة بعد الربيع العربي، لاسيما على المستوى الافريقي والبلدان النامية.