تؤكد المعطيات الوبائية الميدانية استقرار الوضع الوبائي، لكن الخطر ما زال موجود بحسب ما افاد به الدكتور محمد ملهاق باحث في علم الفيروسات في تصريح لـ « الشعب، مؤكدا أننا ما زلنا في الجائحة «ولم نبلغ المناعة الجماعية كما يعتقد البعض».
قال الدكتور ملهاق، إن الوضع الوبائي مستقر، وهناك تراجع بكل المؤشرات بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والمؤكدة عن طريق « بي سي ار»، ولكن لا توجد معطيات حول الأشخاص الذين عولجوا عند أطباء خارج المستشفيات، وبالتالي لم يشملهم الإحصاء، بالإضافة إلى الحاملين للفيروس والذين لا تظهر عليهم أعراض وهم ناقلين للعدوى، أكثرهم شباب ومراهقين، الذين يتهاونون، بل يرفضون تطبيق الإجراءات الوقائية، والتخلي عن هذه التدابير بالصفة التي تلاحظ في كل مكان، تثير قلقا كبيرا.
أوضح المتحدث في سياق متصل «إننا سجلنا استقرار في الوباء، لكننا ما زلنا في الجائحة»، مضيفا ان المناعة الجماعية التي يفترضها البعض، لا توجد دراسة تثبت ذلك، فبالنسبة التلقيح لا تتعدى 32 بالمائة، وهناك عزوف كبير عن التطعيم ضد فيروس كورونا، ناهيك عن التخلي التام عن الإجراءات الوقائية.
ولفت في سياق متصل، إن الذين بنوا دراستهم على المتحور « اوميكرون» لا بد إثبات انه يعطي مناعة للجسم من هجمات محتملة لمتحورات أخرى لكوفيد ـ 19، مشيرا إلى أن هناك دراسة تؤكد أن هذا المتحور يولد مناعة ضعيفة، ولا يمكن الاعتماد عليه لبلوغ المناعة الجماعية.
وما يؤكد عدم زوال الخطر ـ بحسب ملهاق ـ استمرار تسجيل حالات الوفيات، بالرغم من تراجع عدد هذه الأخيرة، مشيرا إلى ان الجائحة ما تزال موجودة عالميا، وقد عاد منحنى الإصابات إلى الارتفاع بشكل كبير، بالولايات المتحدة الأمريكية، كندا، البرازيل في أمريكا اللاتينية والعديد من الدول الأوروبية منها ألمانيا وفرنسا وايطاليا ..، بالإضافة إلى اليابان بآسيا والصين التي لجأت إلى الغلق لاحتواء العدوى، كلها مؤشرات لا تضع الجزائر في منأى عن عودة نشاط الفيروس بشكل أكبر .
ويحذر ملهاق من استمرار التراخي المتزامن مع إجراءات التخفيف وفتح المجال الجوي، خاصة وان دخول الفيروس، منذ بداية الجائحة، كان من الدول التي عرفت عدد الإصابات والعدوى بشكل كبير كالهند «دلتا» وجنوب إفريقيا «أوميكرون»...