طباعة هذه الصفحة

رئيس المحكمة الدستورية، عمر بلحاج:

الدستور يعزّز حقوق الإنسان وتكرّس الديمقراطية

هيام لعيون

تمّ، أمس، تنظيم الحفل الختامي للمسابقة الوطنية لأحسن الأعمال البيداغوجية الفنية حول» الدستور والمواطنة»، في طبعتها الأولى التي خصّت الطور الثاني في انتظار تعميمها على باقي الأطوار خلال الطبعات المقبلة، من تنظيم المحكمة الدستورية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التربية الوطنية.

أكّد رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج بالمناسبة، أنّ محتوى الدستور الجديد الذي عدل في نوفمبر 2020، والذي بادر به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جاء بإضافات في مجال حقوق الإنسان وتكريس الديمقراطية، مبرزا دور المحكمة الدستورية في مجال الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان احترام الدستور والمحافظة على استقرار عمل مؤسسات الجمهورية.
شدّد رئيس المحكمة الدستورية، في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على مراسيم الحفل الختامي للمسابقة الوطنية لأحسن الأعمال البيداغوجية الفنية حول «الدستور والمواطنة»، الذي أقيم بنادي الجيش ببني مسوس بالعاصمة، على أنّ « اختيارنا لجائزة أحسن الأعمال البيداغوجية الفنية حول» الدستور والمواطنة»، لتكون أول فعالية تنظمها المحكمة الدستورية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التربية الوطنية، إنّما يعكس الأهمية التي توليها المؤسسة الدستورية، لنشر الثقافة الدستورية في أوساط أبنائنا التلاميذ»، والتي اكتفت بالطور الثانوي في انتظار أن تشمل في طبعتها المقبلة باقي الأطوار التعليمية.
وبعد أن أكد أنّ التعديلات الدستورية العميقة تتطلب ثقافة سياسية ودستورية جديدة،، شدّد على أنّ الأمر يفرض ضرورة توجيه القدر الأكبر من العناية لغرس مختلف المبادئ الدستورية، بما فيها المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية، ودولة القانون وسمو الدستور في نفوس شبابنا.
وأشار رئيس المحكمة الدستورية، إلى أنّ «استلهام رئيس الجمهورية المبادئ الأربعة والخمسين، التي التزم بها خلال حملته الانتخابية، بدأنا نقطف ثمارها منذ تعديل الدستور، لدليل على الوفاء بالعهد والالتزام بالمسار»، مخاطبا التلاميذ الفائزين بالقول « إنّ إقبالكم على إظهار مبادئ حبكم لبلادنا وإدراككم لمعاني الانتماء والمواطنة ومبادئ الدستور لمدعاة للفخر، ومبعث للتفاؤل على استعدادكم لحمل المشعل، وارتباطكم بأرضكم وإرادتكم في الإسهام في مواصلة بنائها».
من جهته، تحدّث وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، عن التعديل الدستوري الأخير الذي زكاه الشعب، والذي تضمّن عدة محاور لتكريس الدولة الحديثة وبناء الدولة الجديدة التي يطمح إليها الشعب، ليكون القانون اللبنة الأولى لبناء جزائر جديدة، تتناسب وتتسع للجميع ولا تقصي أحدا، والمضيّ نحو مسار القضاء على الفساد، وارتكازها مبادئ الشفافية، خاصة وأنّ هناك تحديات حقيقية على الصعيد الإقليمي. وفق تعبيره.
وأبرز، في كلمته خلال الحفل الختامي للمسابقة الوطنية لأحسن الأعمال البيداغوجية، أنّ الجزائر تعيش أهم مرحلة من مراحل تطورها، وباستطاعتها ومن موقع القوة الاطمئنان على مستقبل إصلاحي جذري شامل، يعطي للشعب وخاصة الشباب الأمل في التعبير عن ذاته وممارسة المواطنة كاملة، وفي بناء الجزائر دولة كاملة وفي شعب لا ينحني إلا لله ولا ينتصر إلا لمصلحة الوطن.
وأكد بلعابد، أنّ «دور المدرسة، في جانب منه يعد مساعدا على إعداد النشء لممارسة الحياة الاجتماعية واستكمال دور الأسرة في التنشئة، حيث يتم تعزيز مبادئ السلوك القويم وربط الطفل بالمجتمع والوطن، وتعلم حقوقه وواجباته نحو الآخرين، من منطلق أنّ المدرسة إحدى معاقل الثوابت الوطنية، فتعلم الناشئة مقوّمات الهوية وتحضيرها لخوض غمار المواطنة».
وبعد أن توجّه بالشكر للمحكمة الدستورية وبرنامج هيئة الأمم المتحدة الإنمائي، ذكر بلعابد، أنّه يتطلع لأن تصبح هذه المسابقة تقليدا متجدّدا كل سنة يشارك التلاميذ من جميع المراحل التعليمة، مشيرا إلى مساعي في إطار التعاون مع الطرفين المذكورين سالفا من أجل تسيير هذه التظاهرة والمسابقات البيداغوجية الفنية لصالح المدرسة الجزائرية، التي تسعى لتشجيع التلميذ على التشبع بقوانين الجمهورية الجزائرية، وغرس روح المواطنة وتعزيز الثقافة القانونية والمدنية حتى يشعر بمسؤوليته ويعني التزاماته إزاء مجتمعه.
من جهتها، ثمّنت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر بليرتا أليكو، في كلمتها التي ألقتها بنفس المناسبة، جهود الجزائر في مجال إقرار دولة القانون، خاصة بعد التعديل الدستوري الأخير الذي جرى في نوفمبر 2020، معتبرة أنّ الدستور الحالي تقدم بخطوات إلى الأمام في مجال المساواة ومشاركة المواطن في بناء مؤسسات الدولة كما أولى أهمية كبيرة للشباب الجزائري.
وأثنت على الشراكة مع المحكمة الدستورية، التي قالت إنّها تحمل أهمية كبيرة، حيث تدخل في إطار استكمال بناء دولة القانون، التي تبنى بالعمل وتحسيس الأجيال الصاعدة، وبإشراك الجميع خاصة الشباب منهم، وما احتفالية أمس، إلا خير دليل على ذلك، وهذا لتعزيز الثقافة الدستورية، وتحسيس الشباب بالحقوق والحريات والمواطنة.
وأشادت المسؤولة الأممية، بالطبعة الأولى للمسابقة سالفة الذكر، التي تدخل في إطار مشاركة الشباب والأجيال الصاعدة في الفعل الدستوري وهو أمر ضروري للمضي نحو بناء دولة القانون، معتبرة أنّ الشراكة مع المحكمة الدستورية مهمة جدّا.
وأسفرت المسابقة عن تكريم التلاميذ المتفوقين الستة الأوائل بمنحهم جوائز مختلفة، حيث فاز بالمراتب الثلاث الأولى، كل من عامر إكرام عن ثانوية محمد بوضياف بولاية البليدة، والتلميذة عطا الله آية الرحمان من ثانوية مكيوي مامون، والتلميذ علاق بهاء الدين من ثانوية الشيخ العربي التبسي بولاية تبسة.