طباعة هذه الصفحة

لم يحقّق الفوز في مباراته الثالثة على التّوالي

العميد يدخل في أزمة تراجع النّتائج الفنية

محمد فوزي بقاص

 دخل فريق مولودية الجزائر أول فترة فراغ منذ انطلاق الموسم الكروي (2021 - 2022)، بعدما عجز عشية الاثنين من تحقيق الفوز في مباراته الثالثة على التوالي، حين تمكّن من تعديل النتيجة في الأنفاس الأخيرة من عمر لقاء الداربي ضد نادي بارادو بملعب الدار البيضاء، مرهنا حظوظه في اللعب على بطاقة مؤهلة لإحدى المنافسات القارية، بالرغم من احتلاله مركز الوصافة مؤقتا بالترتيب العام للرابطة المحترفة.
 
  واصل فريق مولودية الجزائر إهدار النقاط للمواجهة الثالثة على التوالي، وهو الأمر الذي بدأ يقلق أنصار العميد، خصوصا أن غياب الانتصارات رافقه انعدام التسجيل، حيث أنّ رفقاء المدافع الصلب معاذ حداد، عجزوا عن تسجيل الأهداف من فرص مصنوعة في ثلاثة مباريات متتالية، وهدف تعديل النتيجة أمام بارادو الذي جاء في الدقائق الأخيرة من قدم هدّاف البطولة سامي فريوي كان عن طريق ركلة جزاء، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول غياب الإبداع أمام المرمى، وانعدام الحلول الهجومية.
أزمة المولودية التي تمتد لثلاثة مباريات متتالية، جاءت بعد الفوز التاريخي بثمانية في مرمى سريع غليزان، لحساب الجولة الـ 21 من الرابطة المحترفة لكرة القدم، ليأتي بعدها تراجع النتائج بصفة صادمة، الأمر الذي ربطه أكثر من مشجع للفريق بتغيير رئيس مجلس الإدارة عمار براهمية، يومين فقط قبل مباراة حاسمة لمحاولة خطف صدارة ترتيب الرابطة المحترفة، يتعلق الأمر بالداربي العاصمي ضد الرائد فريق شباب بلوزداد، الذي ألحق بأشبال المدرب التونسي خالد بن يحيى الهزيمة رقم 4 منذ انطلاق الموسم، ليواصل الفريق إهدار النقاط أمام شباب قسنطينة الذي فرض عليه تعادلا سلبيا في ملعب عمر حمادي ببولوغين، وتعادل بعدها في الجولة الأخيرة أمام نادي بارادو، محققا نقطتين من أصل تسعة نقاط كانت في المزاد.
لماذا التّغيير؟
 مسلسل إقالة رؤساء مجالس إدارة فريق مولودية الجزائر شهر مارس من كل سنة، بات أمرا محيرا لأنصار المولودية واعتبرته الغالبية، محاولة لتكسير الفريق في وقت حسّاس من الموسم الكروي، خصوصا هذا الموسم تعجّب الجميع من تغيير براهمية الذي أعاد مراجعة رواتب اللاعبين وقلّلها، وتمكّن من انتداب لاعبين مميزين من الأقسام الدنيا، برواتب ما بين 30 إلى 70 مليون شهريا، كما قضى على مشكل المستحقات الذي كان يعاني منه اللاعبون كل موسم، وتمكّن من انتداب وتأهيل متوسط الميدان عبد الرؤوف بن غيث، وهو الأمر الذي تخوّفت منه إدارات كل من الزمالك وبيراميدز المصريين، وكذا اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد.
كما تمكّن من ضمان الاستقرار للتشكيلة بعدما عرف كيف يحمي الفريق، وهو ما ساهم في بقاء المدرب التونسي خالد بن يحيى على رأس العارضة الفنية منذ انطلاق الموسم، الأمر الذي يعتبر انجازا وسابقة للفريق منذ عدة سنوات، بعدما كان يشرف على تدريب الفريق على الأقل 3 أطقم فنية خلال الموسم الواحد.
في ذات السياق، تمّ الشروع في بناء مركز تدريب الفريق بزرالدة الذي كان يتماطل المسؤولون في السابق لاطلاقه، وكان براهمية قد أكد في تصريح خلال الميركاتو الصيفي المنصرم، أن فكرة تقليص أجور اللاعبين خصوصا الكوادر منهم، جاءت من أجل ضخ القيمة المقلصة من الأجور في مشروع بناء مركز التدريب، الأخير يعرف حاليا وتيرة متسارعة في الأشغال بعد دخولها في المرحلة الثالثة.
براهمية الذي رفض الأنصار تعيينه على رأس فرع كرة القدم، تحسر الغالبية على رحيله في هذا الظرف، بعدما بات الفريق ينافس على اللقب ولو بحظوظ ضئيلة، بسبب التركيبة البشرية التي تفتقد للخبرة والتي جاء غالبية لاعبيها من الأقسام الدنيا، ويتساءلون عن دور رئيس مجلس الإدارة الجديد محمد حكيم حاج الرجم، وما هي الإضافة التي يمكن أن يجلبها للفريق قبل نهاية الموسم بـ 10 جولات، وهل سيمكنه قيادة الفريق لضمان مشاركة قارية الموسم المقبل، لمحاولة إعادة هيبة الفريق الضائعة محليا وقاريا، بعدما كان يشارك بانتظام في المواسم السابقة.
من جهة أخرى، لم تكن الأمور بالشكل الذي أراده أعضاء مجلس إدارة الفريق بوعدهم للأنصار، في بيان إقالة براهمية وتنصيب حاج رجم خلفا له، بعد أشغال الجمعية العامة المنعقدة بتاريخ 23 مارس المنصرم، حين تعهّدوا بضرورة الحفاظ على النتائج الإيجابية لمولودية الجزائر المسجلة منذ انطلاق الموسم، الأمر الذي دفع الأنصار للمطالبة باستقالة جماعية لمجلس إدارة الفريق، بعدما فشلوا في مهمّتهم.
سيبحث لاعبو العميد التصالح مع الأنصار الجمعة المقبل، حين يستقبلون الجريح أولمبي المدية بملعب 05 جويلية الأولمبي بداية من الساعة 15:30، حيث يريد العاصميون إضافة 3 نقاط جديدة تمدد بقائهم في وصافة الرابطة المحترفة، ولو أن شبيبة الساورة ووفاق سطيف ستنقصهم بمواجهات الجولة القادمة ثلاثة مواجهات كاملة.
يذكر، أنّ نتائج الجولة الماضية خدمت المولودية التي بقيت في الوصافة، بعد التعادل المفاجئ لشبيبة الساورة على ميدانها أمام جمعية الشلف.