شدت رواية “دفاتر الوراق” للكاتب الأردني جلال برجس، انتباه الحاضرين في ندوة أقيمت، أمس، على هامش المعرض الدولي للكتاب، وبكثير من الأسئلة التي لامست عمق ذات العمل بالخصوص، لاسيما باقي أعماله المتميزة التي يراها القارئ الجزائري بمثابة رسالة الإنسان في عالم الإبداع.
العربي الذي يتعرض للضغوطات بصفة أو بأخرى، وذلك من خلال ما ينبض به قلمه الحامل لهموم الإنسان في كل مكان، وأن جل النقاط المنضوية حول تداعيات أحداث رواية “دفاتر الوراق”، التي آثارها الحضور بأسئلتهم التي سلطت الضوء على فصول الرواية الحائزة على جائزة البوكر في 2021، والتي تمت ترجمتها إلى الفارسية، ومن المنتظر أن يتم ترجمتها إلى الإنجليزية والصينية والهندية.
وفي ذات السياق، استعرض برجس أهم ما جاء في فصول روايته السبعة، التي استنبط عناوينها بمقولات لمفكرين وفلاسفة مثل كارل يونغ، فيكتور هيجو، فرويد، نجيب محفوظ والطيب صالح.. وغيرهم.
تقع أحداث “دفاتر الورّاق” في الأردن وموسكو خلال الفترة بين 1947 و2019، وتحكي الرواية قصة إبراهيم بائع الكتب والقارئ النهم الذي يفقد كشكه، ويجد نفسه أسير حياة التشرد، وبعد إصابته بالفصام يستدعي إبراهيم أبطال الروايات التي كان يحبها ليتخفى وراء أقنعتهم، وهو ينفذ سلسلة من عمليات السطو والسرقة والقتل، ويحاول الانتحار، قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغير مصيره.
يقطن الورّاق في أحد الأحياء الشعبية في عمّان، ويعمل في متجر للكتب في وسط البلد، يكتشف الوراق المنعزل والمثقف بشكل لافت أنه لم يساهم في صياغة حياته، وأنها أخذت تتعرقل بشكل يحيله إلى مسارات معقدة، بحيث تلتقي عند هذه النقطة مصائر الشخصيات جميعها لتحقق الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها الرواية، والتي تلقي الضوء على رمزية البيت والعائلة في زمن يتغير بشكل متسارع، وتتراجع فيه قيمة الإنسان.
تأخذ الحكايات التي تروى عبر عدد من الدفاتر، على عاتقها مقاربة الموضوعي من خلال الذاتي، فشخصيات الرواية نماذج متنوعة من مدينة عمّان، وبالتالي تعد نماذج من باقي المدن العربية التي باتت تعاني أزمات كثيرة في مرحلة التغيرات العالمية الجديدة.