نظم المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر على مستوى جناح إيطاليا بمعرض الجزائر الدولي للكتاب، لقاء مع الناشرة الإيطالية مؤلفة رواية «أسود صقلية» ستيفانيا أوتشي، نشطته المبدعة الكاتبة الصحفية باولا كاريدي، وذلك بحضور لافت لهواة المؤلفات الإيطالية، كما كانت المناسبة فرصة لمناقشة على غرار عملها أسود صقلية، بعض من أعمالها الأخرى التي بلغت شهرتها لدى أغلب دول العالم.
استعرضت الكاتبة الصحفية باولا كاريدي في اللقاء قراءة في الرواية التاريخية، التي تحمل بين طياتها بعدا زمنيا حافلا بالأحداث والمتغيّرات، وتضم بين سطورها مواقف متداخلة ومتناقضة والمندرجة تحت الطابع التاريخي الاجتماعي.
تدور أحداث رواية الكاتبة الإيطالية ستيفانيا أوشي التي جاءت في حدود495 صفحة، حول عائلة من صقلية مرت بالشهرة والغنى والقوة وعلاقات الحب والخيانة والأسرار والانتقام، فبعدما وصل مؤسسا العائلة الأخوان إجنازيو وباولو فلوريو إلى باليرمو عام 1799 هربًا من الفقر والزلازل التي هزت أرضهم الأصلية في كالابريا، وعلى الرغم من أنّ البدايات لم تكن سهلة، إلا أنّ الأخوين بالرغم من خصومتهما في الحب، تمكنا في وقت قصير من تحويل متجر التوابل الخاص بهما إلى الأفضل في المدينة، عاقدين العزم والمثابرة على توسيع عملهما، فتاجرا في الحرير الذي كانا يجلبانه من إنجلترا، وقاما بشراء الأراضي وقصور الطبقة الأرستقراطية المدمرة، وعندما يتولى فينتسينزو، نجل باولو، مقاليد كازا فلوريو، يكون التقدم حدث بالفعل بحيث لا يمكن إيقافه، حيث أسس شركة الشحن الخاصة بالعائلة، لكن نجاحه أثار حفيظة الكثيرين، لاسيّما أنّ الطبقة الراقية الباليرمية كانت تنظر لثروته الحديثة نظرة احتقار.
مقتطف من رواية» i leone di sicilia « المترجمة إلى العربية «أسود صقلية» من قبل الكاتبة ليلى البدري.. وجد «إجنازيو» الفتاة الصغيرة «فيتوريا» مختبئة في الظلام الدامس تحت السرير، مطوية على نفسها وقد وضعت يديها فوق رأسها لتحميها، فحملها على الفور وجرى بها بعيدا. في تلك اللحظة انفلتت بعض أجزاء الجص الذي يغطي الجدران وسقطت على الأرض مع استمرار ضجيج الزلزال.
كان «إجنازيو» يشعر بالفتاة الصغيرة وهي ترتعد من شدّة الخوف كمشرد يبحث عن مأوى، وقد تعلقت بكل قوتها بقميصه أو بالأحرى كانت تعتصره اعتصارا بين يديها من شدة الرعب؛ لقد كانت الفتاة خائفة لدرجة أنها كانت تخدشه بأظافرها دون قصد.. دفع «باولو» بالجميع نحو عتبة البيت كي ينزلوا على السلالم، تعالوا إلى هنا، توجه الجميع بسرعة نحو الفناء لأنّ الهزات الأرضية وصلت إلى ذروتها. جلس الجمع معا، رؤوسهم متلامسة وعيونهم مغلقة..
تجدر الإشارة، بأنّ الكاتبة ممثلة دولة ايطاليا تحط لأول مرة في الجزائر، وهي بالرغم من ولادتها في تراباني، إلا أنّ ستيفانيا أوتشي باليرمية الروح، تشتغل كمعلمة وتكتب منذ سنوات، نشرت روايتها التاريخية «فلورنسا» سنة 2015 ثم عكفت على سلسلة «فلوريو» الأدبية وجزئها الأول «أسود صقلية» المترجم إلى الفرنسية، أما المنشطة باولا كاريدي فهي على غرار كونها كاتبة صحفية، تترأس اتحاد الصحفيين المستقلين «ليتيرا 22» الذي كانت من بين أعضاءه المؤسسين.
درست الأدب وتاريخ الأحزاب السياسية وتحصّلت على دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية، كما تنتمي حاليا للجنة التحريرية لمعرض الكتاب «بتورينوو» تشرف فيه منذ 2016 برفقة لوسيا سوربيرا على برنامج «الروح العربية» الذي يحتفي بثقافات وطلائع المنطقة العربية وجاليتها.