لوّحت روسيا باقتحام خمس مدن محاصرة بينها العاصمة الأوكرانية، وقالت إن قواتها ستركز على استكمال السيطرة على إقليم دونباس، بينما أكدت أوكرانيا أنها كبدت الجيش الروسي خسائر كثيرة وأجبرته على التراجع. في وقت يجري فيه الحديث عن إمكانية أن تسفر جهود دبلوماسية عن التوصل لتسوية وفتح المزيد من الممرات الإنسانية، غير أن كييف أبدت تشاؤمها من حدوث انفراجة قريبة، ومن جهة أخرى أعلنت بلدية كييف حظر تجول مجددا بدأ مساء أمس وإلى غاية صباح غد الاثنين.
أعلن الجيش الروسي إعادة تركيز هجومه على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، في وقت يواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن جولته الأوروبية في بولونيا حيث التقى، أمس السبت، لاجئين أوكرانيين وألقى خطابا. وبالموازاة مع ذلك شارك الرئيس الأمريكي جو بايدن، صباح أمس، في وارسو في لقاء بين وزير الخارجية والدفاع الأمريكيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن ونظيريهما الأوكرانيين.
إجلاء مزيد من المدنيين
في الأثناء، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يسعى لإجراء المزيد من المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الوضع في أوكرانيا ومبادرة لمساعدة السكان على مغادرة مدينة ماريوبول المحاصرة.
وقال ماكرون إنه ينسق جهوده مع اليونان وتركيا ويأمل في إقناع روسيا بالسماح بالإجلاء.
وماريوبول التي تقع في جنوب شرق أوكرانيا، والتي كان يسكنها 400 ألف نسمة قبل الحرب، من بين أكثر المدن الأوكرانية تضررا من القصف الروسي. ويُعتقد أن عشرات الآلاف من سكان المدينة ما زالوا محاصرين ولديهم القليل من الأغذية والكهرباء والتدفئة بعد أن تحولت المدينة حولهم إلى أنقاض.
و أعلنت روسيا أنها ستركّز من الآن فصاعدا على الشرق الأوكراني، مقرّة بمقتل 1351 من جنودها منذ بداية عمليتها العسكرية. وقال نائب رئيس الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي، إن «الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى للعملية أُنجزت».
المفاوضات بالغة الصعوبة
على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن المفاوضات مع روسيا «بالغة الصعوبة»، نافيًا التوصل إلى «تفاهم» مع موسكو في هذه المرحلة. وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن ثمة توافقًا بين موسكو وكييف على أربع نقاط في المفاوضات من أصل ست.
وقال المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي للصحفيين «في ما يتعلق بالنقاط الثانوية فإن المواقف تتلاقى، ولكن بالنسبة إلى النقاط الرئيسية فإنها في الحقيقة تراوح مكانها»، حسبما نقلت عنه مصادر إعلامية روسية.
أوديسا بعد ماريوبول
وتحدثت تقارير عن تحقيق القوات الروسية نجاحات كبيرة في الأيام الماضية، خلال تقدمها صوب مدينة ماريوبول الساحلية، وثمة معلومات غير مؤكدة عن تراجع القوات الأوكرانية إلى داخل المدينة.
لكن سقوط ماريوبول في أيدي القوات الروسية، الذي وصفه الموقع الإخباري الأمريكي بشبه المؤكد، يعني أن موسكو أصبحت تسيطر على 80 بالمائة من الساحل الأوكراني، مما يمهد الطريق لجيشها صوب مدينة أوديسا الإستراتيجية، نظرا لوجود ميناء هام فيها.
الحرب بعيدة عن النهاية
ويقول خبراء أن المحادثات بين الطرفين مستمرة، لكن من غير المرجح أن تسفر عن شيء في الوقت الراهن، فكلا الجانبين يعتقد أن الوقت غير مناسب للوصول إلى تسوية، فموسكو لم تحقق قواتها انتصارات هائلة تجبر أوكرانيا على الاستسلام، وكييف من جانبها، ترى أنها تحقق تقدما في القتال بما لا يدفعها إلى تقديم تنازلات كبيرة، وهو ما يعني أن الحرب بعيدة عن النهاية.