انطلقت، أول أمس، فعاليات ملتقى وطني حول الشهيد العقيد لطفي واسمه الحقيقي «دغين بن علي»، قائد المنطقة الخامسة خلال ثورة التحرير الجزائرية، الذي نظّمته المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، وحضره وزير المجاهدين وذوي الحقوق ووالي ولاية بشار.
يأتي الملتقى الذي احتضنته، الخميس، جامعة طاهري محمد ببشار، على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة أساتذة وباحثين في مجال التاريخ، من أربعين جامعة جزائرية، في إطار احياء الذكرى الـ 62 لاستشهاد العقيد لطفي والرائد فراج ورفاقهما في معركة خلدها التاريخ بجبل بشار في 27 مارس 1960.
قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، إنه على شباب اليوم مواصلة مسيرة بناء الوطن من خلال ما قدمه شهداء الثورة التحريرية من تضحيات.
وأضاف في كلمة ألقاها، أمس الجمعة، بمناسبة ذكرى استشهاد العقيد لطفي ورفاقه بجبل بشار «وإن كنّا اليوم نقف في الذكرى 62 لاستشهاد الرمز العقيد لطفي ورفقائه من الشهداء، حري بنا ونحن نعيش في مرحلة جديدة متميزة، وفي سياق وطني وإقليمي ودولي ذي خصوصية، أن نقرأ بعيون متفرسة ما يمثله هذا المخزون التاريخي من مضامين».
وتابع قائلا «إنه لمن الواجب أن يسمو الفهم ويعلو الإدراك لمستوى ونوعية التحديات القائمة، وأن يتم التحلي في مواجهتها، بذات الكفاءة التي واجه بها من نحيي ذكراهم اليوم في رفع تحديات استرداد السيادة الوطنية بالأمس».
وأردف «كما أهنّئ شباب الجزائر اليوم مشيدا بحيويته المتقدة حماسا، في حرصه على البقاء في تواصل مستمر بتاريخه ومدلولاته وأبعاده، مستمدا منه القوة والعزيمة للسير بثبات وشموخ الى المستقبل الواعد، مستلهما منها الدروس والعبر للإهتداء بها في بناء صرح الجزائر الجديدة».
وأشاد في ختام كلمته بالجيش الوطني الشعبي في حماية الوحدة الوطنية وتأمين الحدود بكل حزم واقتدار وكفاءة عالية.
وكان وزير المجاهدين قد وضع إكليلا من الزهور، وقرأ فاتحة الكتاب على روح العقيد لطفي ورفقائه رفقة والي السلطات المحلية وعدد من مجاهدي الولاية.
وأكد والي بشار محمد السعيد بن قامو، أن الولاية، «التي هي جزء من المنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية، والتي شهدت العديد من المعارك الطاحنة والاشتباكات والكمائن النوعية، تفتخر وتزهو باحتضان ترابها رفاة هؤلاء الشهداء العقيد لطفى والرائد فراج وأحمد بريك والزاوي الشيخ، الذين وهبوا أرواحهم لهذا الوطن العزيز، وعطروا هذه المنطقة بدمائهم الطاهرة في معركة غير متكافئة بجبل بشار، لتكتب أسماءهم من ذهب في سجل الخالدين على غرار من سبقهم أو لحق بهم على درب الشهادة.
من جهته، أكد رئيس المنظمة الوطنية الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، أن هذا الملتقى جاء لتجديد البيعة وترسيخ قيم الذاكرة الوطنية.
وفي نفس السياق، دعا مصطفى عبيد رئيس الملتقى إلى «كتابة التاريخ وإلى أن يعتز كل جزائري بالعقيد لطفي والرائد فراج، وكل هؤلاء الأبطال الذين يعتبرون من أبرز الشخصيات العالمية بناء على أن الثورة الجزائرية هي أعظم ثورة عالمية في التاريخ العالم المعاصر».
وتم بالمناسبة تكريم عائلات الشهداء ومجموعة من المجاهدين، كما أبرمت على هامش الملتقى اتفاقية تعاون في المجال التاريخي وحماية الذاكرة الوطنية بين مديرية المجاهدين والمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء.
من جهة اخرى، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، إنّ متحف بشار يعتبر من بين رموز الدولة لأنه شاهد على التاريخ، وأي متحف لا يتوفر على مادة تاريخية يعتبر فاقدا لمدلوله.
وأضاف خلال زيارته إلى متحف بشار «بأنه سوف يتم تدعيم هذا المتحف من خلال إعادة إنتاج وعرض أشياء وأدوات متحفية تتعلق بمنطقة بشار، بالتنسييق مع المتحف الجهوي والمتحف الوطني، لفرض طابعه اللازم كمعلم تاريخي يتم من خلاله استذكار مٱثر الثورة التحريرية.