تناول الكاتب والمؤرّخ الجزائري عمار بلخوجة في كتابه الجديد شخصية مؤسّس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري، لكن من منظور أعدائه والمعجبين به في كتابه التاريخي الجديد الصّادر هذه السنة عن المؤسّسة الوطنية للنشر والإشهار «أناب والموسوم بـ «الأمير عبد القادر الأعداء والمعجبين».
يعتبر كتاب الأمير عبد القادر الأعداء والمعجبين وثيقة بحثية أخرى، تضاف إلى آلاف الكتب والمقالات التي تحدثت ومازالت تتحدث عن الرجل الذي كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المقاومة الشّعبية، وأيضا في مجال العلم والثقافة والدبلوماسية وفنون القتال والاستراتيجيات، وفي السياسة والتصميم والحوكمة والتيسيير.
ومن أجل تسليط الضّوء على شخصية الأمير عبد القادر، من خلال ما كُتب عنه في حياته وبعد موته، تحوّل الكاتب والمؤرّخ عمار بلخوجة إلى صحفي محقّق، اعتمد في بحثه الدقيق على العديد من الوثائق التاريخية والكتابات والرسائل، حسب ما جاء في تقديم البروفيسور مصطفى خياطي للكتاب.
وتطرّق المؤلف إلى حياة ومسيرة الرّجل من عدة جوانب، مركّزا على خصاله النبيلة ونواهيه المتعددة ورؤيته السديدة، وأيضا على احترام الغير له وعلى رأسهم أعدائه من المستعمرين الفرنسيين أمثال الجنرال «بيجو». كما حاول الكاتب تصويب الكثير من الأقاويل الخاطئة التي تناولت شخص الأمير عبد القادر، والتّشوّهات الحقيرة التي طالت اسمه وصورته سواء في الماضي أو في الحاضر القريب..
وجاء كتاب «الأمير عبد القادر الأعداء والمعجبين» باللغة الفرنسية في 159 صفحة، حمل فيه عمار بلخوجة الكثير من المعلومات حول مهارات الأمير في شتى المجالات، حيت تناول الفصل الأول بعنوان «مرافقون ومساعدون» خطط فرنسا الاستعمارية من أجل تفرقة الجزائريّين وطمس هويتهم وتاريخهم والاعتماد في ذلك على الحركى والملاك الموالين لها..
وتطرّق بلخوجة في الفصل الثاني إلى ما قالوه عن الأمير عبد القادر «معتمدا في ذلك على عدد من السير الذاتية» التي كتبت عنه، خاصة من طرف الاعداء الذين اعترفوا بالرغم عنهم عن شجاعته وحركته السياسية والحربية وغيرها.
وعرج الكاتب في الفصل الثالث، والذي حمل عنوان «محطات تاريخية» على ما حاول المستعمرون الفرنسيين طمسه من تاريخ الرجل، وتداركه لاحقا باحثون ومؤرخون جزائريون وأجانب منصفين بذلك مؤسس الدولة الجزائرية.
وجاء في الفصل الرابع بعنوان «الأمير عبد القادر والثروة» حديث عن الانتصارات العسكرية للأمير عبد القادر وخيبة الجيش الفرنسي، وعبد القادر الذي لا يهزم ولا يذل ولا يضعف، الأمير عبد القادر رجل استراتيجيات حرب ومطور الثورة وغيرها من المحطات الأخرى.
وفي سياق متصل، تناول المؤلف حياة الأمير عبد القادر، وتاريخ المقاومة الشعبية في الجزائر بين الماضي والحاضر، الكتاب متواجد بجناح المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار «أناب» بالمعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ 25 بقصر المعارض الصنوبر البحري.