دخلت الدول الأوروبية والأسيوية الموجة الخامسة من جائحة كورونا، وينتظر أن تصل الجزائر في غضون الاشهر القليلة المقبلة، حسبما أفاد به رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في الدكتور لياس مرابط هذا التصريح لـ «الشعب».
أكّد الدكتور مرابط أن الجزائر لن تكون في منأى من المتحور أوميكرون، بل قد يكون هناك متحورات جديدة، وذلك على ضوء المؤشرات الوبائية التي سجلت في فرنسا، ألمانيا ودول من آسيا على غرار الصين (البلد المنشأ لفيروس كورونا)، وقد تأتي العدوى القادمة من هذا البلد الذي عاد منحنى الإصابات به الى الارتفاع.
ويبدو ـ حسب مرابط ـ مؤشر الموجة الخامسة من الجائحة واضحا، قياسا إلى الارتفاع في عدد الإصابات التي سجلتها فرنسا ـ على سبيل المثال ـ خلال الأسبوع الفائت، والتي بلغت 90 ألف إصابة بالمتحور (بي ـ اي 2) بزيادة قدّرت بـ 36 بالمائة مقارنة عن الأسبوع الذي قبله، وشهدت ألمانيا نفس عدد الإصابات تقريبا بسبب نفس النسخة من المتحوّر.
التّلقيح إجباري
يرجع سبب عودة ارتفاع عدد الاصابات بالمتحوّر أوميكرون إلى لجوء الدول الاوروبية الى الفتح المفاجئ لكل النشاطات والتظاهرات المختلفة الرياضية والثقافية، وبالتالي عادت حركة النقل الى نشاطها العادي، قرار اعتبرته منظمة الصحة العالمية «متسرّع جدا» و»مفاجئ»، في حين أن الوضع الوبائي يحصي إصابات يومية، وإن كانت قليلة.
وأشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية التي أعلنت عن ظهور الفيروس، وقدّمت بروتوكولات تمّ تكييفها حسب تطور الوضع الوبائي، لم تعلن عن نهاية الجائحة، بل بقيت توصي بالاستمرار في اليقظة وتوخي الحذر والالتزام الاجراءات الوقائية، كما أنّها لم توص برفع القيود نهائيا بل بصورة تدريجية، وأنّ ما قامت به الدول الأوروبية مبادرة منها بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
الرفع الكلي للقيود الذي قامت به الدول الاوروبية، جاء بعد أن حقّقت نسبة تلقيح لسكانها تفوق 75 بالمائة لدى البعض، وتصل إلى 90 بالمائة لدى البعض الآخر، كما أن عدد الوفيات تراجع بشكل كبير، مقارنة بالموجة الاولى والثانية من الجائحة، لكن في الجزائر نسبة التلقيح في حدود 35 بالمائة، كما أن العملية متوقفة حاليا، وهناك عزوف عن التطعيم عدا الأشخاص المسافرين إلى الخارج، أو المصابين بالأمراض المزمنة.
تشديد الإجراءات بالمطارات
فيما يتعلق بفتح المجال الجوي، وعودة الرحلات خاصة الى فرنسا، فإنّه لا بد من تشديد الاجراءات على مستوى المطارات، ويقترح مرابط في هذا الصدد أن يتم تطبيق الحجر الصحي على القادمين من أوروبا خاصة البلد المذكور آنفا، لأنّه حتى وان كان القادم الى بلادنا ملقحا ويملك جوازا صحيا، فإن هذا لا يمنع أن يكون حاملا للفيروس، كما حدث عند تسجيل الحالات الأولى من المتحور أوميكرون، ويرى أن هذا الاجراء ضروري جدا بالنظر الى التطور الاخير للوضعية الوبائية في اوروبا وآسيا، خاصة الصين لأنه يتوقع أن تاتي العدوى المقبلة من هذا البلد.
أكّد مرابط على أن الجزائر ما تزال تحت الخطر بسبب العزوف عن التلقيح، ولذلك لا بد من أخذ قرار في اعلى السلطات لجعله «إجباريا»، خاصة في بعض القطاعات التي يوجد فيها اتصال مباشر بالمواطنين، يأتي في مقدّمتها قطاع الصحة، الذي ما يزال العاملون فيه متردّدين في أخذ جرعات اللقاح، بالاضافة الى الحماية المدنية..لأنّ أخذ اللقاح يحمي من التعقيدات، فلولاه لما استطعنا القضاء على مرض السل الذي كان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي يفتك بالجزائريين.
ومن جهة أخرى، فإنّ التطعيم علاوة على أنه يمنع حدوث تعقيدات، تصبح كلفة علاج المصابين بالفيروس أقل، لأن علاج المصاب يكون أسهل ولن يضطر للمكوث في المستشفى أو في البيت طويلا.