أكد الأستاذ عمار طالبي، رئيس لجنة إغاثة غزة، أن المقاومة الفلسطينية، أسقطت كل الرهانات الإسرائيلية ومن يسير علي درب هؤلاء، وهذا بفضل الوقوف بحزم لكل من يعتقد بأن القطاع مفتوح أو لقمة سائغة.. بالنسبة للبعض.. وأولى مؤشرات هذا الصمود الاستثنائي والتاريخي، هو عدم قدرة الإسرائيليين على أخذ شبر واحد من غزة.. وما زاد في أوج عنفوان هذه المعركة، دخول المقاومة مرحلة الآداء النوعي في مقارعة العدوّ وتلقينه دروسا لا ينساها أبدا.. من خلال إستعمال امكانيات عسكرية أذهلته من طائرات بدون طيار، صواريخ بعيدة المدى، متفجرات مضادة للدبابات والجرافات وحاملات الجند.. ناهيك عن الخسائر التي تكبدها الجيش بشريا وماديا.. هذا كله أخلط أوراق العسكريين الإسرائيليين الذين يريدون الإنسحاب الفوري من هذا الجحيم الذي أوصلهم إليه نتنياهو.
كما كشف الأستاذ طالبي أن العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة أفرز حقائق سياسية ملموسة منها وحدة الفصائل الفلسطينية تجاه خيار مقاومة العدو، وفرض مطلب رفع الحصار، وفتح المعابر.. وهذا عن طريق إجبار العديد من الأطراف على إدراج ذلك الصمود الأسطوري ضمن حساباتهم السياسية الحالية من خلال الاجتماعات الماراطونية التي تعقد في أكثر من عاصمة من أجل بحث ما يجري.. بعدما تلاشت كل الأهداف التي حددها الصهاينة.. وفشلت فشلا ذريعا في الميدان.
فبعد أكثر من عشرين يوما من الإجتياح البري، تأكد الأمر لدى “القادة” السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بأنهم في طريق مسدود.. ولا مخرج لهم من هذا المستنقع سوى دعوة حلفائهم لإنقاذهم وإخراجهم مما وقعوا فيه.
كما أنهم شعروا حقا بالتصدي المبدع للمقاومة، بمنعهم تحقيق أهدافهم المسطرة.. واعتبار المقاومة طرفا مهما وحاسما في أي حلّ مرتقب ما بعد هذا العدوان الوحشي.. في التفاوض معها وفق منطق آخر يختلف إختلافا جذريا عن سابقيه، بمعنى نحن اليوم بعيدون كل البعد عن ذهنية الإملاءات التي اعتدنا عليها في الماضي بدليل أن المقاومة رفضت رفضا مطلقا المبادرة التي كانت أحادية الجانب في اقتراحاتها، ولم ترتق إلى الرغبات العميقة من أجل تسوية عادلة تأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في الواقع.. وبفضل قوة حضور المقاومة إضطرت الأطراف المعنية إلى مراجعة النسخة المعنية بالهدنة.. وهذا بادخال تعديلات عليها لا تلحق الضرر والإجحاف في حق الفلسطينيين.
ويرى الأستاذ طالبي بأن المقاومة في غزة، غيّرت كليا من المفاهيم السائدة وكشفت الوجه الحقيقي لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.. وكل الدلائل، تشير إلى ذلك.. من قتل أكثر من ١٠٠٠ فلسطيني في غزة والآلاف من الجرحى، وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس.. هذا كله يؤدي إلى القول بضرورة إحالة مجرمي الحرب من القادة الإسرائيليين على المحاكم الدولية لمحاسبتهم على ما اقترفوه من أعمال إبادة ضد الأبرياء والعزل.
هذا كله أفضى إلى لمس مؤشرات توحي بأن مرحلة ما بعد العدوان ستكون قاسية جدا على الكيان الصهيوني بعد كل هذه المجازر التي ارتكبها ضد العائلات الفلسطينية التي أبادها عن آخرها في بعض الأحياء كالشجاعية وما جاورها.. وكل الأدلة موثقة .. تدين بشدة هؤلاء الصهاينة.