طباعة هذه الصفحة

19 مارس 1962 فتح الأبواب لاسترجاع السيادة الوطنية

مناضلو فيـدرالية جبهـة التحريــر بفرنسـا أمّنـوا مكـان المفاوضـات

سهام بوعموشة

 

 

 

تطرق المجاهد بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا محمد غفير، المدعو موح كليشي، في مداخلته بمنتدى «الشعب»، أمس، إلى دور الجالية الجزائرية في دعم الثورة وخاصة مناضلي الفيدرالية في تأمين مكان انعقاد المفاوضات بإيفيان لحماية الوفد الجزائري المفاوض من الاغتيالات التي يمكن أن تطاله من منظمة الجيش السري الفرنسي الإرهابية.
أوضح غفير أن هناك أحداثا سبقت تاريخ عيد النصر 19 مارس 1962، حيث كانت هناك مباحثات إيفيان الأولى والثانية في مارس 1961 والتي تزامنت مع إنشاء منظمة الجيش الفرنسي السري الإرهابية في فيفري 1961 بمدريد ضد ديغول وجبهة التحرير الوطني والتي عملت على تعطيل هذه المفاوضات باغتيال رئيس بلدية إيفيان، لأنه وافق على عقد المفاوضات على تراب بلديته.
وأشار المجاهد، إلى أن إيفيان هي استمرار للمعركة التي قامت بها العمال الجزائريون بفرنسا في مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التي وصفها المؤرخون الفرنسيون بأنها معركة جبهة التحرير بباريس. واستؤنفت المفاوضات بين الطرفين في 20 ماي 1961 إلى غاية نهاية جويلية 1961، حيث غادر الوفد الجزائري الطاولة بسبب قضية فصل الصحراء عن الشمال.
وأضاف موح كليشي، أن ديغول طلب استئناف المفاوضات مع الحكومة المؤقتة في 28 أكتوبر 1961، حيث عينت قيادة الثورة تشكيلة الوفد المفاوض، مع تكليف رضا مالك كناطق رسمي رفقة محمد الصديق بن يحي، الذين أرسلوا إلى مدينة بال السويسرية قبل الانتقال إلى إيفيان. وكان شرط الوفد الجزائري الحديث عن وحدة التراب الوطني بصحرائه وقبل بذلك ديغول، خوفا من انتشار الثورة في عقر داره. وتواصلت المفاوضات إلى غاية وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.
وأوضح المجاهد، أن المفاوضات الحقيقية بين الوفدين الجزائري والفرنسي انطلقت في 1 مارس 1962 وتواصلت إلى 17 مارس 1962، على الساعة الخامسة و40 دقيقة. وبتاريخ 18 مارس تم التوقيع وحدد 19 مارس لوقف إطلاق النار على الساعة 12:00.
وأبرز موح كليشي دور مناضلي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في تأمين منطقة المفاوضات، لمنع أي عمل إرهابي لمنظمة الجيش السري الفرنسي، والذين جندوا على الحدود الفرنسية السويسرية، بالرغم من أن ديغول اتخذ إجراءات لضمان الأمن.
وأشار المتدخل إلى أن التاريخ الرسمي لـ19 مارس 1962 أصبح الفرنسيون يطلقون عليه تاريخ الذكريات لإخفاء الحقيقة وجرائمهم في الجزائر عن أبنائهم، وأطلقوا على شوارع وساحات 19 مارس 1962 نهاية حرب الجزائر.
وبحسب المجاهد، فإن عيد النصر يلخص مسار النضال الوطني من حزب الشعب الجزائري، إلى ثورة أول نوفمبر، مرورا بالمنظمة الخاصة وهي سلسلة للوصول إلى 19 مارس بعد 132 سنة من الاحتلال الفرنسي، مؤكدا أن 19 مارس 1962 فتح الأبواب لاسترجاع السيادة الوطنية. كما أبدى استياءه من أن الكتب التاريخية اليوم لا تشرح مغزى هذه المحطات التاريخية الخالدة في ثورتنا، مطالبا بإطلاق تسمية 19 مارس 1962 على الشوارع.
وتحدث غفير أيضا عن عبد الرحمان فارس، أول رئيس لحكومة روشي نوار ببومرداس، قائلا: «عبد الرحمان فارس كان معي في السجن مدة ثلاث سنوات، كان يعمل في البرلمان الفرنسي وفي نفس الوقت مع جبهة التحرير الوطني».
وأضاف: «كان يدخل حقائب الأموال بصفته نائبا في البرلمان ولما اكتشف أمره ألقي عليه القبض وبعد وقف إطلاق النار أخرج من السجن واقترح الجنرال ديغول اسمه لأنه مثقف ووافقت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية على ذلك».