طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد اليوميات الرمضانية للجالية المسلمة بكندا

أكثر من مليون شخص يحافظون على الشعائر الإسلامية وطقـوس الشهر الفضيـل

مراسلة «الشعب»: نسمة. ز

حمود بوعلام، عصير الرويبة وحلويات جزائرية تصنع التمايز

مع ارتفاع عدد المسلمين بكندا الذين يتجاوزون المليون نسمة، أصبح شهر رمضان الكريم معروفا لدى الكنديين اللذين كانوا يجهلون عاداته، طقوسه ودلالاته الدينية والدنيوية.
تغيير ذهنية الكندينين ومراجعتهم لأفكارهم ورآهم يعود ذلك لإرادة الجالية المسلمة المقيمة بكندا عامة والجالية الجزائرية خاصة التي أصبح لها حضور متميز في المجتمع الكندي ويمارسون شعائرهم وعادات خاصة بهم عند حلول هذا الشهر العظيم.
جل التجار الجزائريين الأصل واللذين أكثرهم يتمركزون في حي المغرب الصغير ويدعى (جون طالون)، يعملون كل ما بوسعهم لخلق جو خاص بهذا الشهر الفضيل المعروف بالتآزر والرحمة والتضامن والعمل الخيري والتقوى.
اتضح لنا هذا في الشارع الكندي الذي استدعى من «الشعب» القيام باستطلاع عن الأجواء الرمضانية في هذه المنطقة آخذين في الحسبان آراء وانطباعات جاليتنا والجالية العربية والإسلامية.
«لما ندخل أي محل، ننسى بتاتا أننا نبعد حوالي 8000 كلم عن الوطن الأم، كل البضاعة جزائرية من حمود بوعلام الشهير الى مشروبات رويبة الى خميرة نوارة. كم أصبحت بعيدة السنوات التي كان أوائل المهاجرين الجزائريين بكندا يبحثون عن ما يعرف بربطة الحشيش أو الفريك، كون كل تلك المنتوجات أصبحت متوفرة وبكثرة». هكذا لخص لنا من تحدثنا معهم وسألناهم عن أي نشوة لرمضان في بلاد الغربة؟ وكيف يستقبلونه أبناء جاليتنا؟
الحلويات الجزائرية هي الأخرى موجودة ومتوفرة بكل أنواعها ممثلة الجزائر أحسن تمثيل من أبراج الشرق إلى قريوش الغرب إلى عرايش العاصمة.
أما قلب اللوز من شتى أنواعه من المحشي الى قلب اللوز سرير الشهير والغني عن كل تعريف، دخل هو الآخر العالمية، خاصة وهو يغازل زلابية بوفاريك في جميع المحلات.
أصبحت هذه المأكولات التقليدية الجزائرية معروفة لدى الجالية المسلمة عامة لما أصبحت متوفرة وتباع في محلات تجارية كندية وعربية كمحلات «أميرة» المعروفة.
هذا ولا يلاحظ الاكتظاظ بالمحلات التجارية فقط، بل في شتى المساجد التي أصبح عددها ما يقارب الـ60 مسجدا في كندا، خمسون منها في مونتريال وحدها رغم عدم تغيير أوقات العمل والحرارة المرتفعة التي ميزت شهر رمضان هذه السنة.  إلا أن هذه الظروف لم تؤثر على الجالية الجزائرية والمسلمة من استقبال شهر رمضان كما يجب ومثلما هو مرحب به على الدوام.
يظهر هذا جيدا من خلال التوافد الكبير على المساجد لتأدية صلاة التراويح التي تمتد الى غاية منتصف الليل. رغم أن شهر رمضان بكندا أصبح متميزا بعاداته وطقوسه الا أنه هذه السنة مر بحزن عميق على الجالية المسلمة عامة والجزائرية خاصة لما يجري لإخوانهم بغزة. والكل يدعو من الرحمن الهام الصبر لإخواننا هناك.