بالرغم من الأخطار المحدقة بها، تبقى قوارب الموت تحصد آمال وأحلام وأرواح شباب صدّقوا في لحظة ضعف لمعان «أوروبا» جنة الذهب المفقودة، زادته مواقع التواصل الاجتماعي بريقا، يركبون البحر في ظلام دامس، ليرهنوا حياتهم بيد أفراد شبكات إجرامية لا ترى فيهم سوى ربح مالي يصنعونه على جثث شباب آمنوا بسراب كاذب.
مجموعة من هؤلاء المجرمين وقعوا في قبضة مصالح الأمن لولاية الجزائر لتظهر تفاصيل قضية قارب موت كان في رحلة موت درامية يحمل 14 شخصا، من بينهم 11 لفظوا أنفاسهم الأخيرة في عمق البحر بعد أن توقّف قاربهم الذي أبى مواصلة المغامرة الى أوروبا بسبب قِدم محركه. الضحايا الناجون والمفقودون تمّ الاحتيال عليهم من قبل مجموعة من تجار الموت يروّجون للهجرة غير الشرعية عبر البحر..
في تلك الرّحلة السرية باتجاه إحدى الدول الأوروبية، والتي لم تكمل طريقها، تمّ على إثرها إنقاذ 03 أشخاص، على بعد حوالي 50 ميلا في عرض البحر من قبل حراس السواحل. الناجون رصدوا لمصالح الأمن ما عاشوه من مخاوف خلال هذه المغامرة التي أسفرت عن فقدان 11 شخصا، ومن بين المعلومات المقدّمة من هؤلاء هي التبليغ عن أشخاص كانت مهنتهم المتاجرة في شباب يائس.
وفي إطار مكافحة جريمة الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، تمّ إيقاف هذه الجماعة الإجرامية المنظمة التي تحترف الإتجار بالبشر من قبل مصالح أمن ولاية الجزائر بالتنسيق مع النيابة المختصة إقليميا، حيث تمكّنت فرقة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمقاطعة وسط للشرطة القضائية من إلقاء القبض على 03 أشخاص من منظمي هاته الرحلة، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و40 سنة.
العملية حسب توضيحات مصالح الأمن، أسفرت عن حجز قارب صيد طوله 7.50 مترا وعرضه 2.10 متر، محركين بخاريين اثنين سعة 40 لترا لكل منهما، ثلاثة صدريات وثلاثة هواتف نقالة بوصلة.
وتمّ تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة عن قضية الاتجار بالبشر، تهريب المهاجرين ضمن جماعة إجرامية منظّمة، تدبير وتسهيل الخروج غير المشروع من التراب الوطني لشخص أو عدّة أشخاص من أجل الحصول على منفعة مالية، مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية وتعريض حياة الأشخاص للخطر.
وتبقى مصالح الأمن تسهر على وضع حدّ لمثل هذه الجماعات الإجرامية المنظّمة المختصة في المتاجرة بالبشر، ووضع حدّ لظاهرة الهجرة السرية عبر قوارب الموت.