سجلت جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، إقبالا كبيرا من الطلبة الحاملين شهادة البكالوريا للتسجيل فيها، نظرا لما توفره من تخصصات علمية تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، مما يسمح للطلبة المتخرجين بولوج عالم الشغل بكل سهولة دون الخضوع لتربص مسبق، حيث تتوفر جامعة هواري بومدين على خمسة تخصصات وهي الرياضيات والإعلام الآلي، علوم المادة، العلوم والتكنولوجيا، علوم الطبيعة والحياة، وعلوم الأرض والكون. علما أن تخصصي الرياضيات والإعلام الآلي وعلوم المادة يشملهما التوظيف الوطني.
وفي هذا الصدد، اقتربت جريدة «الشعب» من المشرفين على التسجيلات وتوجيه الطلبة الجدد بجامعة باب الزوار لمعرفة عدد المسجلين، وأهم التخصصات التي تشهد إقبالا من طرف الطلبة وعلى أي أساس يتم التوجيه، وكذا مدى توفر الإمكانات المادية والبشرية لاستقبال الطلبة الجدد في أحسن الظروف لإنجاح الموسم الدراسي 2014 - 2015، لاسيما ونحن في مرحلة استقبال الطعون التي تنتهي في 26 جويلية الجاري، لتنطلق التسجيلات النهائية ابتداءً من 02 لغاية 07 أوت الداخل، لمنح بطاقة الطالب والشهادة المدرسية، مع تواجد الديوان الوطني للخدمات الجامعية لإعطاء شروحات حول كيفية تكوين ملف المنحة والإيواء للطلبة الجدد.
كشف سعيد قطوش، مستشار بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، أن عدد الطلبة الجدد المسجلين بلغ 7596 مسجل، منهم 2760 في تخصص العلوم والتكنولوجيا، و2096 في علوم الحياة والكون، 690 مسجل في تخصص الإعلام الآلي والرياضيات، و755 مسجل في تخصص علوم المادة، و822 في تخصص علوم الأرض والكون والجيولوجيا، و473 مسجل في علوم الأرض والكون والجغرافيا.
وفي هذا الإطار، أوضح سعيد قطوش، أن هذا العدد يبقى مؤقتا وهو مرشح للارتفاع، لأن هناك من الطلبة مَن قاموا بعملية الطعن والتحويل، وآخرين قدموا من الولايات الداخلية ولم يسجلوا بصفة نهائية.
من جهته أفاد زين الدين العابدين بومليط، أحد المشرفين على عملية التسجيلات، أن الطلبة الذين تحصلوا على اختيارات خارج اختيارهم يسمح لهم بالطعن عبر موقع الجامعة الإلكتروني والذي يستمر لغاية 26 جويلية الجاري، مشيرا في حديث لـ»الشعب» أن المشكل المطروح سنويا هو إرسال الطلبة في تخصصات خارج الجزائر أي مكان إقامتهم، حيث يجد الطالب الساكن بالعاصمة نفسه في وهران، بينما يريد متابعة دراسته بالمدرسة التحضيرية لباب الوادي، لهذا يلجأون لطلب التحويل إلى جامعة هواري بومدين.
وفي هذه النقطة، قال محدثنا في هذه المرحلة لا يُسمح لهم القيام بالطعن والحل الوحيد هو طلب التحويل، مضيفا أن الطلبة الذين يتحصلون على معدلات أقل من معدل التخصص الموجود على مستوى جامعة باب الزوار، يتم إرسالهم إلى جامعتي بومرداس والبليدة وهذا ما يرفضه الكثير منهم، بالرغم من أن التخصص وطني، مؤكدا أن هناك عدد معتبر من الطلبة غير راضين عن توجيههم لرغبات أخرى، لأن جل الطلبة يريدون القيام بدراسات في تخصص الإعلام الآلي.
وثاني مشكل واجهته إدارة الجامعة، هو أن هناك حالات لطلبة لم يحسنوا ملء بطاقة الرغبات، ولهذا لم يجدوا أسماءهم قائلا: «لقد أكدنا مرارا على الاقتراب من الأبواب المفتوحة لتوجيههم، وهؤلاء الطلبة قاموا بملء استمارة الرغبات عبر الانترنت دون توجيه»، مضيفا أنه بعد ملء بطاقة الرغبات يتم توجيه الطلبة الجدد إلى المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بوادي السمار أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
زيادة على ذلك، فقد لمس المشرفون على عملية التوجيه إحباطا لدى الطلبة المتحصلين على معدل 10 من 20 والذين وجهوا إلى تخصص جغرافيا، رغم ما يوفره هذا الأخير من فرص التوظيف هذه السنة والعام القادم، بحكم وجود اتصال بين شركة سوناطراك وإدارة جامعة باب الزوار لتوظيف خريجي هذا التخصص، الذي يتمشى مع استراتيجية الدولة الجزائرية ومتطلباتها في مجال الشغل، بحسب ما أفاد به بومليط.
وفي هذا السياق دائما، أكد زين الدين العابدين بومليط، أن هناك عدد كبير جدا من الطلبة الجدد، الذين تم توجيههم إلى جامعة هواري بومدين هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، مبرزا في ذات الشأن المجهودات التي تبذلها إدارة الجامعة في السهر على إنجاح عملية التسجيلات لاستقبال الطلبة الجدد، بتوفير وسائل الإعلام الآلي، الإرشاد ومرافقتهم لغاية دخولهم في السنة الجامعية للفترة 2014 - 2015، وكذا توفير الأساتذة المؤطرين.
وبالموازاة مع ذلك، أوضح أن التوجيه يتم على أساس المعدلات وعدد المقاعد البيداغوجية، حيث عرف كل من تخصص الرياضيات والإعلام الآلي وعلوم وتقنيات، إقبالا من طرف الطلبة، مضيفا أن التوافد على هذين التخصصين مرده المزايا التي تسمح للطالب في أن يكون في عدة تخصصات مستقبلا، كما أنها بوابة لولوج سوق الشغل.
وبالمقابل، نوّه المشرف على عملية التسجيل بمبادرة كلية علوم الأرض في فتح تخصص جديد يدعى «ماستر أحواض»، وهذا بالتنسيق مع فرع «نفط» التابع لشركة سوناطراك، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى توظيف خريجي هذا التخصص مباشرة في هذه المؤسسة لمدة خمس سنوات، وهذا باتفاقية عقدت مؤخرا بين الطرفين.
7600 طالب جديد ونسعى لتوفير مقاعد بيداغوجية لهم
أوضح عبد المجيد عليش، مدير الدراسات بجامعة هواري بومدين، أن طرق التسجيل الإدارية والتربوية للطلبة الجدد خاضعة لمقاييس وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي في المنشور الذي يجدون صورة منه مرفقة ضمن البيان الذي يعطى للطلبة، مع كشف النقاط الخاص بالبكالوريا وذلك لتسهيل توجيههم للشعب التي لهم الحق في التسجيل فيها، مشيرا إلى أنه يجوز للطلبة الجدد غير الراضين عن تعييناتهم، الطعن عبر الانترنت، في حالة واحدة فقط وهي عدم التعيين في أيّ من الخيارات العشرة المعينة في بطاقة الرغبات.
وأضاف عبد المجيد عليش، أن رزنامة البرنامج الدراسي والفوج والبطاقة الجامعية تسلم للطلبة الجدد عند قيامهم بالتسجيلات النهائية لتفادي تأخرهم عن الدروس، مؤكدا أن إدارة الجامعة توقعت استقبال 4 آلاف طالب جديد، لكن العدد وصل إلى 7600 طالب، قائلا: «نسعى لتوفير مقاعد بيداغوجية لهم، لأن مؤسسة عمومية لا يمكنها رفض الطلبة الذين ترسلهم الوزارة الوصية»، مضيفا أنه سيتم إعادة النظر في رزنامة البرنامج الدراسي، بحكم أن عدد الطلبة الوافدين ارتفع.