طباعة هذه الصفحة

الذكرى 48 لتحطم طائرتهم

نصب تذكاري يخلد 15 صحفيا استشهدوا بالفيتنام

سهام بوعموشة

خلدت جمعية مشعل الشهيد، في إطار منتدى الذاكرة، أمس، الذكرى 48 لتحطم الطائرة التي كانت تقل الصحافيين 15 في مهمة قادتهم إلى الفيتنام، بحضور سفير الفيتنام بالجزائر وزملاء الشهداء الذين نجوا من الحادثة الأليمة، حيث كشف رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، عن التفكير في إنشاء نصب تذكاري بالجزائر عرفانا بتضحيات شهداء الواجب.

أكد سفير الفيتنام بالجزائر نيويان تناه فينه، أن زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين إلى الفيتنام سنة 1974، حملت رسالة دعم الشعب الجزائري لأخيه الفيتنامي الذي لم يدم على استقلاله سنوات قليلة، وعكست عمق العلاقات التاريخية بين البلدين التي تتقوى يوما بعد يوم.
وأبرز أن الشعب الفيتنامي ما يزال لحد الآن يستذكر هذه الحادثة الأليمة، مذكرا بالنصب التذكاري الذي أقيم في مدينة هانوي سنة 2002 بحضور الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة ويحمل أسماء هؤلاء الشهداء.
وأوضح السفير الفيتنامي، أن الطائرة التي كانت تقل هؤلاء الإعلاميين الجزائريين والفيتناميين، لم تتمكن من الهبوط بسبب ضيق المدرج وصغره، ليحاول الطاقم أن يرفع الطائرة مرة أخرى، لكنه اصطدم بالأشجار العالية وأدى إلى سقوطها على بعد أمتار من المطار العسكري لمدينة هانوي.
وفي مداخلة للرئيس المدير العام لجريدة المجاهد محمد كرسي، قال إن هذه الفاجعة الأليمة التي أصابت أسرة الإعلام يوم 8 مارس 1974 شكلت صدمة لكل الإعلاميين آنذاك، مضيفا أن هؤلاء الشهداء رافقوا رئيس الجمهورية المرحوم هواري بومدين في مهمة لتقديم الدعم للشعب الفيتنامي الذي تربطنا به علاقات تاريخية وطيدة.
وأكد على ضرورة استخلاص الدروس من هؤلاء الإعلاميين الذين خدموا وطنهم وحملوا رسالته والإستلهام من تفانيهم في العمل.
وقدم كرسي أسماء شهداء المهنة وهم صالح الذيب مقدم نشرة الأخبار، عبد الرحمان قهواجي صحفي بالتلفزيون الجزائري، محمود ميدات صحفي بالتلفزيون، مصطفى كبوب مصور بالتلفزيون الجزائري، عبد القادر بوهمية مصور بالتلفزيون، محمد بكاي مصور بالتلفزيون، لعرج بوطريف، رابح حناد ملتقط صوت بالتلفزيون وسبتي مواقي من التلفزيون الجزائري.
 إضافة إلى اثنين من وكالة الأنباء الجزائرية أحمد عبد اللطيف صحفي ومحمد طالب مصور وممثلي عن الصحافة المكتوبة المصور بجريدة الشعب محمد صحراوي وطيب حركات وجيلالي جدار ومحمد عطا الله من خلية الإعلام برئاسة الجمهورية و9 فيتناميين، فيما نجا ثلاثة صحفيين جزائريين الذين كانوا مكلفين بتغطية الزيارة.
وقد أصر الرئيس بومدين على أن يستقبل بنفسه جثامين الضحايا في مطار الجزائر الدولي.
قدم الصحفي بالتلفزيون الجزائري سابقا محمد ملايكة، الذي كان من المفترض أن يسافر في تلك الرحلة، شهادته قائلا: «إتصلت إدارة التلفزيون بمنزلي وطلبت من زوجتي إحضار جواز السفر قبل الساعة 14:00 زوالا، لكن زوجتي نسيت أن تخبرني وعلمت بذلك بعد يوم من ذلك، لكن الوقت تأخر واستبدلت بزميلي المرحوم صالح الذيب الذي كان يتمنى زيارة الفيتنام».
وأضاف، أنه عندما سمع الحادث أصيب بصدمة شديدة ولام نفسه، لأن زميله توفي بسببه قائلا: «دخل علينا مدير التلفزيون شريّط في حالة يرثى لها لا يمكن تصور ذلك المشهد، طلب منا وبأوامر من الرئيس بومدين إخبار عائلة الضحايا قبل بث الخبر في التلفزيون». وأشار ملايكة، إلى أن الصحفي إبراهيم بلبحري هو من قرأ خبر وفاتهم التي كانت أكبر صدمة عرفها التلفزيون الجزائري.
وقال رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، إن الجزائر فقدت خيرة الإعلاميين في الصحافة المرئية والمكتوبة، وأنه من واجبنا أن نبقى أوفياء لكل من خدم الذاكرة. كاشفا عن أن جمعيته بصدد التفكير في إنشاء نصب تذكاري بالجزائر، عرفانا بتضحيات شهداء الواجب، قائلا: «نحن في اتصال مع السلطات لتدشين هذا النصب التذكاري الذي يخلد أسماءهم بمناسبة الذكرى 50 لهذه الحادثة الأليمة».
للإشارة، فقد كرم كل من السفير الفيتنامي والصحفي محمد ملايكة وعائلة الصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية أحمد عبد اللطيف وزميله المصور محمد طالب.