جسر نحو المستقبل ومشاريع واعدة للارتقاء بسيرتا
يشرع، اليوم، الوزير الأول عبد المالك سلال، في زيارة عمل الى قسنطينة يتفقد خلالها العديد من المشاريع الثقافية والتنموية، وهذا قبل أشهر قليلة على انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 .
ومن أبرز المنجزات التي تطبع هذه الزيارة، تدشين الوزير الأول للجسر العملاق أو «الجسر العابر للرمال «، وهو من أهم المنشآت التي تدخل ضمن مشاريع فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من أجل بعث نهضة حقيقية لولاية قسنطينة التي يزمع أن تصبح قطبا جهويا عملاقا لمدن الشرق الجزائري في المستقبل القريب.
ويأتي هذا الجسر الذي أطلق عليه تسمية «جسر الاستقلال» في مرحلة هامة، كانت فيها مدينة قسنطينة تنتظر ولمدة سنوات مشروعا عمليا لفك الخناق اليومي عن وسط المدينة وتسهيل سيولة حركة المرور أمام المركبات بمختلف أصنافها، انطلاقا من الجهة الغربية للمدينة ووصولا إلى أعالي سطح المنصورة ومنطقة جبل الوحش ومن ثمة الارتباط بالطريق السيار شرق -غرب، عبر النفق المؤدي الى سكيكدة، عنابة وولاية الطارف شرقا.
ولعل ما يميز هذا الجسر العملاق الذي يدخل الخدمة اليوم وتابع أشغاله القسنطينيون عن كثب لمدة تجاوزت الثلاث سنوات، كونه تحفة فنية فريدة من نوعها وبهذا الحجم أنجزت حتى الآن في قسنطينة والجزائر قاطبة، خاصة وأن مدينة قسنطينة تتميز بتضاريسها الوعرة ووقوعها على ضفتي وادي الرمال العتيق ،وأن الجسور الثمانية ،التي بنيت بداية القرن الماضي لم تعد كافية لتنظيم سيولة مرورية تخفف الضغط عن وسط المدينة مما دفع بالسلطات بالتفكير في إقامة مشروع ضخم يحقق ما لم يتحقق بعد 50 سنة من الاستقلال، ويضفي على قسنطينة روعة وجمالا، باعتبارها المدينة التي تتميز بمعالمها الطبيعية والحضارية حيث ينتظر أن تعود لها أهميتها السابقة كقطب سياحي بعد تحقيق العديدة من المشاريع السياحية والثقافية وهي تستعد لاحتضان تظاهرتها كعاصمة للثقافة العربية.
وتجدر الإشارة أن هذا الجسر العملاق الذي كلف الخزينة العمومية أكثر من 19 مليار دينار انطلقت به الأشغال في 15 سبتمبر 2010 وأستمر به العمل لمدة 47 شهرا، حيث أوكلت مهمة انجازه الى الشركة البرازيلية «أندرادي غوتيرز» بالشراكة مع مكتب الدراسات الدولية «كووي» ومتابعة تقنية ل «دار الهندسة «، وهو عبارة عن تحفة فنية منجز بالخرسانة المسلحة ومدعوما بالكوابل، يبلغ طول الجسر الرئيسي 765مترا بعرض يفوق 27 مترا، إضافة الى 370 مترا كجسور فرعية، كما يتضمن طريقين لحركة السيارات وأرصفة للراجلين، وقد أقيم على دعائم عملاقة بلغت أطولها 136 مترا وهو يتميز بضمان أقصى تقنيات السلامة والأمن من خلال دعائم وركائز استخدمت فيها كل التقنيات الحديثة التي تتكيف مع تضاريس الأرضية الوعرة ومن ثمة مقاومة الزلازل والرياح العاتية التي تتميز بها مدينة قسنطينة خلال موسم الشتاء، مع التذكير أن طول المشروع بتوابعه ولواحقه ابتداء من ساحة الأمم المتحدة بوسط المدينة مرورا بوادي الرمال وطريق باتنة ووصولا الى سطح المنصورة، ومن ثمة الارتباط بالطريق السيار يبلغ طوله الإجمالي أكثر من 04 كيلومتر.
وإذا كان الجسر العملاق يعتبر من أهم المنجزات التي يقف عندها عبد المالك سلال فإن محطات أخرى، برمجت لزيارة الوزير الأول، منها، تفقد مشروع قاعة الحفلات بعين الباي والتي تدخل ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 ،و تدشين كل من المدينة الجامعية الجديدة بعلي منجلي، وكذا مجمع خزانات المياه الصالحة للشرب بحي القماص، بعدها يزور المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي كل من نزل «ماريوت»، وإطلاق مشروع تهيئة وادي بومرزوق، وحضور حفل توزيع حصة من السكنات الاجتماعية.