سيكون فريق شبيبة الساورة، الأحد المقبل، على موعد لبعث حظوظه من جديد للتنافس على بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس الكونفديرالية الأفريقية لكرة القدم، وبلوغ هذا الدور لأول مرة في تاريخ مشاركات «نسور الصحراء» بالمنافسات القارية، حين يستقبل متصدر المجموعة الثانية اتحاد طرابلس الليبي في ديربي مغاربي واعد يحتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي.
أضحى فريق شبيبة الساورة مجبرا على الفوز بلقاء الجولة الرابعة من كأس الكونفديرالية الأفريقية لكرة القدم، قصد تعبيد الطريق لضمان تأهل تاريخي إلى الدور ربع النهائي، بعدما تمكن أصحاب الزي الأصفر والأخضر من العودة من بعيد أمام فريق روايال ليوباردز الايسواتيني خلال الجولة الثانية من دور المجموعات، التي تمكن من خلالها أبناء مدينة بشار تحقيق أول فوز لهم منذ انطلاق هذا الدور، بنتيجة هدفين نظيفين بملعب 5 جويلية الأولمبي.
بعدها تمكن رفقاء هداف الفريق بلعيد حميدي من الرجوع إلى أرض الوطن بنقطة ثمينة أمام المتصدر اتحاد طرابلس الليبي، حين فرضوا عليه التعادل بنتيجة هدف في كل شبكة، جعل الشبيبة تحتل الصف الثالث في المجموعة الثانية بعد مرور ثلاثة جولات، مركز لا يعكس الأداء القوي الذي ظهر به رفقاء القائد عادل بوشيبة، منذ انطلاق المنافسة، لكنه وضع كتيبة المدرب التونسي قيس يعقوبي أمام الأمر الواقع بضرورة تحقيق فوز جديد، لضمان تأهل إلى الدور المقبل على الأقل في المركز الثاني بالترتيب العام للمجموعة الثانية، وتفادي تذوق ثاني هزيمة بالدور الحالي بعد الأولى التي تكبدها الفريق خلال لقاء الجولة الأولى أمام فريق أورلوندو بيراتس الجنوب أفريقي.
مغادرة «الكوادر» لم تؤثر على الفريق
شبيبة الساورة فقدت أقوى عناصرها، نهاية الموسم المنصرم، لكنها لم تتأثر وبقيت تقدم في مستويات راقية، حيث رحل عنها القائد السابق المخضرم سيد علي يحيى شريف الذي عاد لفريق القلب رائد القبة، بعد 4 مواسم بالفريق، وكذا هدافيه بلال مسعودي وحمزة زايدي حيث انتقل الأول إلى الاحتراف بالقارة العجوز من بوابة فريق كورتريه البلجيكي، فيما أن الثاني التحق بفريق مولودية الجزائر في ثاني تجربة له خارج أسوار فريق شبيبة الساورة بسن الـ 31 عاما، في حين أن الظهيرين عبد القادر بن صالح وبديله أوسامة قدور غادرا الفريق باتجاه كل من جمعية الشلف وأولمبي المدية، والظهير الأيمن المخضرم أوسامة مداحي كان آخر المغادرين خلال الميركاتو الشتوي المنصرم باتجاه فريق نصر حسين داي.
الوافدون الجدد واللاعبون الذين تمت ترقيتهم من الأصناف الدنيا لفريق شبيبة الساورة، يبحثون عن البروز بألوان النسور وكتابة اسمهم بأحرف من ذهب بتاريخ الفريق، والعمل على التألق ولفت أنظار مناجيرة الفرق الأجنبية لمحاولة مغادرة النادي، الصيف المقبل، مثلما فعلها زميلهم مسعودي، الموسم المنصرم.
إدارة الفريق تحت قيادة رئيس النادي محمد زرواطي تبحث عن تحقيق أهداف جديدة في المنافسات القارية، خصوصا أن أبناء الصحراء يشاركون لأول مرة في كأس الكونفديرالية الأفريقية، منذ تأسيس الفريق سنة 2008، بعدما مثلوا الجزائر في مناسبتين بمنافسة رابطة الأبطال الأفريقية، أين غادروا في أول مشاركة لهم من الدور التمهيدي الأول أمام إينيغو رانجيرس النيجيري بعد التعادل ذهابا وإيابا بنتيجة (0 - 0) و (1 - 1)، فيما بلغوا في المناسبة الثانية دور المجموعات وغادروا المنافسة منه، بعدما أوقعتهم القرعة مع كبار القارة في مجموعة الموت، رفقة نادي القرن الأهلي المصري وسيمبا التانزاني وفيتا كلوب الكونغولي، وهو الدور الذي أنهاه الفريق في المركز الثالث حينها برصيد 8 نقاط من فوزين وتعادلين، بفارق نقطة وحيدة عن فريق سيمبا التانزاني.
آداء قوّي للموسم الثاني على التوالي
من جهة أخرى، يحقق شبيبة الساورة موسما قويا للموسم الثاني على التوالي، حيث أنهى الاختبار المنصرم في المركز الثالث بالترتيب العام للرابطة المحترفة لكرة القدم خلف البطل شباب بلوزداد ووصيفه وفاق سطيف، وهو ما سمح للنسور من المشاركة هذا الموسم في كأس الكونفديرالية الأفريقية، ويلعب الموسم الجاري بنفس الروح التي خاض بها الموسم المنصرم، حيث يحتل المركز السادس عند كتابة هذه الأسطر مؤقتا، برصيد 33 نقطة وبفارق 9 نقاط عن البطل الشتوي فريق شباب بلوزداد متصدر البطولة للموسم الراهن، لكن تنقصه مواجهتين الأولى لعبت، أمس، بملعب طاهر زوقاري بمدينة غليزان، ضد السريع المحلي لحساب تسوية رزنامة الجولة 18، والثانية لم يتم تحديد تاريخها ضد فريق اتحاد بسكرة عن الجولة 19، وهو ما قد يسمح لرفقاء المايسترو ملال بن عمار من العودة إلى وصافة ترتيب الرابطة المحترفة.
في ذات السياق، مرت شبيبة الساورة إلى دور المجموعات من كأس «الكاف» بعد إقصاء نادي كونكورد الموريتاني في الدور التمهيدي الثاني، أين تمكنت من فرض التعادل بهدف لمثله بنواقشوط قبل أن تطيح به في مواجهة العودة بهدفين لواحد، لتبعد فريق هيرت أوف أوك الغاني من السباق في الدور ثمن النهائي مكرر بعد الفوز بنتيجة (4 - 2) بمجموع المواجهتين، وهو ما سمح لممثل الجزائر الوحيد في كأس الكونفديرالية الأفريقية من العبور إلى دور المجموعات.
يذكر، أن شبيبة الساورة ستخوض، الأحد المقبل، مواجهتها القارية رقم 20، وهو ما يسمح لها من دخول قائمة أكثر الفرق الجزائرية خوضا للمباريات القارية، متفوقة على فرق عريقة صنعت تاريخ كرة القدم الجزائرية، على غرار شبيبة بجاية واتحاد الحراش ومولودية قسنطينة ووداد تلمسان واتحاد بلعباس.