إلتفاتة طيبة تلك التي اتخذتها وزارة الاتصال، ليلة الأربعاء الماضي، بتكريمها لوجوه إعلامية وأقلام وأسماء نسوية رائدة في مجال الصحافة والإعلام، حيث سجلن حضورهن القوي في مهنة المتاعب وفرضن وجودهن بقوة في مجال، طالما احتكره الرجل، هذا منذ ثورة التحرير الوطني، ليعززن الصفوف مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية والشروع في معركة البناء ليمهدن بذلك فرصة الأمل وطريق العمل أمام أجيال وأجيال من الإعلاميات الأخريات.
وقال وزير الاتصال، حميد قرين، في كلمته خلال حفل التكريم الذي احتضنه فندق الأوراسي، بحضور 5 وزيرات، ووزير الإعلام الأسبق محمد لمين بشيشي، إلى جانب وجوه إعلامية معروفة ومدراء مؤسسات إعلامية عمومية وخاصة، أن «الصحفيات الرائدات عملن منذ الساعات الأولى للاستقلال، بل بعضهن دخلن عالم الصحافة منذ فجر الثورة التحريرية، في الوقت الذي لم يكن يخطر على بال أحد أن تكون المرأة صحافية».
واعتبر حميد قرين، أن الصحفيات المكرمات لسن عميدات الصحافة الجزائرية بامتهانهن الصحافة، فحسب بل تفوقن في العديد من المرات على الرجال».
وأضاف قرين أن عميدات الصحافة الجزائرية « امتهن الصحافة في الوقت الذي كانت فيه الجزائر مقبلة على مسيرتها التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ورافقن بكل احترافية والتزامهن جميع المراحل التاريخية لبلادنا، وأسسن لولوج أجيال عدة من النساء لعالم الصحافة والإعلام السمعي البصري والمكتوب».
وقد خص التكريم وجوها إعلامية خاضت بامتياز تجربة السمعي البصري والصحافة المكتوبة، وكذا الكتابة والأدب وفن التصوير والإخراج، وهن كل من الوزيرة السابقة والإعلامية والكاتبة زهور ونيسي والإعلاميات: حنيفة بلعزوق وباية الهاشمي وميمي مزيز وليلى بوكلي ومليكة بلكحلة، وكذا المصورة الصحفية لويزة جدايدية.
وأشادت السيدات المكرمات بالالتفاتة الطيبة هذه، معتبرين إياها بمثابة اعترافا بنضال المرأة الجزائرية الصحفية وتضحياتها في سبيل الواجب الوطني وكتابة تاريخ الصحافة الجزائرية.
وقالت في هذا الشأن، الإعلامية والكاتبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي «انه تكريم جميل لأول مرة لعميدات الصحافة الجزائرية، أرجعها وزميلات المهنة بالذاكرة إلى بداية الإعلام وبداية الصحف الثورية التي كانت تحارب الاستعمار الفرنسي ومشاركة المرأة في الكتابة بها، مضيفة أن المرأة الجزائرية اقتحمت بقوة مجال الإعلام بعد الاستقلال مباشرة مع تأسيس الصحافة المكتوبة وتعريب جريدة الشعب وإنشاء مجلة الجزائرية.
واعتبرت ونيسي تجربة الإعلاميات الرائدات بمثابة تراكم كبير للخبرة، يؤسس للإعلام الحديث الذي يمتهنه اليوم شباب وشابات في تواصل للمسيرة لكن برؤية تقنية وحداثية. كما دعت جيل اليوم للتواصل مع جيل الأمس والاستفادة من حنكته وخبرته في المجال مذكرة أن الإعلام سيف ذو حدين يستلزم الاحترام والإتقان والمصداقية في نقل المعلومة وإبداء الرأي.
وعبرت من جهتها، ليلى بوكلي المديرة العامة للقناة الثالثة سابقا، عن فرحتها بهذا التكريم الذي كان فرصة طيبة لها بلقاء زملاءها وزميلاتها في المهنة قائلة «نرجو أننا ساهمنا في فتح الطريق أمام الأجيال الحالية والقادمة من الصحفيين والصحفيات الشباب» ناصحة إياهم بالسهر على اكتساب ثقافة عامة كبيرة، وعدم التشتت في محاولة التخصص في كل المجالات.
وأعابت بوكلي اليوم على ما يشهده القطاع من نقص في الاحترافية التي تحاول الوزارة الوصية جاهدة لمعالجتهن مرجعة الأسباب إلى نقص التكوين من جهة وضعف الإرادة الشخصية في اكتساب الخبرة لدي الصحفي الشاب من جهة أخرى.
وقالت من جهتها الإعلامية ميمي مزيز، أنها ترى في هذا التكريم تتويجا لجهود كل رائدات وعميدات الصحافة الجزائرية وأنه نوع من العرفان للجهود الجبارة التي قدمنهن خلال مزاولتهن المهنة في ظروف غالبا ما كانت قاسية وصعبة.
وأشادت من جهتها باية الهاشمي بتضحيات الصحفيات والصحفيين شهداء الواجب سواء إبان الثورة التحريرية أو خلال العشرية السوداء.
والى جانب الإعلاميات السبع، كرمت وزارة الاتصال، أحد إطاراتها في شخص فطومة دردار على تفانيها في العمل لمدة 31 سنة بالوزارة، كما شملت الالتفاتة الفنانة نسيمة التي أحيت الحفل والتي قدم لها التكريم وزير الاتصال الاسبق د. محمد ليمين بشيشي.