طباعة هذه الصفحة

رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بورڤلة:

الحـذر إلى غايــة اختفـاء الوبــاء عالميـــــا

ورڤلة: إيمان كافي

تحيلنا المعطيات الحالية لمستجدات الوضع الوبائي، الذي يعرف استقرارا غير مسبوق، إلى أن مؤشرات الوضع الوبائي مطمئنة، وفق ما يؤكد الدكتور فؤاد محمدي، رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بورقلة لـ «الشعب».
بصدد الإجابة عن كل ما يطرح من تساؤلات حول أي مستقبل لوباء كورونا في قادم الأيام، قال الدكتور محمدي، عضو خلية الأزمة المتعلقة بالتحقيقات الوبائية والعضو في حملة التلقيح الولائية المتعلقة بكوفيد-19، إن الوضع الوبائي في الوقت الحالي مستقر ومطمئن بفعل المناعة الجماعية التي لوحظت.
ولا يكفي القول إن عدد الحالات في تناقص، ولكن حتى المتحورات الجديدة هي متحورات ضعيفة جدا ولا تؤثر بالشكل الكبير على الصحة العمومية بصفة عامة، كما أشار إليه. معتبرا أننا حتى نعرف مدى خطورة فيروس أو جائحة أو موجة، يجب أن نتابع مدى تأثيره على المنشآت الصحية وفي المستشفيات والمصالح الطبية، ويمكن ملاحظة إذا ما كان هناك تشبع في الأسرّة، وهل هناك فحوصات يومية ولعدد كبير من الأشخاص حول الأعراض الخاصة بالكوفيد؟. كل هذه المعطيات، تعد مؤشرات هامة على الوضع الوبائي.
وذكر المتحدث، أن عدم تسجيل ازدحام على المنشآت الصحية لتلقي العلاج والاستشفاء، يعد مؤشرا يبعث على الطمأنينة. أما فيما يتعلق بالحيطة والحذر فهي تبقى قائمة أكيدا، عن طريق الالتزام بالبروتوكول الصحي وعن طريق التلقيح أيضا.
وأشار فيما تعلق بالبروتوكول الصحي وغسل الأيدي، أنه من المهم أن يعتمد في حياتنا عامة وألا يكون مرتبطا بوباء كورونا فقط، فحتى النظافة العامة ضرورية لتفادي أمراض أخرى، موضحا أن فترة كورونا شهدت نقصا في حالات التسممات الغذائية، بحسب ما لوحظ. مثلا لذلك، فقد كان للبروتوكول الصحي أثره الإيجابي في استقرار بعض الأمراض. أما فيما يتعلق بالتباعد، فيمكن أن نُطمئن بأن الحيطة تبقى قائمة، لكن ليس بالقدر الذي يبعث على القلق، بحسبه.
وعن تقييمه للوضع الوبائي في هذه المرحلة، أكد الدكتور محمدي أنه في حالة تحسن، حتى وإن ظهرت متحورات جديدة فليس هناك ما يدعو للخوف والقلق، لأن الفيروس عن طريق سلسلة التحورات التي يمر بها هو متجه نحو المتحورات الأضعف إلى أن يصبح مثله مثل الأنفلونزا الموسمية.
وأوضح في هذا السياق، أن معطيات الوضعية الوبائية، تكون مدعاة للقلق عندما تكون هناك نسبة استشفاء كبيرة وتكون مخيفة من خلال معطيات الحالات الموجودة بالمؤسسات الصحية، أو إذا كان هناك طلبات على الفحص وفي حال ملاحظة وجود أعراض خاصة بكوفيد أو أن هناك ضغطا كبيرا على الأطباء في التشخيص والعلاج.
واستطرد الدكتور فؤاد محمدي، «لذلك أطمئن بأن الوضعية الوبائية الحالية مستقرة وتتجه نحو الزوال، باعتبار أن الجميع اكتسب مناعة جماعية والمتحور أوميكرون كان وكأنه حملة تلقيح ربانية لُقحنا بالمرض في حد ذاته وكانت هناك مناعة جماعية في آنٍ واحد، أدت إلى اكتساب مخزون من الأجسام المضادة الذي يحمينا الآن، ناهيك عن أن المتحورات القادمة ستكون ضعيفة جدا، خاصة أننا نعرف أن الجزائر شهدت دخول وانتشار متحورات عبر حركة تنقلات الأشخاص من خارج الوطن ولم يكن هناك متحور وليد الجزائر».
أما عن كيفية التعامل مع الاستقرار في الوضع الوبائي غير المسبوق، فقد أكد محدثنا بأن الحيطة والحذر ضروريان في هذه المرحلة، حتى نطمئن على الوضع الوبائي، ليس فقط على مستوى الوطن ولكن عالميا، لأن الحالة الوبائية حتى إذا كانت مستقرة في بلدنا فهذا لا يمنع احتمالية دخول متحورات يحملها أشخاص من خارج الوطن وقد يكونون سببا في دخول متحورات أخرى، وبالتالي لا يمكننا الاطمئنان مائة بالمائة، حتى يختفي الوباء عالميا.
ولكن مع ذلك يمكننا التعامل مع هذا الوضع بأريحية وبالإبقاء على غسل الأيدي والنظافة العامة لنقاوم ليس كوفيد فقط، بل حتى الأمراض الأخرى المتعلقة بالنظافة العامة ويصبح هذا الأمر ثقافة لدينا، كما ذكر. مشيرا بهذا الصدد، إلى أن كوفيد-19 كان له تأثير إيجابي من ناحية المساهمة في تثبيت بعض العادات الجيدة من خلال غسل وتعقيم الأيدي واحترام معايير النظافة العامة وهذا الشيء إيجابي، حتى ولو اختفى الوباء من الجيد أن نبقى محافظين على هذا البروتوكول كوقاية عامة تخص صحتنا.
وبالنسبة لانعكاسات التراخي في هذه المرحلة، اعتبر الدكتور محمدي أن التراخي لن يؤدي بنا إلى موجة جديدة، لأنه لم تظهر حتى الآن متحورات في الجزائر وهذا لا يعني أن نتراجع على الالتزام بالبروتوكول أبدا، كما قال، وإنما الواجب توضيح أن التراخي لن يؤدي بنا إلى موجة جديدة، إلا إذا ظهر متحور جديد خطير ودخل إلى الجزائر.
وفيما تعلق ببلوغنا مناعة جماعية، أشار الدكتور محمدي إلى أن المناعة الجماعية المحققة في هذه المرحلة، ساهم فيها ولحد كبير المتحور أوميكرون الذي أدى إلى اكتساب مناعة جماعية في ظرف قياسي وهو ما ساعد في اكتساب مخزون جماعي من الأجسام المضادة والذي بفضله نحن الآن في وضعية مستقرة.