طباعة هذه الصفحة

معرض «تعابير فنية نسوية» برواق باية

لوحات استنطقت حواء ورصدت انشغالاتها

أمينة جابالله

يختتم مساء اليوم برواق باية بقصر الثقافة مفدي زكرياء المعرض الخاص بالفن التشكيلي الموسوم بـ»تعابير فنية نسوية»، الذي عرف مشاركة ما يزيد عن 50 فنانة، وذلك في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، حيث شهدت الفعالية الثقافية والفنية التي أشرفت عليها الجمعية الوطنية الفنية للنساء الجزائريات وعلى رأسها خديجة حفاف، توافدا كبيرا للزوار الشغوف والمتتبع لإبداعات المرأة الفنانة التشكيلية، التي ما أبت إلا أن تشاطر نواعم الجزائر احتفالهن وتهنئهن بيومهن العالمي بطريقتهن الخاصة.

بلوحات فنية جمعت بين الطابع والواقعي والتجريدي، وأخرى تنوعت بين الخط والمنمنمات والزخرفة وتعانق الأشكال بالألوان والتقاسيم، إلى جانب ابداعات راقية في كل من مجال النحت وفن التركيب، روجت المبدعات لأعمالهن المفعمة بلمسات فنية، حيث تناولن فيها مسائل تتعلق بعالم المرأة وباهتماماتها وطموحاتها، وحرصن كل الحرص على الإلمام بكل جوانب حياة حواء بشقيها البهيج والمؤلم.
ومن خلال اللوحات التي تزين بها رواق باية، أعطت انطباع مباشر ودقيق لحيثيات عالم المرأة بكل ما تحمله من تضاد في الحياة، حيث أبدعت الفنانات التشكيليات في تقصي أغوار المرأة وإيصال تفاصيلها المتشعبة للزائر المستمتع باستنطاق ما وراء تلك التعبيرات والإيحاءات المرسومة، التي توحي من جهة بالسعادة، وبالمرارة من جهة أخرى، تماما كما حوته لوحتي «حديث البوح» و»العمق» لرئيسة «جمعية ضياء الفن والثقافة» الفنانة جميلة شلالي القادمة من مدينة البويرة، والتي لخّصت ريشتها كل الكلام عن انشغالات حواء وعن عاطفتها وإحساسها المرهف، الذي قد ينحني لرياح الخيبة ولكنه لن ينكسر أمام عواصف استفزاز الكرامة.
وفي ذات الصدد، يعتبر المعرض الذي يسدل ستار فعاليته أمسية اليوم، فرصة ثقافية قيمة سمحت للمشاركات المبدعات، وذلك على غرار عضو الجمعية الوطنية الفنية للنساء الجزائريات الفنانة التشكيلية سعدون ياسمينة القادمة من ولاية قسنطينة، على ابراز مواهبهن، حيث شاركت بثلاثة لوحات، لاسيما الأعمال التي أنجزت في مجال الخط العربي والمنمنمات والزخرفة، وتلك التي جادت بها ريشة الفنانة المتألقة جازية شريح، إلى جانب 48 فنانة أكدت حضورها بقوة، وعبرن عن أنفسهن وكل ما يجول بداخلهن، كأنثى تتعامل بحس رهيف مع الأشياء، بالتواصل مع الجمهور الذي أضفى على المكان جمالية، وبالموازاة استحسن المجموعة الفنية المصطفة بكل رقي، ووثقها على شكل صور تمّ أخذها بكل شغف بعدسات الهواتف.
 للإشارة، كان في افتتاح المعرض على غرار الفنان التشكيلي حميد سبع المتخصّص في الرسم الموجّه لفئة المكفوفين، عدد كبير من الفنانين التشكيليين ووجوه فنية وثقافية في مختلف مجالات الابداع، تشجيعا منهم لكل التظاهرات التي تساهم في التعريف بجهود وأعمال الفنانين، إلى جانب خلق تواصل مع المتلقي.