طباعة هذه الصفحة

الكاتبة والناقدة المسرحية الدكتورة خيرة بوعتو

لا شــيء يضــاهي نجاح المـرأة في مجتـمـع يتــوقع فشلــهـــا

معسكر: أم الخير – س.

خيرة بوعتو، اسم لامرأة ذات فعالية في المجتمع والساحة الفنية، سجلت حضورها القوي في قسم الفنون الدرامية بجامعة مستغانم، وعلى مستوى الملتقيات الفكرية والمهرجانات الثقافية كأستاذة محاضرة، كاتبة وناقدة مسرحية، جديرة بذكر مسارها الحافل بالإنجازات والنجاحات رغم العثرات التي صادفتها، والتي قالت عنها صديقة «الشعب»، إنها «عثرات تعترض أي امرأة في مجتمع تسيطر عليه قبضة ذكورية من فولاذ».

هكذا نشأ اهتمامها بالمسرح والفنون الدرامية

شقت خيرة بوعتو طريقها من جامعة وهران، أين درست النقد المسرحي بقسم الفنون الدرامية، هذا التخصص الذي نالت فيه شهادة الليسانس في النقد والأدب التمثيلي، كان بمثابة القدر الجميل الذي عانقته الكاتبة والناقدة المسرحية خيرة بوعتو بشغف وحب في استكشاف الذات وطاقاتها الفنية الكامنة، بعد أن نجحت في تناول مسرحية «في انتظار غودو» نموذجا لدراساتها النقدية العليا سنة 2004 حول الزمن في مسرح العبث..
آمنت الكاتبة المسرحية خيرة بوعتو، أن القدر الجميل يرسم أحلامها ومسيرة حياتها بروحانية جميلة، فحتى عناوين مذكراتها ورسالاتها النقدية، كانت توحي إلى شيء ما ينتظرها في ظل التحولات الزمنية الميزاجية التي عرفها أب الفنون في الجزائر، ومن مذكرتها (الزمن في مسرح العبث) إلى (جمالية العنوان في السينما الجزائرية في المهجر) خطت خيرة خطواتها نحو المجد والنجاح الفني، بافتكاك درجة علمية جديدة بمستوى ماجستير في الفنون الدرامية، سنة 2008 من جامعة وهران، ثم درجة دكتوراه في «الدراماتورجيا وتقنيات الإخراج المسرحي»، سنة 2018 من نفس الصرح العلمي.
ومن المسرح إلى السينما، تنوعت الأبحاث والدراسات النقدية لخيرة بوعتو، ومساهماتها التي وجدت طريقا إلى النشر على نشريات جامعية، وعلى جريدة «الشعب» التي احتضنت أفكارها النقدية في أعداد مختلفة، بداية من لقائنا بها في المهرجان الدولي للفيلم العربي والمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، أين بدت الاستاذة خيرة بوعتو كقائدة لجيش من طلبة الفنون الدرامية وهواة المسرح في ورشات تكوينية تعددت محاورها.

مسيرة فنية حافلة بالتفوق

حظيت خيرة بوعتو بصفتها أحد الفاعلين المتميزين على الركح المستغانمي بفرص كاملة الحضور في لجان تحكيم المهرجانات المسرحية، كعضو بمخبر «الجماليات البصرية في الممارسات الفنية الجزائرية»، برئاسة الأستاذة الدكتورة عمارة كحلي، جامعة مستغانم، كلية الأدب العربي والفنون، قسم الفنون.. وعضو بمشروع Prfu لعنوان البحث (أعلام المسرح الجزائري) تحت إشراف أ.د بلحاج طرشاوي- مخبر الفنون والدراسات الثقافية- جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان وعضو دائم في فعاليات المشروع الدولي (رسالة الباحث)- مختبر اللغة والتواصل- 2019، المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان، وعضو هيئة تحرير وتحكيم بحوث مشروع «أبحاث في الدلالة وتطبيقاتها» في إطار فعاليات المشروع الدولي (رسالة الباحث)- مختبر اللغة والتواصل 2019 المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان، عضو ضمن اللجنة العلمية الخاصة بتحكيم وتقييم بحوث مؤلف «الأدب الشعبي والدراسات البينية» في إطار فعاليات المشروع الدولي (رسالة الباحث) بمختبر اللغة والتواصل 2019 المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان.
الطموح بالنسبة لخيرة بوعتو، يشبه الأحلام الكبيرة التي لم تجد وعاء يحتويها، ومازالت هناك أحلام تنتظر وتذهب وتجيئ، وتتحدى الواقع لأنها أسمى وأقوى.. حلمها أن تحكي أكثر عن النساء.. عن المرأة الجزائرية المتعثرة في حياتها، المنتظرة لقدر مجهول يأتي من بعيد ليخلصها، المرأة الجزائرية المستسلمة.. عن المرأة التي يجب أن تكون، لأنها تستحق حياة أفضل، لكن هذه الحياة تستدعي الكثير من التضحية بالنسبة لخيرة بوعتو.

 متعة الفن تلاحقنا

حازت الاستاذة والكاتبة المسرحية خيرة بوعتو، على جائزة «الكاكي الذهبي» المنظم من طرف محافظة مهرجان الهواة بمستغانم كأحسن نص مسرحي لسنة 2009، المعنون بـ»بداية»، وافتكت جائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية للمبدعين الشباب لسنة 2011، عن نصها «كلاب الطريق السريع»، كما تحصلت على العديد من الجوائز عن عرض المونودرام «علب».
وتقول خيرة بوعتو، أنه رغم كل الصعوبات والعراقيل التي يمر بها الفن في بلادنا، إلاّ أنه القدر الجميل ومتنفس الروح، وتضيف إننا في بلد لا يشجع ولا يدعم هذا المجال، فنحن نسير ببطء ونتعثر كثيرا بالطريق، ويصل بنا الأمر إلى التفكير في الابتعاد أحيانا كثيرة، وهكذا هواجس دائما ما تراودنا، وبالمقابل تظل متعة الفن تلاحقنا لأنها أقوى من الظروف».
وتؤمن خيرة بوعتو بجدارتها في منح قيمة زائدة للفن عموما، وهو إيمان منبعث من قناعتها أن الفن وجد لإحداث التغيير البناء في المجتمعات، على أساس الانفتاح وقبول الآخر والرقي بالقيم الانسانية، لاسيما تلك التي تعظم من صقل فيها القدرة والموهبة، على غرار أستاذها مختار عثماني.

تألق رغم العقبات

مثل خيرة بوعتو، نساء كثيرون يعين معنى الاعتراف بجميل الأيادي التي تقدم وتساعد، لكنهن يعانين من النكران والاقصاء والاجحاف في حقهن، هذه الآلة الاجتماعية التي تحاول عبثا القضاء على المبادرات النسوية الفعالة تحت غطاء تقاليد اجتماعية تتخفى عليها علنا الذهنيات الذكورية المتسلطة.
وعلى الرغم من هذه المعوقات، استطاعت خيرة بوعتو أن تبرز قدراتها في الكتابة والنقد المسرحي، من خلال كتابات جماعية على غرار مؤلف «الأدب الشعبي في الأجناس الأدبية» منشورات ألفا للوثائق 2020 عن مختبر اللغة والتواصل 2019، المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان، ومؤلف «مقاربات تطبيقية في أنساق الخطاب المرئي المضمرة» منشورات ألفا للوثائق 2020، مختبر اللغة والتواصل- 2019، المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان، إضافة الى مساهمات فردية في مجلات ونشريات جامعية.
كما صنف عملها المسرحي «كلاب طريق السريع» ضمن 35 نصا مسرحيا ليتم دراسته من طرف لجنة القراءة، بمهرجان أفينون والمعهد العالي لتقنيات العرض، فرنسا، 2012-2013، وتميز اخراجها للعمل المسرحي الموجه للأطفال «أيام الأسبوع الثمانية» وطنيا وعربيا، كما تحصلت على جائزة أحسن نص عن مونودرام «علب» بمهرجان التسيرا الدولي للمونودرام في دورته الثالثة بتونس، القاهرة والجزائر.